الدكتور حبيب حمزة، ابن المهدية، يروي

بين أضلعه يحمل حبّا لوطنه تونس، وعشقا كبيرا لمسقط رأسه المهدية، وشغفا بمهنته، طبيبا أخصائيا في أمراض المعدة والجهاز الهضمي وانخراطا كاملا في خدمة الآخرين. كل هذه المشاعر حرص الدكتور حبيب حمزة على تدوينها في كتاب ممتع بعنوان" مسيرة أحد أبناء المهدية" صدر حديثا عن دار ليدرز للنشر.

وفي تقديمه للكتاب، يقول رفيق دربه، الأستاذ رشيد صفر، الوزير الأول الأسبق: "يأتي هذا المؤلَّف غزيرا بذكريات الطفولة المؤثرة وكذلك مساره الشخصي والمهني ويكشف لنا جوانب خفيّة من شخصية الدكتور حبيب حمزة وتفانيه في خدمة الآخرين ولعلّ الجراح التي طبعت نفسه في أعماقها هي التي جبلته على العمل التطوعي وبذل النفس".

لقد أبت الأقدار إلاّ أن تقضي بحكمها، فقد توفّي والد الدكتور حبيب حمزة قبل ميلاده إذ تركه جنينا في بطن أمّه، ثم سرعان ما توفيت والدته بعد ثلاثة أيام فقط من ولادته، فلم يعرفهما ولم ينعم بدفئ عطفهما وجزيل رعايتهما إلاّ أن جَدّيه حرصا كل الحرص على شمله بعنايتهما الفائقة هو وشقيقه الأكبر خالد، ولم ينفك جده، مصطفى بن محمود حمزة، عميد العائلة والشخصية المرموقة، عن غمرهما الإثنين طوال مسيرتهما بفيض حنانه وتواصل رعايته.

وجاء الكتاب في 144 صفحة محلّى بصور تاريخية تنشر لأول مرة، ليستعرض مسيرة الدكتور حبيب حمزة بداية من طفولته وشبابه في فترة الخمسينات في المهدية وصولا الى تفوقه وسفره لدارسة الطب بفرنسا. 

وقد حافظ الدكتور حبيب حمزة على مدار عقود طويلة على رابط قوي يجمعه بمسقط رأسه المهدية وأهلها واستجاب لطلبات تمثيله لهم سواء في المجلس البلدي أو بمجلس نواب الشعب. إضافة الى دعمه لمختلف القضايا على غرار مشروع إعادة تأهيل النظام البيئي للسواحل الرملية في الولاية ومشروع تهيئة سبخة بن غياضة وساحة الصنبة وانشاء كلية العلوم الاقتصادية والتصرف بالمهدية وغيرها.

بتواضع كبير وصدق كامل، دوّن الدكتور حبيب حمزة محطات مهمّة عاشها ومشاعر حساسة اختلجت في نفسه شعور غامراً بالسعادة وهو يتفانى في خدمة الأخرين.

كتابٌ شيق يشد إليه القارئ بأسلوبه الرائع وتسلسل أطواره وعديد المفاجآت.

مسيرة واحد من أبناء المهدية
للدكتور حبيب حمزة
منشورات دار ليدرز للنشر، ماي 2023، 144 صفحة، 32 د.
متوفر لدى المكتبات وعلى المنصة الإلكترونية www.leadersbooks.com.tn