أخبار - 2024.05.30

محمد ابراهيم الحصايري: لمحات عن نضالية الدبلوماسية التونسية من أجل ترسيخ أركان الدولة الوطنية المستقلة المتقدمة (ألبوم صور)

محمد ابراهيم الحصايري: لمحات عن نضالية الدبلوماسية التونسية من أجل ترسيخ أركان الدولة الوطنية المستقلة المتقدمة

هذه المقالة في الأصل مداخلة ساهمت بها في أشغال اليوم الدراسي الذي نظمته الجمعية التونسية لقدماء السفراء والقناصل العامين بالتعاون مع المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر، ومؤسسة الأرشيف الوطني التونسي، يوم السبت 25 ماي 2024 حول موضوع "إسهام الدبلوماسية التونسية في بناء دولة الاستقلال".

وقد بدأت مداخلتي هذه بالتذكير بجملة الوقائع التاريخية التالية:

• سنة 1961، أي خمس سنوات بعد استقلال تونس، وعلى إثر مقتل داغ همـرشــولد Dag Hammarskjöld)) الأمين العام للأمم المتحدة خلال الفترة الممتدة من 1953 الى سنة 1961، في حادثة تحطّم الطائرة التي كانت تقله من الكونغو إلى روديسيا، وهي حادثة ما يزال الغموض يكتنفها حتى اليوم، كان من بين الأسماء التي رُشِّحَتْ لخلافته في منصب الأمانة العام مندوب تونس لدى منظمة الأمم المتحدة المرحوم المنجي سليم الذي كان انتخب في شهر فيفري من نفس السنة لرئاسة جمعيتها العامة...

• سنة 1964، وحين قررت دول المغرب العربي إنشاء "اللجنة الاستشارية الدائمة للمغرب العربي" تم الإجماع على أن يكون مقرها في تونس، وأن يكون أمينها العام تونسيا وهو المرحوم مصطفى الفيلالي.

• سنة 1979، وعلى إثر توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، قرر القادة العرب نقل جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس، حيث قضّت عشر سنوات من عمرها، وكان أمينها العام خلال تلك الفترة المرحوم الشاذلي القليبي.

وفي نفس هذه السنة انتخب المرحوم الحبيب الشطي أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهكذا جمعت تونس بين الأمانتين العامتين العربية والإسلامية.

• سنة 1982، وعلى إثر اجتياح الكيان الصهيوني لبيروت وخروج قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان كان ملجؤها تونس، حيث قضّت ما يربو على عشر سنوات قبل أن تنتقل منها إلى الأراضي الفلسطينية سنة 1993 بموجب اتفاقيات أوسلو.

وقد كانت الغاية من الابتداء بالتذكير بجملة هذه الوقائع هي التساؤل عن السر الكامن وراء النجاحات التي استطاعت الدبلوماسية التونسية الفتيّة تحقيقها في مثل هذا الفترة الوجيزة.
 وفي رأيي فإنّ السر يكمن في عاملين أساسيين هما:

أولا وقبل كل شيء الروح النضالية التي كانت تحدو روّاد الدبلوماسية التونسية، وهم أساسا من رجال الحركة الوطنية، ورفاق الزعيم الحبيب بورقيبة، تماما مثلما كانت تحدوهم إبّان معركة التحرير.

وفي هذا الصدد يجدر بنا التذكير بتلك المقولة التي كان المجاهد الأكبر يحب ترديدها على مسامع الشعب التونسي وهي المقولة التي كان يؤكد من خلالها أن تونس بنيلها الاستقلال، انتقلت من مرحلة الجهاد الأصغر إلى مرحلة الجهاد الأكبر أي من ّمعركة التحرر من الاستعمار، إلى معركة بناء الدولة الوطنية المستقلة المتقدمة.

وهذه المقولة لم تكن مجرد شعار يُرفَع، وإنما كانت عقيدة يُراد ترسيخها في القلوب والعقول حتى تحفّز التونسيين وتحرّضهم على البذل والعطاء من أجل بناء دولتهم المستقلة الحرة المنيعة، بالاستناد، وهنا يدخل العامل الاساسي الثاني، إلى رؤية واضحة، هي تلك الرؤية التي تحدّث عنها المرحوم الرئيس الباجي قائد السبسي في كتابه "الحبيب بورقيبة: الحنطة والزؤان" (Habib Bourguiba: le bon grain et l’ivraie) الذي يؤكد فيه أن الزعيم "لم يساهم فحسب في بناء الدولة العصرية، بل ارتقى بها إلى مرتبة دولة محترمة وذات مصداقية. وهذه المرتبة هي ثمرة سياسة صائبة قائمة على اختيارات تبَيَّنَ أنها صحيحة وعلى فنّ سياسي لم يكن محض تكتيك وإنما فرض نفسه لأنه ذو معنى، وهو ثمرة للنضج والذكاء والشجاعة الفكرية ورؤية معينة للعالم"...

وبالفعل فإن هذه الروح النضالية كانت قاسما مشتركا بين ثلّة صدقت ما عاهدت الله عليه من بناة الدولة التونسية المستقلة، وكان رواد الدبلوماسية التونسية من هذه الثلة إذ تحلوا بهذه الروح في ممارسة مهامهم الدقيقة والصعبة التي كانت تتطلب منهم في ذات الوقت المساهمة في الجهود الوطنية الرامية إلى استكمال مقومات الاستقلال الوطني باستكمال تحرير البلاد من الجنوب إلى الشمال برا وبحرا وجوا، والعمل بكل ما في وسعهم من أجل حشد أكبر قدر من مستلزمات بناء الدولة وتوفير ما تحتاجه من إمكانيات لإطلاق مسيرة تنميتها الشاملة، والخروج بأسرع وقت ممكن من حالة التخلف والخصاصة التي تركها عليها الاستعمار...

على أن الدبلوماسية التونسية نشأت في بيئة إقليمية وقارية ودولية كانت تتطلب منها نضالية أوسع وأشمل من النضالية من أجل الوطن... لقد كان عليها أن تلتحم بحركات التحرر الوطني وأن تقف إلى جانب القضايا العادلة وأن تساهم في الجهود الرامية إلى بناء عالم أكثر عدلا وإنصافا.

ومن هذا المنطلق كان المرحوم المنجي سليم مندوب تونس لدى منظمة الأمم المتحدة عضوا فاعلا ومناضلا في العديد من اللجان التي أنشأتها المنظمة لدعم الشعوب المكافحة من اجل التخلص من الاستعمار والهيمنة والظلم والاستعباد...

وقد تجلت هذه النضالية في العديد من المظاهر وعلى مختلف الأصعدة:

1/ على الصعيد الوطني

لأنّ تونس عند الاستقلال لم تكن تخلصت كليا من وجود الجيش الفرنسي في بعض مناطقها، كان عليها أن تواصل الكفاح من أجل تطهير أرضها وبحرها وجوها من هذا الوجود الثقيل وكان على الدبلوماسية التونسية أن تعاضد الجهود الميدانية التي كانت تبذل في الداخل بالعمل ثنائيا وفي المحافل الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة على استقطاب تأييد دول العالم ودعمها.

وفي هذا الإطار كانت المعركة الدبلوماسية التي خاضتها تونس ضد فرنسا في منظمة الأمم المتحدة على إثر أحداث بنزرت من أشرس المعارك التي نجحت الدبلوماسية التونسية في كسبها.

2/ على الصعيد المغاربي

بداية ينبغي التذكير بأن دستور تونس لسنة 1959 أكّد في ديباجته على أن الشعب التونسي متعلق بتعاليم الإسلام وبوحدة المغرب الكبير وبانتمائه للأسرة العربية وبالتعاون مع الشعوب الإفريقية في بناء مصير أفضل وبالتضامن مع جميع الشعوب المناضلة من أجل الحرية والعدالة، كما أكد في مادته الثانية أن الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي الكبير تعمل لوحدته في نطاق المصلحة المشتركة.

وبالرغم من أن تونس لم تكن تخلصت بعد من وجود الجيش الفرنسي في قاعدة بنزرت وبعض المراكز الحدودية في الجنوب، فإنها وقفت تونس بحزم إلى جانب ثورة الشعب الجزائري الشقيق فاحتضنت الحكومة الجزائرية المؤقتة، واستقبلت مئات الاف اللاجئين الجزائريين (أكثر من مليون لاجئ)، وحمت الثوار الذين لجئوا إليها وقد دفعت لذلك ثمنا غاليا من دماء أبنائها التي امتزجت بدماء إخوانهم الجزائريين في ساقية سيدي يوسف.

كما إن تونس، بالرغم من علاقتها الوثيقة مع المملكة المغربية، وقفت الى جانب موريتانيا وساندت استقلالها، حتى إن بعض الموريتانيين يقولون إن بلادهم ولدت من رحم تونس.

والى ذلك بذلت تونس ما بوسعها من جهود من أجل إرساء قواعد العمل المغاربي المشترك، وقد كان الزعيم الحبيب بورقيبة يؤمن بأن تحقيق الوحدة الاقتصادية بين بلدان المنطقة تُعَدُّ خطوة كبيرة نحو تحقيق وحدتها السياسية، ولذلك كان ينادي بعقلنة الإنتاج والأسواق وبالتنمية المتماسكة والمتكاملة بين هذه البلدان، كما كان ينادي بتنظيم التعليم على أسس موحّدة، من أجل خلق وحدة فكرية وثقافية لدى الأجيال المغاربية الصاعدة.

3/ على الصعيد العربي

وقفت تونس منذُ ما قبل الاستقلال ثم بعده بكل صدق وقوة إلى جانب القضية الفلسطينية، ومثلما سلفت الإشارة إلى ذلك وجدت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية حضنا دافئا في تونس عندما اضطرت إلى الخروج من لبنان...

وعلى غرار ما حدث في ساقية سيدي يوسف سنة 1958 جاء الاعتداء الإسرائيلي السافر على حمام الشط في 1 أكتوبر 1985 ليمتزج الدم التونسي بالدم الفلسطيني وليقدح شرارة معركة دبلوماسية شرسة أخرى لكن بين تونس وبين الولايات المتحدة هذه المرة...

وقد خرجت الدبلوماسية التونسية منتصرة من هذه المعركة التي امتنعت فيها الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض وذلك للمرة الأولى والوحيدة حتى اندلاع الحرب الدائرة الآن ومنذ 7 أكتوبر 2023 في قطاع غزة. (يتعلق الأمر بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 573 بتاريخ 4 أكتوبر 1985).

وإلى ذلك وعلى غرار وقوفها إلى جانب استقلال موريتانيا وقفت تونس الى جانب استقلال الكويت رغم أن ذلك أغضب العراق.

ورغم أن مسار العلاقات التونسية العربية كان على العموم يراوح بين فترات من الائتلاف وفترات أخرى من الاختلاف، فإن جامعة الدول العربية لم تجد مكانا للاستقرار فيه بعد خروجها من مصر، أفضل من تونس.

3/ على الصعيد الإفريقي

تجلّى ما سمّاه الدستور التونسي الأول "التعاون مع الشعوب الإفريقية في بناء مصير أفضل"، بصورة مبكرة، سنة 1961 عندما قررت تونس إرسال بعثة عسكرية إلى الكونغو. وينطبق على هذا الموقف النبيل قوله تعالى "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".

وقد تعددت المواقف التضامنية التونسية مع الشعوب الإفريقية، ومع حركاتها التحريرية ومن ذلك مثلا أن تونس قطعت علاقاتها مع البرتغال واعترفت بحكومة أنغولا في المنفى، وأنها قامت في ديسمبر 1965 بتعليق جميع علاقاتها مع روديسيا، تنفيذا لقرارات الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقي...

وعلاوة على أن تونس كانت من الدول الفاعلة في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، قام الرئيس الحبيب بورقيبة ابتداء من 15 نوفمبر 1965 بجولة طويلة قادته إلى كل موريتانيا وليبيريا والسينغال ومالي وساحل العاج والكمرون وجمهورية إفريقيا الوسطى والنيجر وقد أثمرت الجولة العديد من اتفاقات التعاون التي منحت تونس جملة من التسهيلات الديوانية، وفتحت الأبواب أمام التعاون الفني التونسي الإفريقي...

وكانت تونس التي تحظى بمكانة خاصة عند الأفارقة لا سيما وأنها لا تشكل بالنسبة إليهم مصدر استياء أو خوف حريصة منذ السنوات الأولى لاستقلالها على تقاسم ما تتوفر عليه من خبرات مع الدول الافريقية وعلى فتح أبواب مدارسها العليا وجامعاتها حديثة النشأة في وجه الطلبة الأفارقة.

وفي هذا السياق يقول Pierre Rossi في كتابه الصادر سنة 1966 تحت عنوان La  Tunisie de Bourguiba ما يلي:

Et sans doute, l’Afrique dans son ensemble ne peut-elle accueillir qu’avec sympathie les attentions de Tunis, aucun ressentiment ne la retient, aucune crainte non plus. Par sa réussite constitutionnelle, par son régime fort mais prudent, par la qualité de ses techniques et de ses hommes, la Tunisie est un exemple sûr. C’est le président Senghor lui-même qui, s’adressant à un homme d’état français en 1961, en plein drame de Bizerte, lui confiait : «Il y a en Afrique un mythe de la Tunisie, nous y croyons tous, parce que pour nous c’est un exemple à suivre».

4/ على الصعيد الدولي

من المواقف الجديرة بالوقوف عندها على هذا الصعيد موقف تونس من انتفاضة الشعب المجري في 23 أكتوبر 1956 أي بضعة أشهر بعد إحراز بلادنا على استقلالها، فلقد وقفت تونس إلى جانب هذه الثورة وكان المرحوم المنجي سليم عضوا في اللجنة التي أنشأتها منظمة الأمم المتحدة حول المسألة المجرية.

وقد تناول الرئيس الحبيب بورقيبة هذه المسألة في خطابين ألقاهما سنة 1956 وأدان فيهما بقوة التدخل السوفياتي، كما صوتت بلادنا لفائدة اللائحة التي تدين الاعتداء على الشعب المجري الذي أراد أن يتحرر من هيمنة الاتحاد السوفياتي عليه، وبعد التصويت طلب المنجي سليم الكلمة لشرح أسباب هذا التصويت.

ولمن يريد معرفة تفاصيل هذا الموقف التونسي الشجاع والذي كان مختلفا عن مواقف أغلب الدول حديثة العهد بالاستقلال أن يرجع إلى كتاب "مواقف دبلوماسية في العهد البورقيبي" لزميلنا وصديقنا المرحوم محمد فريد الشريف.

ومن المواقف الهامة التي وقفتها تونس على الصعيد الدولي اعترافها سنة 1964 بجمهورية الصين الشعبية منضمَّةً بذلك إلى سياسة الصين الواحدة...

على مستوى أوسع ومع أن تونس فضلت منذ بداية الاستقلال الغرب على الشرق، فإن ذلك لم يمنعها من الانخراط في معارك البلدان النامية أو ما كان يصطلح عليه بالعالم الثالث، وفي هذا السياق تتنزل مشاركتها في إنشاء ثم في أنشطة حركة عدم الانحياز.

على أن سياسة عدم الانحياز التي توختها اتسمت بالواقعية والبعد عن المواقف العاطفية، والأيديولوجية وبنوع من المرونة التي مكنتها من تكييف تحركاتها وفقا لما فيه مصلحتها، ومن هذا المنطلق جاء رفضها لأي شكل من أشكال التحالف، وفي المقابل سعيها الحثيث والدؤوب لكسب أكبر عدد ممكن من الأصدقاء في الغرب كما في الشرق...

هذا ولا بدّ من التأكيد على أن "نضاليّة" روّاد الدبلوماسية لم تكن تقتصر على قضايا التحرر الوطني، بل كانت تدرك أن النهوض بالاقتصاد الوطني هو أيضا ضرورة من ضرورات التخلص من التبعية والارتهان، ومن هذا المنطلق زرعوا البذور الأولى لما نسمّيه اليوم الدبلوماسية الاقتصادية.

ومعنى ذلك أن المطلوب من الدبلوماسيين الأوائل كان التحرك على جبهتين جبهة استكمال التحرر الكلّي من مخلفات الاستعمار، وجبهة حشد أكبر كمّ من الإمكانيات التي كانت تعوز البلاد لتحقيق ما تصبو اليه من تنمية شاملة، وذلك دون تمييز بين شرق وغرب وشمال وجنوب.

واعتقادي أن نضاليَّتَهم كانت خير مساعد لهم على تحقيق النتائج التي حققوها والتي ساهمت في نهضة تونس ورفعت من شأنها بين الأمم حتى قال عنها الرئيس السينغالي ليبولد سنغور منذ سنة 1961 إنها أسطورة، وإنها نموذج يقتدى به.

******

ختاما أريد أن أعترف بأني اخترت الحديث عن هذا الموضوع عن قصد، لأنّي أودّ أن أنبّه وأن أؤكّد على أنّ الفوز في المعارك الكبرى التي تُخَاضُ انتصارا للحق والعدل يستوجب حتما التحلي بأعلى قدر من الروح النضالية.

وفي عالمنا المعاصر الذي يشهد معركة تزداد شراسة يوما بعد يوم بين ما يسمّى بالغرب الجماعي وما يسمّى بالجنوب العالمي من أجل تغيير النظام العالمي المجحف والذي بات "مقرفا" بشكل غير مسبوق بعد ما رأيناه ونراه في الحرب الوحشية على قطاع غزة، أعتقد أنّ دبلوماسيتنا ودبلوماسيات الدول التي تقاسمنا نفس التطلعات والآمال بحاجة ماسة إلى التحلي بروح نضالية مضاهية للروح التي كانت تحدو تلك الثلة النيرة من بناة الدولة الوطنية التونسية...

أجل فإذا كانت معركة الأمس دارت ضد الاستعمار القديم، فإن معركة اليوم تدور ضد الاستعمار الجديد الذي خَلَفَهُ وحلّ محلّه وأمعن في ممارساته الاستعمارية لكن بأساليب خادعة وخبيثة.

محمد ابراهيم الحصايري

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.