أخبار - 2020.11.10

عادل الأحمر: يعيش... بين الكذب والتفشفـيش

عادل الأحمر: يعيش... بين الكذب والتفشفـيش

بقلم عادل الأحمر - قل لي مبروك، وافرح لخوك ": بهذه الكلمات استقبلني العياش هذا الصباح، ويا رزّاق يا فتّاح، فقلت:" مبروك على شنوّه؟ انزاد لك صغير وإلا جاتك ترقية حلوة؟ "، فأجابني:" بل حاجة خير حاجة طيّارة، صاحبك شرى سيّارة، وموش من سوق الأحد، بل كرهبة من أجد الجدد، " كاط فوا كاط " من قرطاسها، ولا واحد قبلي ساقها ".

أخفيت لحظة تعجّبي، ثمّ قلت لصاحبي:" وياخي لفلوس منين جاتك؟ تطلعش يا عيّاش كذبة من كذباتك؟ "، فقال:" توّه هكّه؟ في عوض تفرح لي، تمشي ديراكت تكذّبني؟ على كلّ حال ما يهمّش، وأنا هاني موش باش نتغشّش، يا سيدي دبّرت راسي، وتسلّفت من أهلي وناسي..."، فقاطعته:" يعني توحّل روحك في قروض وديون، باش تشري شبه كميون، وإنت ناقصتك في الدار ألف حاجة، وتستنّى في القمح من باجة؟ "، فإذا بردّ العياش، يأتي قاطعا كيفو ما ثمّاش:" الساعة أوّلا ماهيش كميونة، بل "كاط فوا كاط " تحفونة، يلّي ما تفهمشي في السيارات وبابورك زفّر ليه سنوات، وثانيا إنت ما تعرفش تعيش، ياخي ما في بالكشي لي الدنيا الكل تفشفيش  وهيبي وفخرة وتفييش ؟ ما في يالكشي لي البلاد بلاد مظاهر، والأهم عندنا من الباطن هو الظاهر؟ "،  فأجبته: " لكن هل يحق لك أن تفيّش، وأنت منتّف مريش؟".

عقّب   العياش : " نعم يا سيدي ، من أجل المظاهر كل شيء يهون ، وإلاّ تعيش في الدنيا مغبون، والمظاهر تقتضي أن تعمل كل شيء على عينين الناس ، مبتدئا طبعا باللباس، فكلّما تحسن هندامك ،زاد لدى الناس احترامك ، وانظر كيف يتعامل معك الناس في كل مكان  ، بحسب ما تكون متشيّكا متكستما متكرفطا أو تكون في ملابس عادية باهتة الألوان ، وقديما قال أجدادنا : " تعدّى على عدوّك بريشك، وما تتعداش عليك بعيشك "، لأنك باللباس تعمي عيون الحاسدين، بينما لا يرى الغير ما تأكله وبابك مسكّر ع العينين ".قلت : " ولكن شتّان بين اللباس والسيارة، ولو أنّهما – في نظرك – للنجاح في الحياة أمارة "، فردّ العياش : " أعلم ذلك ،  لكن ماذا تعني القروض والديون، أمام سيارة يحسدك عليها الحاسدون، وترفع رأسك بين الجيران ، ورأس أبنائك بين الأقران، والذخامة يا صاحبي عندها سوم ، وإذا تخاف تغرق ما تدخلشي تعوم ".

قلت:" ولكن هذه مظاهر كذّابة، ومجرّد صورة برّاقة خلاّبة، لا تعكس الحقيقة، بل تغطّي " ديفوات " الحيط بليقة "، فردّ العياش، وكلامو ديما حاضر: "ياخي ما شفتني كان آنا عايش بالمظاهر؟ ماهي البلاد الكل هكّاكه تتعامل: يا مزيّن من برّه آش حالك من داخل؟ ما شفتش عروساتنا؟ الكلها استعراضات للإبهار، وخطف الأنظار، إن لم تكن لإسكان المقطّعين والمريّشين، من الأصدقاء وأقرب المقربين...ما شفتش التجار في البلاد السوري والمدينة، قدّاش يزينو الفترينة، وكيف تدخل الداخل، يمشي الجافل ويقعد الغافل...تي هي حتّى الدولة بالمظاهر مبلية: تزيّن مداخل المدن وتطفّي الضو على النهوجات الداخلية، وعاملة شوارع للبيئة واسعة ومقدية، وقتلي البيئة في حالة مرزية..."

... ولا يزال العياش يذكر المثال تلو المثال، حتى أقنعني بأنّ المظاهر عند التوانسة – حكومة وشعبا – حاجة نورمال، بل هو مطلب جماعي نشتريه بالمال، ولو أنّه في كثير من الأحيان نوع من أنواع الهبال..

عادل الأحمر
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.