أخبار - 2021.01.11

زهية جويرو: جوابا على رسالة حبيب الملاخ حول كتاب "الإنسان الرومنطيقي"

زهية جويرو: جوابا على رسالة حبيب الملاخ حول كتاب "الإنسان الرومنطيقي"

نشر الأستاذ الحبيب ملاخ بصفته رئيس "الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية" في صحيفة "ليدرز / Leaders الإلكترونية الصادرة بتاريخ 2021/01/09  رسالة موجهة إلى معهد تونس للترجمة يدعوه فيها إلى إعادة النظر في ترجمة كتاب " الإنسان الرومنطيقي" لجورج قوسدورف، وهو كتاب ترجمه الأستاذ محمد آيت ميهوب وراجعه الأستاذ محمد محجوب ونشره المعهد في سنة 2018، ويهمّني، بصفتي المديرة العامّة لمعهد تونس للترجمة، أن أوضح للقرّاء والمهتمين سواء بالترجمة أو بمراقبة سير عمل المنشآت العمومية التونسية ما يلي:

1- سنتوقف عن الردّ على "التهم" العلمية الموجهة إلى هذه الترجمة لاعتبارين أولهما أن الردّ على هذا الجانب راجع في المقام الأول إلى المترجم والمراجع ولهما سديد النظر في الردّ عليها، خاصة وأنها لم ترد في رسالة الأستاذ حبيب الملاخ وإنما هو اكتفى بالإشارة إليها وهي واردة في مقال سنشير إليه لاحقا، أما الاعتبار الثاني فمرجعه أن معهد تونس للترجمة يعمل بواسطة مجلس علمي ولجان علمية هي التي يعهد إليها بالنظر في هذه المسألة والمسائل المشابهة، وهي التي تدلي برأيها في هذا الموضوع وتتخذ بشأنه الإجراء المناسب في حال الحاجة إليه.

2- هذا الكتاب صدر منذ سنة 2018 وقد قوبل صدوره عربيا بترحاب كبير نظرا لأهمية الكتاب ولحاجة الناطقين بالعربية والمشتغلين في حقل النقد الأدبي وطلاب العلم من غير الناطقين بألسنة أجنبية إلى ترجمته العربية، ولم يردنا بشأنه ما كان يمكن أن يعتمد عليه المعهد في إقرار الحاجة إلى  مراجعته  من عدمها، وكنا نتمنّى لو أن الأستاذ حبيب الملاخ الذي أبدى حرصا على الجامعة التونسية وعلى مستواها العلمي وعلى سمعة الجامعيين التونسيين، ولو أن غيره ممن يعنيهم شـأن الترجمة أن يراسلونا في الوقت المناسب حتى نتدارك ما يمكن تداركه إذا اقتضى الأمر، خاصة وأن المتعارف عليه هو  أنه لا وجود لترجمة مثالية وكاملة وخالية خلوا مطلقا من الهنات ولا لترجمة مطلقة بحكم تعدد الاختيارات في كثير من الحالات. ونودّ أن نؤكّد أن لجان معهد تونس للترجمة العلمية لا تتوانى عن أخذ ما ينشر من تقييمات تتعلق بمنشوراته بعين الاعتبار، ولا عن اتخاذ الإجراء المناسب بما في ذلك مراجعة الترجمة مراجعة جذرية إذا اقتضى الأمر.

3- سارع الأستاذ الملاخ إلى توجيه هذه الرسالة بصفته المذكورة أعلاه ، وهذا تصرف محمود يحسب له ويشكر عليه إذ يتنزّل الدفاع عن المستوى العلمي وعن الالتزام بشروط المعرفة في صلب الدفاع عن القيم الجامعية، إلا أننا نتساءل ألا تقتضي القيم الجامعية أن يبنى النقد  والحكم على منشور على اطلاع شخصي وموضوعي يستند إلى معايير علمية دقيقة وليس على المصادقة على أحكام أصدرها آخرون قد تكون مجانبة للموضوعية؟ ألا تقتضي التثبت من التقييمات التي تصدر حول منشورات قبل المصادقة عليها؟ وقد ذكر الأستاذ حبيب الملاخ بصريح العبارة أنه يوجّه هذه الرسالة بعد اطلاعه على تقييم نقدي للكتاب لم يحل عليه صراحة، ولكن نعرف أنه يشير إلى  تقييم السيد "خليد كدري" في مقال صادر بنشرية الأوان بتاريخ 18/12/2020 ، و كاتب المقال هذا هو أستاذ ومترجم مغربي لم يتفطن هو الآخر إلى نقد  الترجمة العربية لكتاب"الإنسان الرومنطيقي"  إلا بعد أن فازت هذه الترجمة يجائزة الشيخ زايد للترجمة لسنة 2019 ، وهي جائزة كان هذا المترجم المغربي بدوره من المترشحين لها بأحد ترجماته ، مما يدعو إلى الحذر المبدئيّ في التعامل مع  حكمه ، فما بالك بالمسارعة إلى المصادقة عليه باسم جمعية تدافع عن القيم الجامعية؟

4- نؤكّد أن معهد تونس للترجمة لن يتوانى عن مراجعة أي عمل ينشره عندما يثبت بالدليل العلمي أن في المنشور من الأخطاء ومن وجوه الخلل الثابتة ما لا يليق بالمعهد ولا بالجامعة والجامعيين التونسيين، وهذا أمر موكول إلى لجانه العلمية لتقيّم ما يصدر بشأن منشوراته ولاتّخاذ الإجراء المناسب لمقتضيات التقييم العلمي والموضوعي وهو أمر له مجاله، وهو في كل الأحوال غير مجال الصحافة اليومية العامّة، وله شروطه وهي غير شروط المقال الصحفي.

5- لقد تجاوز السيد رئيس الجمعية التونسية للقيم الجامعية حدود التأكيد على أن التقييم النقدي  المشار إليه أعلاه بحق ترجمة "الإنسان الرومنطيقي"  غير قابل للردّ، وأنّ ما جاء فيه من حجج غير قابل هو الآخر للنقاش ليشير بصريح العبارة إلى أن تقييم اللجان التي قررت إسناد جائزة "الشيخ زايد" للترجمة إلى هذا الكتاب مشكوك فيه ، بل هو بعبارته " sidérant et inquiétant " وبصرف النظر عن الضرر الذي تلحقه مثل هذه الاتهامات التي لا تستند إلى أي معطى موضوعي بتونس وبكفاءاتها وبحظوظهم في الحصول على ما يستحقون من الجوائز، أودّ أن أذكّر الأستاذ حبيب الملاخ وأن أرفع إلى علم السيدات والسادة القراء أن معهد تونس للترجمة سبق له أن حصل على كل الجوائز الإقليمية المخصوصة بالترجمة أكثر من مرة، سواء على كتب بعينها أو على مجموع أعماله،  والمجال لا يسمح باستعراضها إلا أنّ من بينها جائزة الشيخ حمد لسنة 2019  وهي جائزة الإنجاز التي تمنح للمؤسّسات على مجموع أعمالها، فالحصول على الجوائز ليس أمرا طارئا على الأعمال التي ينجزها المعهد من جهة،  وهي من جهة أخرى جوائز تخضع لتحكيم صارم تتولاه لجان مختصة لا يمكننا في معهد تونس للترجمة إلا أن نعبر عن احترامنا لقراراتها وعن ثقتنا الكاملة في نزاهتها ونزاهة المعايير التي تعتمدها في التقييم، ونؤكّد أنّ التشكيك في نزاهة لجان التحكيم التي تسند جوائز الترجمة دون أدلّة ولا قرائن لا يلزم إلّا تلك اللجان ولها وحدها حقّ الردّ عليه

6- نودّ أن نوضّح أنّ معهد تونس للترجمة أصبح يعتمد منذ 2018 في التعاون مع المترجمين  الآلية التي يضبطها القانون وتقوم على نشر استشارة في وسائل الإعلام وعلى صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي يدعو فيها المترجمين إلى التقدّم  بترشّحاتهم ويتمّ الاختيار من قبل لجنة علمية وفقا لمعايير موضوعية مصرّح بها تجمع بين خبرات المترشحين وكفاءاتهم وتجربتهم في مجال الترجمة والاختصاص الذي ينتمي إليه الكتاب المزمع ترجمته.

زهية جويرو
المديرة العامّة لمعهد تونس للترجمة
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.