هل توجد علاقة بين تلقيح الاسترازينكا ومشاكل التخثر وتجلط الدم؟

بقلم الدكتور فايز العموري -  لكي نفهم العلاقة بين تلقيح الاسترازينكا ومشاكل تخثر الدم والتجلط، يجب ان نفهم مرض الكوفيد19 ولماذا فيروس الكورونا يستطيع ان يفتك بالإنسان ويتسبب بقصور حاد بالجهاز التنفسي مما يستوجب الاقامة بالعناية المركزة.

فالكوفيد 19 خطير لأنه يتسبب بتخثر الدم مما يساهم في حدوث جلطات بالرئتين، بالمخ، بالكبد وبالأمعاء واثبتت الدراسات ان هذه العوارض مرتبطة بالأساس بقوة التفاعل المناعي لجسم الانسان. فكلما كانت نسبة الاشكال الضدية مرتفعة في الدم، كانت العوارض حادة والحالة المرضية تصبح حرجة مع ارتفاع نسبة الجلطات وتخثر الدم. فارتفاع نسبة الاشكال الضدية يبدئ في اليوم العاشر من بداية العوارض، متزامنًا مع ظهور مشاكل في التنفس مما يجبر المريض للذهاب للاستعجالي. فتعكر حالة مريض الكوفيد بداية من اليوم العاشر، هو مرتبط بشكل مباشر بحدوث تخثرات بالدم وجلطات راجعة للعاصفة السيتوكينية والتفاعل الاكثر من الازم للجهاز المناعي ضد هذا الفيروس. مع العلم ان نسبة حدوث هذه المشاكل عند الاصابة بالمرض هي اقل من عشرة بالمائة.

وفيما يخص وجود علاقة مباشرة بين تلقيح الاسترازينكا ومشاكل التخثر في الدم والجلطات، فقد اكدت الاسبوع الماضي الوكالة الاوروبية للأدوية وجود علاقة ايجابية، وارجحت الاسباب لوجود تفاعل قوي للجهاز المناعي لجسم الانسان بعد التطعيم مما يتسبب في حصول بما يعرف بالعاصفة السيتوكينية وارتفاع نسبة الاشكال الضدية وما ينجر عنه من مشاكل في تخثر الدم وانخفاض للصفائح الدموية وحدوث الوفيات بالجلطات. وحدوث هذه التعقيدات كان في غالب الاحيان في اليوم العاشر بعد التطعيم. ولكن، فان الشيء البارز في هذه المقاربة فيما يخص تلقيح الاسترازينكا وظهور مشاكل في تخثر وتجلط الدم، فان النسبة هي ضئيلة جدا ولا تتعدى 1/100000. فالفرق واضح بين نسبة حدوث هذه الاعراض الخطرة عند الاصابة بالمرض بدون تلقيح ونسبة حدوثها بسبب التلقيح.

كما يمكن لنا ان نقول ان الشخص الذي سوف يتعرض لمضاعفات بعد التلقيح في صورة حدوثها، فانه سوف يتعرض حتما للعديد من التعقيدات قد تؤدي للوفاة في صورة اصابته بالفيروس وامتناعه عن التلقيح.

ولذلك، يمكن لنا ان نجزم ان منافع هذا التلقيح هي أكثر من سلبياته. فالتلقيح الجماعي هو الحل الوحيد المتوفر حاليا للقضاء على هذه الجائحة.

الدكتور فايز العموري
طبيب مختص في الانعاش والتخدير بباريس.