أخبار - 2023.08.11

قيدومة الصّحافة والنشاط الثقافي والأدبي بتونس منذ مطلع الاستقلال، الأستاذة جليلة حفصيّة (1927-2023) تترجّل

قيدومة الصّحافة والنشاط الثقافي والأدبي بتونس منذ مطلع الاستقلال، الأستاذة جليلة حفصيّة (1927-2023) تترجّل

بقلم د. عادل بن يوسف - غادرتنا صباح يوم، الخميس 10 أوت 2023 إلى عالم أرحب إحدى الرائدات التونسيّات في الحَقْليْنِ الثقافي والصّحفي منذ مطلع الاستقلال، المثقفة والصحفيّة والكاتبة باللسان الفرنسي، الأستاذة جليلة حفصيّة عن عمر ناهز 96 سنة.

وكان اللقاء

لم أحظَ بالتعرّف على فقيدة الساحة الثقافية قبل 2011 بحكم الفارق في السنّ وإقامتها بتونس العاصمة وإحالتها على شرف المهنة منذ نهاية التسعينات، غير أنني كنت أقرأ بانتظام مقالاتها المنشورة في الصفحة الثقافية لجريدة "لابراس" منذ فترة دراستي الثانوية والعليا.

ومنذ تكليفي بالإشراف على برنامج "شهادات حيّة" بإذاعة المنستير سنة 2013 حرصت على استضافتها ببرنامجي، لا لماضيها المشرق في الحقلين الثقافي والصحفيّ والكتابة الأدبية بالقلم الفرنسي، بل لسببين آخرين، أولهما كونها حفيدة من جهة الأمّ لزعيم حركة الشباب التونسي، المحامي والقايد السابق بسوسة زمن الحماية (بين 1917 و 1934) وخليفة لرفيق دربه بنفس التنظيم وبنفس الخطّة الأستاذ البشير صفر (بين 1909 و 1917)، الأستاذ عبد الجليل الزاوش. و ثانيهما نضالها الوطني منذ نعومة أظفارها صلب الحزب الدستوري ومجايلتها لأبرز قادته وزعماءه منذ مطلع الخمسينات بتونس العاصمة. اتصلت بها في ربيع 2016 فرحّبت بالمقترح وضبطت لي موعدا بشقتها المتواضعة بالمنزه الأول. وكان اللقاء ظهر يوم الأربعاء 17 مارس 2016 فرحّبت بي وبالفريق المصاحب لي. ورغم إصابتها بكسر في الرجل منعها من المشي حينئذ، فقد اكتشفت فيها ذاكرة رهيبة فكانت حدثتني بأدقّ التفاصيل عن نشأتها بمدينة مساكن المحافظة وذكرياتها مع التعليم العصري الابتدائي والثانوي بمدينة سوسة إباّن الحرب العالمية الثانية، وكذلك عن شخصيّة جدها وزعماء الحزب الدستوري الجديد وقصتها مع الصحافة والأدب والسينما ومسيرتها المهنية الطويلة في النوادي ودور الثقافة وإصداراتها ورؤيتها للمشهد الثقافي بتونس ما بعد 14 جانفي 2011... الخ. وقد قمت ببث هذا الحوار الشيّق على حلقتين وذلك يومي الأحد 06 و 13 أفريل 2016.

وبهذه المناسبة الأليمة وبحكم واجب الذاكرة من الضروري التعريف بهذه المناضلة والرائدة في العمل الثقافي والصّحفيّ والكتابة الأدبية للأجيال الحالية.

الولادة والنشأة والتعليم

ولدت الكاتبة والصحفية والأديبة فاطمة جليلة حفصيّة بمدينة سوسة يوم 17 أكتوبر 1927 وسط أسرة مَخْزِنِيّةٍ ميسورة وكثيرة العدد بمدينة مساكن من أصول يمنيّة برزت في عهد الحفصيّين الذين حكموا تونس من سنة 1231 إلى غاية 1574. عمل والدها اسماعيل حفصيّة أستاذا ثمّ خْلِيفَةْ فَڤَايد بالعديد من جهات البلاد.

أمّا والدتها فهي من أصول أندلسية وابنة أحد رموز حركة الشباب التونسي، المحامي والقايد على سوسة بين 1917 و 1934 ثمّ شيخ مدينة تونس فوزير للقلم والعدليّة بين 1935 و 1943، الأستاذ عبد الجليل الزاوش. وقد حرصت على تدريس أبنائها وبناتها وفي مقدمتهم شقيقتها نازلي حفصيّة، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس وصاحبة البيوغرافيا الضخمة عن جدهما عبد الجليل الزاوش (1873-1947) بالفرنسية الصادر باللغة الفرنسية سنة 2007 تحت عنوان: Les premiers modernistes tunisiens : Abdeljelil Zaouche, 1873-1947, Tunis, MIM, 2007, 253 p.

زاولت تعليمها الابتدائي بمدرسة البنات بمدينة سوسة والثانوي بمعهد الفتيات بنفس المدينة. غير أنّها لم تكمل دراستها الثانوية بسبب تزويجها من أحد أقاربها، السيّد الباهي الزاوش وهي لم تتجاوز سنّ السادسة عشر. لذلك انتقلت للعيش معه بتونس العاصمة إلى يومنا هذا.

انخراط مبكّر في العمل الوطني

لسوء الحظ لم يعمّر هذا الزواج طويلا بسبب محافظة شريك حياتها وانشغاله بالفلاحة والأعمال بجهة المرسى ورغبتها في مواصلة تعليمها والخروج إلى الفضاء العام لتغيير العقليّات البالية الموروثة منذ عقود وفي مقدمتها كل ما يتصل بالمرأة. وشاءت الصدف أن تعرّفت على محامي الحزب الدستوري الجديد، الأستاذ توفيق بن ابراهيم الذي رغب في التزوّج منها وهو ما حصل في مطلع الخمسينات. وكان ببيت زوجها بالضاحية الشمالية ملتقى لقادة وزعماء الحزب من السياسيّين والنقابيّين، لذا انخرطت في النضال الوطني معه.

وبحكم إتقانها للغة الانجليزية فقد تمّ تكليفها بترجمة كل النصوص التي تقدّم إليها قبل إيداعها إلى سفارتَيْ بريطانيا والولايات المتحدة بتونس والردّ على كل الرسائل التي ترد على الحزب من هذين البلدين والمنتظم الأممي بنيويورك. وهذا ما يفسّر معرفة بورقيبة الجيّدة لها وتحوّلها إلى بيته بساحة رحبة الغنم فور عودته مظفرا بالاستقلال الداخلي يوم غرّة جوان 1955 ثمّ إلى غاية مقرّ المجلس القومي التأسيسي عشيّة الإعلان عن النظام الجمهوري والإطاحة بالنظام الملكي يوم الجمعة 25 جويلية 1957 على رأس وفد ضمّ عقيلات وبنات قادة الحزب والمنظمات والشخصيات الوطنية.

وتذكر لنا الفقيدة أنّ نظام بورقيبة عرض عليها منصب نائبة بالبرلمان، لكنها اعترت بالقول: "قناعتي هي أنّ تثقيف الشباب أهمّ لي من أن أجلس على مقعد في البرلمان". وتضيف قائلة: "كنتُ وقتها استقلت اجتماعيا (في إشارة إلى طلاقها من زوجها الثاني)، وكان سلاحي على الدوام مواصلة الكتابة بعد أن عشت بمفردي، لأكتب بعدها يومياتي، دون أن أخدش حقي في الاحتفاظ بتفاصيل حياتي الخاصة".

مسيرة مهنيّة متميّزة في الحقل الثقافي

في سنة 1965 اجتازت الفقيدة امتحانا كتابيا وشفويا للالتحاق بكتابة الدولة للثقافة المحدثة في أكتوبر 1961. ومنذ ذلك التاريخ إلى تقاعدها في نهاية التسعينات شغلت جليلة حفصيّة عدة وظائف إدارية بها وهي تباعا: مديرة النادي الثقافي بالبلفدير ثمّ مديرة للنادي الثقافي الطاهر الحداد المحدث سنة 1972 بدار باش حانبة بالمدينة العتيقة بطلب شخصيّ من وزير الثقافة، الأستاذ الشاذلي القليبي. فكان من أشهر النوادي الثقافية بتونس الذي استقطب جلّ المثقفين من الطلبة وأهل الفكر والفنّ الأحرار والملتزمين بقضايا الديمقراطية وحريّة التعبير ومشاغل المرأة وقضاياها...، من الجنسين وخاصّة النساء. ومن رحم هذا النادي الثقافي العريق تخرّجت جلّ الشخصيات النسوية في تونس المستقلة مثل: نائلة جراد درّة محفوظ وإلهام المرزوقي خديجة الشريف وسعيدة قراج وصفية فرحات وحفيظة شقير و كوثر عبّاس وحياة ورتاني وهالة عبد الجوّاد وبشرى بالحاج حميدة وأحلام بلحاج... كما انبثقت منه جمعية النساء الديمقراطيّات رسميا في 06 أوت 1989 وصدر الأمر المؤسّس لها بالرائد الرسمي في 15 سبتمبر 1989.

إثر ذلك كلّفت بإدارة فضاء سُوفُونِيبَة (Espace Sophonisbe) بقرطاج وذلك إلى غاية إحالتها على شرف المهنة. وخلال شهر رمضان من سنة 1996 وقعت في فخّ برنامج "الكاميرا الخفيّة" للمخرج التلفزي رؤوف كوكة الذي أشار على الممثل القدير عبد الحميد قيّاس بالانتصاب أمام مدخل الفضاء لبيع الزلابية. وبحكم طيبتها وأخلاقها العالية وأمام إصرار محادثها على بيع هذا الصنف من الحلويات الرائجة في شهر رمضان، لم تلجأ إلى الاستنجاد بالأمن أو الشرطة البلدية، بل سعت إلى إقناعه بوجوب الابتعاد قليلا عن مدخل الفضاء.

رائدة الصّحافة النسائية باللغة الفرنسية

تُعدّ جليلة حفصيّة من رائدات الصحافة النسائية باللغة الفرنسية بتونس. فمنذ مطلع الستينات نشرت على امتداد ثلاثين سنة دون انقطاع تقريبا مئات المقالات والدراسات المطوّلة بالصحف التونسية وفي مقدمتها جريدة "لابراس" (La Presse) في عديد المواضيع والأغراض، لا سيّما قضايا الأسرة والمرأة بتونس والمغرب العربي عامة كالمرأة العاملة، الزواج المبكّر، المعينات المنزليات، المرأة الريفية، المرأة والتنمية... الخ.

لذا قاومت بشراسة العقليّات البالية المنتشرة في المجتمع التونسي كزواج الفتاة من أقاربها، كثرة الإنجاب، اعتكاف المرأة في البيت، المساواة بين الجنسين... الخ. فدعت المرأة التونسية إلى مواصلة دراستها إلى غاية الجامعة وممارسة الرياضة والموسيقى والتردّد على النوادي ودور الثقافة والمسارح وقاعات السينما لفرض ذاتها من جهة، والتعريف بمواهبها. فليس بالغريب أن تكون جليلة حفصيّة منذ مطلع السبعينات إحدى المؤسّسات للحضور النسوي في الفضاء العام بتونس (لا سيّما الثقافي منه) وفق مقاربة حقوقية ثمّ جندرية، تأكدت لاحقا باعتراف النظام رسميّا بـ "جمعية النساء الديمقراطيات" سنة 1989.

كما حاورت جليلة حفصيّة عديد الشخصيات العربية والفنية وفي مقدمتهم محمود درويش في تونس، وبالتحديد في نادي الطاهر الحداد، وكثيرا ما كتبت عنه، وفي أحد كتبها واعتبرته من أكبر الشعراء على المستوى العالمي.

مرافقتها للزعيم بورقيبة في جولته بدول المشرق العربي سنة 1965

بطلب منه رافقت الفقيدة الرئيس الحبيب بورقيبة في جولته التاريخية إلى دول المشرق في مطلع سنة 1965 التي قادته إلى كل من: مصر والأردن وفلسطين ولبنان... الخ. كما أقامت معه ومع عقيلته وسيلة بن عمّار بنفس الجناح في رحلته تلك. وباقتراح منها أشارت على حرم الرئيس بورقيبة أن تزور بعض مدارس البنات الابتدائية والثانوية بالمملكة العربية السعودية فلبّت حرم الملك فيصل بن عبد العزيز الأميرة عفَت بنت محمد آل سعود (1915-2000) التي عاش جدها بإسطنبول حينئذ طلبها ووقفت عن قرب مع وسيلة بورقيبة والأميرة على بدايات خروج البنت السعودية من البيت وإقبالها بشغف على مؤسّسات التعليم العصري رغم غالبية تحفظات الأولياء. لكنّ هذه التجربة للأسف لم تتواصل بسبب وفاة الملك فيصل.الأديبة الملتزمة بقضايا الوطن والأمّة العربية

تعدّ جليلة حفصيّة من الأديبات التونسيات الرائدات التي كتبت ونشرت القصّة باللغة الفرنسية منذ سنة 1967 بروايتها الأولى: "رماد في الفجر" (Cendre à l’aube). فكانت بذلك أول أديبة تونسية تنشر قصة باللغة الفرنسية. وبعد فترة من الركود بسبب المشاغل المهنية استأنفت الكتابة النشر في منتصف السبعينات إلى غاية سنة 2015 فنشرت تسع كتب من أبرزها العناوين التالية:

  Cendre à l’aube (roman), Tunis, Maison tunisienne de l’édition, 1975 (réimpr. 1978)
  Visage et rencontres (correspondance ou entretiens), Tunis, Maison tunisienne de l’édition, 1981
La Plume en liberté (essai avec dessins de Chedly Belkhamsa), Tunis, Société d’arts graphiques, d’édition et de presse, 1983
Soudain, la vie (nouvelles et textes courts), Tunis, Chama, 1992
Instants de vie (chronique familière), Tunis, 07 tomes, 2007-2015

وقد فاز "لحظات حياة: يوميّة مألوفة" (Instants de vie : Chronique familière) بـ "الجائزة الوطنيّة زبيدة بَشِيرْ للإبداع الأدبي" باللّغة الفرنسيّة لسنة 2010. وقد صدرت من هذا العنوان سبعة أجزاء كان آخرها سنة 2015.

وفي حوار لها مع صحيفة "الأيام الثقافية" الفلسطينية، استعرضت جليلة حفصيّة بعض كتبها ودراساتها بالفرنسية، ومنها "القلم والحرية"، و "نظرة الغرب للدين الإسلامي"، و "دور النساء في الإسلام"... وغيرها، إضافة إلى مقالات حول ميْ زيادة، وجبران خليل جبران، وأدونيس، وحوارات مع آخرين... ومن بين هذه المقالات نذكر مقالا بعنوان "فلسطين: أرض، وشعب، وثقافة"، وآخر بعنوان "الحرب في فلسطين" وغيرهما: مقال "صبرا وشاتيلا" و"مقارنة ما بين فلسطين وجنوب أفريقيا"... الخ.

وتأكيدا لهذا البعد العربي في كتاباتها تذكر الفقيدة: "كنت في التاكسي بطريقي إلى العمل وسمعت نبأ استشهاد خليل الوزير "أبو جهاد" في المذياع، فطلبت من السائق تغيير وجهته فورا إلى منزل الشهيد... كانت زوجته هناك، وكانت برفقتها ريموندا حنا الطويل، وأخبرتهما بأنني تونسية أحبّ فلسطين، وأنني حزينة جداً لاغتيال الوزير...".

كما التقت الروائي الفلسطيني الراحل إيميل حبيبي، مشيرة إلى أنها كتبت حول ما تُرجم له إلى الفرنسية. كما كتبت عن روايات غيره و شدّدت على انحيازها لعدالة القضية الفلسطينية، لافتة إلى أنها أول امرأة عربية تكتب قصة قصيرة بالفرنسية. وهي قصة كما أشارت لـصحيفة "الأيّام الثقافية" فيها الكثير من سيرتها الذاتية، استحضرت فيها نسخة من كتابها المبهر "وجه ولقاءات (مراسلات أو حوارات)" " Visage et rencontres (correspondance ou entretiens)"، حول أناس تعرفهم وآخرين لا تعرفهم، كميْ زيادة، وتوفيق صالح المخرج السينمائي المصري، والقذافي... وغيرهم.

وحول كتابتها بالفرنسية، ترى أنّ الاستعمار كان يمنع الكتابة بالعربية في الفترة التي انطلقت خلالها في عالم الثقافة والأدب والصّحافة فتقول: "كانت شقيقتي الأصغر مني وهي أستاذة لغة عربية تساعدني بما يستعصي عليّ بالعربية، بينما في فترتي لم يكن متاحا إلا الفرنسية". وكشفت أنّ والدها كان داعما لها ولشقيقاتها. وهي التي سطّرت يومياتها حول ما كان يحدث في العالم وتولت نشرها بين 2005 و 2017 في سبعة أجزاء، تعود أحداث الجزء الأول منها إلى سنة 1949. وقد سلّطت فيه الضوء على المرأة ونضالاتها الكتابية والميدانية، عبر برنامجها الإذاعي الأسبوعي بإذاعة تونس الدولية الناطقة باللغة الفرنسية.

كتبت جليلة حفصيّة عن خليل الوزير، وعن درويش، وعن طوقان، وخطت تعزية في الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وكتبت عن فلسطين كثيرا. وكانت تحلم بها محرّرة من الاحتلال الصهيوني مع كل صباح يضاف إلى عمرها.

حضور بالساحة الثقافية وتتويج لمسيرة زاخرة

رغم تقدمها في السنّ فقد دأبت الفقيدة على حضور أبرز التظاهرات الثقافية بالعاصمة وداخل البلاد وفي مقدمتها معرض تونس الدولي للكتاب لتقديم كتبها وتجربتها الصحفية لجمهور القرّاء. وقد تولت إدارة المعرض تكريمها في دورته التاسعة والعشرين في نوفمبر 2012. كما تولّى المخرج التونسي إبراهيم اللطيف ورئيس الدورة السابعة والعشرين لأيّام قرطاج السينمائية تكريمها ظهر يوم الأربعاء 02 نوفمبر 2016 بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة مع ثلّة من السينمائيين التونسيين والأفارقة ممّن برزوا خلال الدورات السابقة للمهرجان وساهموا بقسط كبير فى دعم إشعاعه وتطوير أدائه وصورة السينما الإفريقية عموما.واحتفاء باليوم الوطني للثقافة، أنعم عليها رئيس الجمهورية، الأستاذ محمّد الناصر يوم الخميس 03 أكتوبر 2019 بوسام الجمهورية مع ثلّة من رجال الثقافة والفكر.

وقبل مغادرتي لمنزلها أصرّت السيّدة الأنيقة والمهذّبة على أن تريني مكتبتها التي خصّصت لها غرفة بأكملها، جمعت فيها الكتب النادرة والصحف والمجلاّت التونسية والأجنبية. كما أطلعتني على مكتبها الزاخر بالصور العائلية و صورها مع زعماء الحزب الدستوري وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة والشخصيات التونسية والعربية والدولية التي حاورتها. كما أهدتني البعض من كتبها التي استخدمتها في إعداد دروسي لفائدة طلبة ماجستير النوع الاجتماعي المحدث بكلية الحقوق بسوسة منذ سبتمبر 2016 فأعرتها بدوري لطلبتي قصد إعداد رسائلهم وسيمناراتهم ومن بينها السيمنار الذي خصّصته لكتاباتها.

يقيننا أنّ كتابات الفقيدة ومؤلفاتها ومقالاتها الصحفية وحواراتها ستجعل جليلة حفصيّة خالدة في تاريخ تونس المعاصر والمشهد الثقافي تحديدا.

رحم الله الفقيدة ورزق أهلها وذويها فائق رحمته وأسكنها فراديس جنانه. هذا وسيقام موكب الدفن يوم الجمعة 11 أوت بمقبرة الزلاّج بالعاصمة.

د. عادل بن يوسف
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.