أخبار - 2020.09.02

«من قتل شكري بلعيد»: فاجـعــة الـتّلاشــي في مهاوي الرّبيـــع العربــيّ

«من قتل شكري بلعيد»: فاجـعــة الـتّلاشــي في مهاوي الرّبيـــع العربــيّ

بقلم د. الحبيب الدريدي - يندرج هذا العمل الجديد للرّوائيّ عبد القادر بن الحاج نصر – وهو من أغزر الرّوائيّين التّونسيين إنتاجا وأرهفهم سمعا لشواغل مجتمعه - في إطار ما يُطلق عليه اليوم   " تروية السّياسة" أي تحويل المضامين السّياسيّة إلى مادّة روائيّة. وإذا كانت الرّواية السّياسيّة جنسا فرعيّا من الرّواية وتقوم تبعا لذلك على ميثاق سرديّ تخييليّ كسائر أصناف الرّواية إلّا أنّ ما يُميّزها هو ذلك التّجاذب بين التّخييليّLe fictionnel  والمرجعيّLe référentiel،  فهي إذ تستند إلى سياقٍ عامٍّ ذي طبيعة سياسيّة يحكم مسيرتها وإلى أحداثٍ ووقائع حقيقيّة وأحيانا إلى أعلام وُجدوا فعلا في الواقع فإنّ هذه المادّة الحكائيّة تشكَّلُ تشكيلا سرديّا وتخضع إلى حبكة من صنع المؤلّف تكون دالّة على رؤيته وتصوّراته ومقاصده. وهذا بالضّبط ما نجده في هذه الرّواية التّي اتّخذها المؤلّف كُوَّةً يستكشف من خلالها واقع ما بعد الثّورة وشكلا تعبيريّا فنيًّا يوجّه من خلاله إدانة صارخة لذلك الواقع.

البنية السّرديّة

تتكوّن الرّواية من أحد عشر مقطعا، صُدّر كلّ مقطع منها بنصٍّ قصير مأخوذ من أقوال الشّخصيات فيه أومن حواراتها الباطنيّة، يُجمل أبرز ما في ذلك المقطع ويثبّتُ لحظة هامّة من لحظاته.  أمّا العلاقة بين المقاطع فهي علاقة تتابع خطّيّ إذ أنّ الرّاوي يسرد الحكاية على نحوٍ متّصلٍ متعاقبٍ يخلو من كلّ تقنية من تقنيات التّصرّف في أزمنة الحكاية من قبيل الومض الورائيّ أو التّداولAlternance.

ولكنّ الطّريف في مستوى البنية أنّ الرواية تشتمل في الحقيقة على روايتين متوازيتين: رواية " المتن " وهي تقوم على التّخييل، وشخصيّاتها من صنع المؤلّف، ورواية قد نطلق عليها تجوّزا رواية " الهامش " وهي أقرب إلى التّسجيل منها إلى التّخييل وبطلها شكري بلعيد، أو لنَقُلْ إنّ الأولى هي رواية " القاتل" والثّانية هي رواية " القتيل ". وقد ميّز المؤلّف الرّواية الثّانية بشكلٍ من الخطّ مغايرٍ حجما ونوعا. والمُلاحَظُ أنّ الرّوايتين منفصلتان شكلا ومتّصلتان معنًى، فرواية المتن مستقلّة عن رواية الهامش في مستوى الشّخصيّات والأحداث ولكنّهما تشتركان في اندراجهما ضمن سياقٍ تاريخيٍّ وسياسيٍّ واحدٍ. وهما لا تتماسّان إلّا في مواطن قليلة جدّا ( ص. 157 وص. 379 وص. 406)، ثمّ نراهما تلتقيان وتنصهران وتتداخلان في الصّفحات الأخيرة من الرّواية عندما نقترب من حادث الاغتيال. وتدور رواية الهامش على شخص شكري بلعيد، تروي لقاءات له بالحاج محمّد (والواضح أنّه الشّهيد محمّد البراهمي) وتنقُلُ حوارات دارت بينهما، أو تصوّر تأمّلات وارتسامات، أو تصف أحوالا نفسيّة أو تستبطن بعض خوالجه وهواجسه.  وللرّواية راوٍ واحدٍ يضطلع بعمل السّرد من بداية الرّواية إلى آخرها، وهو يروي رواية المتن ورواية الهامش معا بل إنّ هذا الرّاوي يتماهى مع المؤلّف كما سنُبيّنُ لاحقًا.

انفتاح النّصّ

مظاهر انفتاح النّصّ على السّياق السّياسيّ والتّاريخيّ تبدأُ من العنوان، فشكري بلعيد شخصٌ تاريخيٌّ وُجد في الواقع وكان فاعلا سياسيًّا يتزعّمُ حزبا ويحمل رؤية ومشروعا وكان حادث اغتياله نقطة تحوّل في الحياة السّياسيّة الوطنيّة. وإذا تجاوزنا العنوان إلى أحداث الرّواية وجدنا أنّ تلك الأحداث تدور في المرحلة التّي تلت 14 جانفي 2011 وتتواصل حتّى تاريخ اغتيال شكري بلعيد في 6 فيفري 2013.  واللّافت أنّ هذا النّصّ الرّوائيّ منغرسٌ في السّياق العامّ الذّي تحكّم في مسيرة البلاد على امتداد سنتي 2011 و2012، فهو يُحيل على أحداثٍ كثيرة وقعت فعلا في تلك المرحلة ويستحضر حيثيّاتها على نحوٍ صريح ومباشر، وهو يُشير إلى أوضاع ووقائع ميّزت تلك الفترة وصبغتها بصبغتها الخاصّة، وهو من هذه الجهة يُسجّل تلك الوقائع ويؤرّخ لها في نبرة إدانة واضحة، ومن أهمّ تلك الأحداث:

عودة حشود ممّن كانوا خارج البلاد يختلط فيهم المعارضون السّياسيّون بالمفتّش عنهم من ذوي السّوابق العدليّة ويلتبس من غادر لاجئا سياسيّا بمن غادر فارًّا من العدالة :"أقبل المعارضون والهاربون من السّجون وذوو السّوابق العدليّة أفواجا أفواجا من فجاج الصّحاري وأعماق البحار يحملون الحقائب، يُعدّون العدّة للانتشار في مفاصل المدن، يلوّحون بسيف الانتقام من الجميع. امتلأت الكراسي بهم أسرا وأقارب وأصحابا وشركاء ومُعارضين ومتسوّلين ومضاربين وتُجّار ممنوعات ومهرّبين وجواسيس". (ص. 102)

ظهور ما سُمّي آنذاك بلجان حماية الثّورة لترهيب المعارضين وابتزازهم والاعتداء عليهم وممارسة اللّصوصيّة وقطع الطّرق :" وهم يدّعون حماية الثّورة لذلك يفرضون أتاوات على المارّة بطرق ملتوية ويوقفون السيّارات بدعوى التّثبّت والمراقبة ... كلّ مستعملي الطّريق يرضخون للابتزاز ولا يُعلنون عن غضبهم واستيائهم ... هؤلاء المشبهون يفعلون أيّ شيء يريدون إذْ وراءهم مسؤولون متنفّذون، ووراء هؤلاء شبكات مترابطة لديها سلطات غامضة" (ص. 34 – 35).

تنفيذ عمليّات إرهابيّة في الجبال ثمّ في المدن استهدفت بالأساس رجال الأمن وعناصر الجيش الوطنيّ :" أحداث شهدتها العاصمة، الإرهاب ضرب بقوّة، أعوان أمنٍ سقطوا، أصداءُ الحادثة انتشرت في كلّ مكانٍ ... من يُوقف زحف المغول، من يقتلعهم من جذورهم" ( ص.29).

تسفير الشّباب ذكورا وإناثًا إلى بؤر التّوتّر وخاصّة إلى الأراضي السّوريّة عبر ليبيا وتركيا، وما اتّصل بذلك من تدفّق أموال مشبوهة من الخارج وضلوع دول أجنبيّة في دعم هذه العمليّات والمساعدة عليها : " الرّواتب دُفعت لهم قبل الرّحيل .. كلّ واحد طمأن أسرته بأنّ الجهاد في الطّاغوت فريضة كالشّهادة والصّلاة والصّيام والزّكاة والحجّ ... على أيّة حال نحن لا نفعل شيئا من تلقاء أنفسنا فهذه إرادة القوى العظمى وبعــض من أشقائنا العرب ... أنا وأنت مكـــرهـــــون لا أبطال وإن لم نفعل ما يُريدون فالسّيف على حبل الوريد" (ص. 126 – 127).

تنامي أنشطة التّهريب والتّجارة الموازية والسّوق السّوداء :" ليست الصّفقات وحدها تحت السّيطرة ... البلد هو الآخر من شماله إلى جنوبه تحت سيطرة رجال الأعمال والمهرّبين وأباطرة التّجارة الموازية والسّوق السّوداء" ( ص . 103).

وقد كانت الشّخصيات في الرّواية المتن صدًى لهذا الواقع المتردّي بما حمّلها إيّاه المؤلّف من رمزيّات وما جعلها تُمثّله من قيم وأفكار ومواقف. وهي تدور جميعها حول الشّخصيّة المحوريّة " عثمان " : عميل مخابرات كان قد اغتصب قبل أكثر من عشرين عاما فتاة في الثّانية عشرة من عمرها وفرّ من العدالة بمساعدة أحد أصحاب النّفوذ، وفي الخارج ادّعى أنّه معارضٌ فارٌّ من ملاحقة السّلطة. وعاد في 2011 ليضطلع مع الحكّام الجدد بدور مخابراتيّ وأمنيّ في ما يُسمّى " الجهاز السرّي " وهو الذّي سيُشرف في الرّواية على اغتيال الشّهيد شكري بلعيد. ويبدو أنَّ في اسمه إيحاءً بصلته بـ " العثمانيّين"، يقول سليمان أحد شخصيّات الرّواية :" العثمانيّون أمامنا والعثمانيّون وراءنا" ( ص. 77).

أمّا سائر الشّخصيّات فهي في صراع مرير مع عثمان حتّى زوجته خديجة وابنته فاطمة، وقد تحوّلت جميعا بسببه من الأمل والإقبال على الحياة إلى اليأس والإحباط، فعبد الصّمد الحارس اللّيليّ رمز الأصالة والوطنيّة والبراءة وعاشق الطّرب التّونسيّ الأصيل يزجّ به عثمان أكثر من مرّة في الإيقاف وينتهي إلى الانتحار سقوطا من أعلى جبل حمّام الشّطّ. ورقيّة الطّفلة التّي اعتدى عليها عثمان قبل عشرين عاما تحاول الآن استدراجه للانتقام منه ولكنّها كسيرة جريحة عاجزة. وفاطمة ابنته تهرب إلى أوروبا بعد أن هجَّرَ عثمان عَشيقَها عنوة إلى بؤر القتال، وهناك تناضل من أجل فضح جرائم أبيها وإدانته ولكنّها لا تنتهي إلى طائلٍ.

في علاقة الكتابة بالمقام

يتبيّن القارئ بسهولة أنّ الكتابة تمُتُّ إلى المقام الذّي يكتنفها بأسباب وثيقة، ويظهر ذلك أساسا في وجوه الاتّصال بين الرّاوي والمؤلّف، فهما يتواشجان حدّ التّماهي والانصهار، ذلك أنّنا إذا اقتحمنا دائرة المرويّ وخاصة خطاب الشّخصيات الذّي لا سلطة للرّاوي عليه نجد أنّ المؤلّف مندسّ في ثنايا هذا الخطاب ذاته لأنّه يُجري أحيانا على ألسنة بعض الشّخصيّات ما لا يتلاءم مع خصائصها الفكريّة وخلفيّاتها الثّقافيّة وما لا يتطابق مع تكوينها ودرجة وعيها، بل إنّه يُجري على ألسنتها ما يُشبه التّحاليل السّياسيّة واستقراء الأوضاع الدّاخليّة والإقليميّة والدّوليّة. وعموما فإنّ المؤلّف يحضر بقوّة في أقوال الرّاوي وفي خطاب الشّخصيات وخاصّة عندما يتعلّق الأمر بالموقف من الأوضاع السّياسيّة السّائدة. ففي شأن الأحزاب والجمعيّات لا يكتفي الرّاوي بسرد أحداث ووقائع وإنّما يتدخّل ليُعلّق ويستغرب ويُبدي موقفا لا نخاله إلّا موقف المؤلّف يجري على لسان الرّاوي :" ما أعجب الدّنيا وقد تمخّض النّظام فولد انتفاضة وتمخّضت الانتفاضة فولدت أشباه عثمان وأحزابا تأكل بعضها وجمعيّات مادّة أيديها تتسوّل أموالا من وراء الحدود، وتمخّضت الأموال فولدت عملاء بالعشرات والمئات" ( ص. 76).

ويرد على لسان أحد أعوان عثمان موقف لا يتماشى مع درجة وعيه وهو دون شكّ موقف المؤلّف :" الأحزاب ... أحزابنا كلّها مهدّدة بداء اللّهفة على المال والمناصب ... أمّا المبادئ والمثل؟ أوف ... كلام طوته الأسفار" ( ص. 130)

وفي موضوع الثّورة والرّبيع العربيّ والموقف منهما نقرأ على لسان سليمان:" العرب لا يصنعون ثورة إنّما يصنعون مصيبة ... العربُ تُعدُّ لهم ثورات في مصانع المخابرات الأجنبيّة وهم يطربون ويصفّقون " ( ص.270)، وهو تحليل يبدو أنّ المؤلّف يتبنّاه لأنّه سيرد ما يشبهه تقريبا على لسان شخصيّة أخرى ليس لها وعي سليمان وخلفيّته الفكريّة والثّقافيّة وهي فاطمة ابنة عثمان :" أين الرّبيع؟ يأتون بالثّلج والجليد من القطبين الجنوبيّ والشّماليّ، يأتون بالرّيح العاتية صرصرًا وسموما، يأتون بالجفاف والقحط، يأتون بالجوع والعطش، يأتون بالفقر والمرض، يؤلّفون بين هذه الظّواهر جيّدا، يضعونها في صناديق ويرسلونها عبر البريد السّريع والمضمون الوصول إلى بلدان الرّبيع مع قُبلة حارّة على جبين العملاء" ( ص. 241).

ويتجاوز الرّاوي في كثير من الأحيان حدود سرد الأحداث وتقديم الشّخصيّات بل يحمل إزاء ما يروي وجهة نظرٍ تتماهى مع وجهة نظر الشّخصيّات بما يجعلنا في النّهاية إزاء رؤية واحدة للواقع السّياسيّ والاجتماعيّ، وهو ما يُرجّح وقوف المؤلّف وراء الاشتراك في وجهات النّظر تلك، فهو يقول على لسان الرّاوي بشأن الدّولة والحكّام الجدد والنّافذين في البلد :" الحكّام الجدد اجتمعوا حول المائدة يُشبعون بطونهم وغرائزهم وخزائنهم ... الدّولة أصبحت سوقًا كبيرة بلا أبواب يرتع فيها السّماسرة واللّصوص والمخابرات الأجنبيّة، والصّفوة الحاكمة باتت عصابة." (ص. 221)

وشبيه بهذا الرّأيُ الذّي أبداهُ في موطن آخر :" النّافذون في بلدان الرّبيع العربيّ ليسوا غير بيادق يحرّكونها (الصّحف الأجنبيّة والمخابرات) ... بيادق تنتظر كلمة، إشارة لتُنجز ما يُريدون. وعثمان موضوع في سجلّ البيادق الصّاعدة يحمونه عند الحاجة ويتسترّون على جرائمه ثمّ يبيعونه للأنظمة متى أرادوا" (ص. 189)

وتعرض الرّواية لمسألة استشراء الفساد ونهب المال العامّ فيجيئ ذلك على لسان الحاج محمّد (البراهمي) في مكالمة هاتفيّة مع شكري بلعيد ضمن ما سميّناه الرّواية الموازية :  " أشباح أكّالة نهّابة لمّامة جمّاعة، قدمٌ في أرض الوطن وقدم خارجها، يد في خزائن الدّولة والأخرى ممتدّة مبسوطة تنتظر الملايين الآتية من الخارج ... أهناك ثورة بلا فساد! نحن في عالم عربيّ متصهين، غارق في الفساد حتّى الأذنين" (ص. 361)

فالواضح أنّنا إزاء خطابات مختلفة من جهة المتكلّمين بها ومؤتلفة من جهة مضامينها وسجلّاتها اللّغويّة، وهي وحدة تؤشّر على أنّ وراءها وعيا واحدا ورؤية واحدة ومتلفّظا واحدا هو المؤلّف نفسه. فالكتابة في هذه الرّواية في علاقة وطيدة بالمقام، وهي علاقة تظهر في مستويين:

في اتّصال الرّاوي والمؤلّف وتماهيهما وانصهارهما

وفي صلة المؤلّف بالقارئ، إذ أنّ المؤلّف يُجري قراءة وتحليلا للواقع السّياسيّ والاجتماعيّ الرّاهن ويتوجّه بهذا التّحليل إلى القارئ ليحمله على تبنّي ما يطرح من مواقف وآراء ووجهات نظر.

والمحصّل أنّ هذه الرّواية كانت مجالا فضح فيه المؤلّف بؤس واقع ما بعد الثّورة وتردّيه وتعفّنه على جميع الأصعدة، وكشف بلا تردّد أو تهيّب أكذوبة الثّورة وسُخفها وما رافق هذه الأكذوبة من سقوط للقيم ووهن لمؤسّسات الدّولة وهيمنة طبقة جديدة من عصابات التّخابر والتّهريب والتّجارة الموازية. لقد أظهرت الرّواية أنّ ما عقب الثّورة هو تيّار تدمير ممنهج يستهدف كلّ مكاسب البلاد وكلّ مقدّراتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافيّة ويهدّد معالم الشّخصيّة الوطنيّة، تيّار جارف من السّقوط والتّردّي عجزت النّخب الفكريّة والقوى التّقدّميّة والدّيمقراطيّة عن مواجهته وصدّه. إنّها فاجعة مدوّية بكلّ ما في العبارة من معنى، فاجعة التّلاشي والاضمحلال التّدريجيّ في مهاوي ما سُميّ بالرّبيع العربيّ ومتالفه. وفي هذا السّياق يُضحي اغتيال شكري بلعيد نتيجة حتميّة لهذا الوضع لأنّه كان، بما يختزنه من قيم وما يقترحه من أطروحات، ضديدا لذاك التّيّار الهدّام. إنّه يُمثّل إرادة الحياة التّي سقطت أمام إرادة الموت. فمن قال إنّ الإبداع الأدبيّ منقطع عن الواقع؟.

د.ح.د
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.