تركوا فلســــطيناً ليهاجموا غزالة!: حول بعض الهجمات التي تتعرّض لها أسطورة التنس العالمية أنس جابر بسبب الأحداث الجارية في غزة
بقلم حاتم قطران. أستاذ بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس - علقت أسطورة التنس التونسية أنس جابر، على الأحداث الجارية بين فلسطين وقوات الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية والقصف المدمر الذي أودى بحياة المئات ويضع حياة الآلاف على المحك،زاد فيه قطع الماءوالكهرباء و الإنترنت، بعد عملية طوفان الأقصى السبت المنقضي.
وكتبت أنس عبر حسابها على إنستجرام: “ما كان يعاني منه الشعب الفلسطيني خلال 75 سنة لا يمكن وصفه، ما يعاني منه المدنيون لا يمكن وصفه. أيًا كانت أصولهم أو ديانتهم”.، مضيفة: “العنف لن يجلب السلام أبدًا، لا يمكنني أن أقف بصف العنف كما لا يمكنني أن أتوقف عن مساندة من كانت تؤخذ أراضيهم. لهذا لابد وأن يفهم الجميع ما يحدث. لذلك يجب ألا يتجاهل الرأي العام التاريخ، هذا التصرف غير مسؤول ولن يجلب السلام”.واختتمت: “نحن نسعى جميعًا للسلام، هو ما يحتاجه الجميع ويستحقونه. أوقفوا العنف. الحرية لـ فلسطين”.
موقف مشرّف بكل المقاييس، يعبّر على أقصى درجات الوطنية ونداء صادق لوقف الأعمال العدائية على الفور، ينسجم تماما مع موقف تونس الذي أعرب عنه رئيس الدولة وموقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي أدان الخسائر في أرواح المدنيين، بمن فيهم أطفال ونساء، واصفا ذلك بأنه "غير مقبول ويجب أن يتوقف على الفور".
وإن إشارة أنس إلى ما يعاني منه الشعب الفلسطيني خلال 75 سنة ونداءها في خاتمة تدوينتها ("أوقفوا العنف. الحرية لـ فلسطين) ”إنما هو نداء عاجل بعبارات الرياضية الملتزمة بقضايا الحق والعدل لوضع حد للصراعات والحكم بشكل نهائي على الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية، والعمل من أجل التوصل إلى حل عادل ومنصف للصراع وتأكيد أن المنطقة لن تشهد استقرارا ولن تحقق السلام المنشود بين كافة شعوب ودول المنطقة ما لم يتم الاعتراف وبشكل نهائي بحق الشعب الفلسطيني بالعيش بكرامة وأمان وتمتعه بكامل حقوقه، وأولها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
لذلك كله، أقول بصراحة لبعض المنتقدين بشراسة غير مقبولة لغزالة التنس التونسي، أنس جابر ما كنت كتبته في ذات يوم 7 فيفري 2020 في جريدة "ليدرز" تعليقا على بيان صادر عن وزارة الخارجية بتاريخ الأربعاء 5 فيفري 2020 تدين فيه "خوض المنتخب الوطني للتنس سيدات مباراة مع منتخب كيان الاحتلال الإسرائيلي في إطار بطولة كأس الاتحاد الدولي للتنس المُقامة بهلسنكي": يصح فيكم القول باقتباس لما كتبه نزار قباني في رثاء بلقيس: تركوا فلســــطيناً ليهاجموا غزالة!
حاتم قطران
أستاذ بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس
- اكتب تعليق
- تعليق