الرسالة الثانية من الأستاذ عبد السلام القلاّل إلى الرئيس قيس سعيّد: إمرأتنا وعي وصمود

حضرة رئيس الدولة قيس سعيّد

عرفتكم من زمان ... عرفتكم مدنيّا حداثيّا وعلى هذا الأساس توجهت لكم برسالة مفتوحة تحت عنوان " المنعرج الحاسم" على صفحات الشارع المغاربي بتاريخ 31 أوت2021 دعوتكم فيها إلى الاعتماد في حكمكم على أعلى الكفاءات التونسيّة وعلى التحالف مع التيارات المدنيّة الحداثيّة ليكونوا لكم أكبر سند في معركة الإنقاذ، لكن ما شاهدته يوم الجمعة 3 سبتمبر2021 من قمع وتنكيل بحرائر تونس اللاتي أتين بدعوة من رئيسة الحزب الدستوري الحرّ من كل صوب وحدب، ومن كل جهات الجمهوريّة، للتظاهر والاحتجاج السلمي الذي يكفله لهن القانون ضد وجود اتحاد القرضاوي، يدعو إلى الحيرة والتساؤل ولا يمكن السكوت عنه.

إنّي أتوجه لكم من جديد بهذه الرّسالة لأكّد لكم أنّه من غير المعقول ومن غير المنتظر أن تهان المرأة في عهد قيس سعيّد، أستاذ القانون، وحقوق الانسان، حقّا لم نفهم المقصود من الموقف العدائي العنيف للأجهزة الأمنيّة يوم 3 سبتمبر 2021 إزاء تظاهرة نسائيّة سلميّة، هل هو ناتج عن اجتهاد الأجهزة الأمنيّة، فإن كان الأمر كذلك الرجاء، وضع حدّ لهذه الممارسات مستقبلا ضد الحزب الدستوري الحرّ الذي تقوده امرأة وأصبح له موطن قدم في كلّ جهات الجمهوريّة.

إمرأتنا هي الحصن الحصين لمشروعنا المجتمعي، تصدّت لمشروع الأخونة بعد انتفاضة 2011، وساندت الباجي قائد السبسي رحمه الله وأهدته رئاسة الجمهوريّة في انتخابات 2014 فغــــــــــدر بها وبكل من سانده، وأطلق أيادي الإخوان تتمكّن من مفاصل الدولة في نطاق تحالف مغشوش أدى للوضع المتردّي الذي نحن فيه.

وتتعرض اليوم في عهدكم إلى العنف لمحاولة إسكات صوتها وتقزيم دورها ومساهمتها في إدارة الشأن العام، نودّ من أجهزة الأمن الإقلاع عن هذه السياسة التي لا جدوى من ورائها ومحكوم عليها بالفشل مسبّقا، لقد جرّبها قبلكم الإسلام السياسي ولم تنجح، أليس السعيد من اتعظ بغيره؟

المرأة التونسيّة أصبحت عصيّة على كلّ من يريد الإطاحة بها ويتجاهلها بفضل وعيها وشجاعتها وصمودها، وفي استطاعتها تجاوز كل المحن للمحافظة على مكتسباتها وعلى مدنيّة الدولة وحداثة المجتمع.

الأستاذ عبد السلام القلاّل
محام من جيل الاستقلال وبناة الدولة الوطنيّة