أخبار - 2021.12.01

نحن ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي

نحن ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي

بقلم نورالدين المازني، المتحدث الرسمي-سابقا- باسم الاتحاد الإفريقي. هناك مقعدان في مجلس السلم والأمن  مخصصان لشمال أفريقيا، احدهما لفترة ثلاث سنوات و هو الذي ترشحت له المغرب بعد تنازل ليبيا لفائدتها  و الثاني و يستمر لسنتين وترشحت له تونس...

كثر الحديث في وسائل الاعلام خلال اليومين الأخيرين عن قرار  ليبيا التنازل عن ترشحها لعضوية مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الإفريقي للفترة من 2022 إلى 2025 لصالح المغرب.

وقد ذهب البعض الى القول بان هذا التنازل قد شكل "صدمة في الاوساط السياسية و الدبلوماسية بتونس"  و كأنه موجه لمنافسة بلادنا  التي سبق وان أعلنت رسميا على لسان رئيس الدولة عن ترشحها لعضوية هذا المجلس...

و الحال ان المسعى  التونسي لا علاقة مباشرة له بالطلب المغربي، اذا ما عرفنا ان طريقة التداول على العضوية في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي، تتم حسب المناطق، فدول شمال أفريقيا ومن بينها مصر،  لديها الحق في مقعدين: الأول لفترة 3 سنوات وهو المقعد الذي تشغله الجزائر حاليا، وتنتهي عهدتها في مارس من العام القادم، والثاني سنتان وهو مقعد تشغله مصر منذ مطلع 2020 حتى بداية العام القادم.

وبالتالي فإن  تنازل ليبيا للمغرب يتعلق بالمقعد الأول الذي يستمر ثلاث سنوات، بينما يتعلق  ترشيح تونس بالمقعد الثاني المخصص لشمال أفريقيا و مدته سنتان...

ومما تقدر الإشارة إليه انه بامكان كل من الجزائر و مصر العضوين الحاليين في المجلس ان يترشحا من جديد لنفس المنصب  اذا ما تحصل كل منهما على الدعم اللازم من حيث الاصوات المؤيدة.

وفي هذا الاطار، لم تعلن الجزائر إلى حد الآن عن نيتها في التجديد و هي تركز جهودها الان على حشد الدعم الدولي للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي سنة 2023  بعد ان حصلت  على تزكية ودعم  الاتحاد الافريقي  وجامعة الدول العربية و العديد من البلدان الاخرى، اما مصر وفي صورة تأكد  ترشحها رسميا  لفترة جديدة، فانها ستكون "المنافس" الوحيد لتونس، و نظرا للعلاقات الوثيقة التي تربط البلدين ، فلا يستبعد ان يحصل توافق بينهما بشان هذا الموضوع، أو أي يحصل اي  تطور جديد قبل الاجتماع القادم للمجلس المقرر  لشهر فيفري القادم  في اديس ابابا...

واحقاقا للحق، فإن تونس البلد المؤسس لمنظمة الوحدة الإفريقية والتي خلفها الاتحاد الافريقي،  تعتبر من الدول الأعضاء الاقل حظا  في ما يخص تولي المناصب  القيادية الاولى داخل المفوضية  اذ لم تتولى اية شخصية  تونسية منذ التاسيس  خطة بهذا المستوى، ناهيك عن قيادة بعثات السلام و المكاتب الخارجية للاتحاد.

على دبلوماسيتنا اليوم  ان تضاعف  جهودها و تكثف حضورها في اللقاءات الافريقية  وفي مقدمتها القمة القادمة خلال شهر فيفري 2022  من اجل اعادة التموقع في صلب هذه المنظمة القارية ذات الوزن الكبير على الصعيد الدولي والتي تتهافت الدول الكبرى والتكتلات الإقليمية المتعددة  على اقامة الشراكات  و تنظيم القمم الدورية السنوية معها، نفس التقييم ينطبق على مجلس السلم والأمن الذي يعود انشاؤه الى  عقدين و يختص بادارة و تسوية النزاعات في القارة و يتعاون بصفة وثيقة مع مجلس الأمن و بالأخص  إدارة حفظ السلام الاممية،  و اشتركا معا في تسيير  اكبر عمليات حفظ السلام في تاريخ المنظمتين من خلال البعثة المشتركة في دارفور المعروفة اختصارا ب (اليوناميد) و التي كنت شخصيا  اول متحدث رسمي باسمها ...

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.