أخبار - 2020.08.29

رحلة استكشاف إلـى أرخبـيل جالطة

رحلة استكشاف إلـى أرخبـيل جالطة

تمتدّ سواحل تونس المتوسطية على ما يناهز 400 1 كلم من ضمنها حوالي 560 كلم من الشواطئ الرملية الناعمة. وتتمركز جلٌ أنشطة البلاد الاقتصادية بالقرب من هذه السٌواحل كما يتجمّع حولها ما يناهز الثلثين من إجمالي السكان.
تنتشر في المياه الإقليمية التونسية عشرات الجزر أغلبها غير آهلة بالسكان، الأمر الذي جعل التونسيين لا يعرفون الكثير عن بيئة هذه الجزر وعن خصائصها المناخية والطبيعية.

اخترنا لكم هذه المرّة رحلة استطلاع واستكشاف في أرخبيل جالطة الواقع شمال تونس، على بعد 62 كلم من مدينة طبرقة الساحلية، وحوالي 80 كلم من مدينة بنزرت من جهة الشمال الغربي. ويعتبر هذا الأرخبيل من أهمّ المحميات الطبيعية بالبلاد.

ننطلق في هذه الجولة مــــن مينـــاء طبرقة وستستغرق رحلتنــــا البحــرية منها إلى جالطة أربع ســـاعات. 

حين تلمس أقدامنا أديم جالطة، نكون قد بلغنا أقصى نقطة في القارّة الأفريقية من جهة الشمال؛ يقابلها جنوب القارّة السمراء رأس أقولاس (أو رأس الإبر)، القرية الساحلية الواقعة في محافظة الكاب  Le Cap)  (الغربية بجنوب أفريقيا.

انتهى بِنَا المطاف إلى أرخبيل يمتدّ على مساحة 808 هكتارات، يتكوّن من مجموعتين من جزر صغيرة:

1 - جزرالجـــــاليطــون الغـــربيــــــة Les Galitons وتقع على بعد ثلاثة كلمترات جنوب غربي الجزيرة الرئيسيّة، وتتكوّن من جزيرة جاليطون وهي عبارة عن مرتفع صخري يبلغ 158 مترا، وجزيرة الفوشال La Fouchelle  

2 - جزر الجاليطون الشرقية وتحمل اسم " جزر الكلاب " وهي تقع على بعد يتراوح بين 1 و2 كلم شمال شرقي الجزيرة الرئيسيّة وتتركّب من ثلاثة مرتفعات صخرية: القالو (Gallo) أو الديك، وهي أكبرها، ولها من الارتفاع 119 مترا فوق سطح البحر، وتعتبر أبعد نقطة في البلاد التونسية باتّجاه الشمال، والبولاسترو (Pollastro) أو الفرخ، والقاليتا (Gallina) أو الدجاجة، وهذه تعتبر أقلّ أهميّة من حيث المساحة. 

وقد أطلق الصيّادون الأوائل من الإيطاليين تسمية "جزر الكلاب" على الجزر الثلاث حينما اكتشفوا وجود حيوان الفَقْمَة الذي انقرض بجزيرة جالطة منذ سبعينات القرن الماضي، ولم يبق منه اليوم سوى بعض فقمات تائهة هنا وهناك بين هذه الجزر النائية، ويعتبروجود هذا الحيوان ظاهرة فريدة في البحر الأبيض المتوسّط الذي لا يمثّل موْطِنا لهذا النوع من الثدييات البحرية التي يمكن مشاهدتها حينما تغادر جحورها، وهو ما لا يحدث إلاّ لماما. وقد أطلقوا على هذا الأرخبيل الصغير تسمية " جزر الكلاب" نظرا لما بين رأس الفقمة ورأس الكلب من شبه حسب الاعتقاد السائد في هذه الربوع وقتئذ. 

تأوي جزيرة جالطة، هذه المحمية ذات المناخ الرطب، أكثر من 300 نوع من الطيور، تتجمّع في فترات من السنة في هذا الأرخبيل الصغير بأدغاله المطيرة الوارفة وأشجار الصنوبر الحلبيّ التي تمت غراستها قبل عدّة عقدود. ويمتد هذا النسيج النباتي المصطنع الذي نما وعلا وترعرع من حول بعض المرتفعات وعلى جانبي الهضاب بمفعول الأمطار الغزيرة وخصوبة الأرض على مساحة لا تتجاوز بعض هكتارات..

يزخر أرخبيل جالطة بأنواع من الأعشاب البحرية النادرة.. هنالك الطحالب البُنِّيَّة والطحالب الحمراء.. وفي عمق البحر تنتشر نبتة بوسيدون Poseidon وهي من فصيلة الزنبقائيات الموجودة في البحر الأبيض المتوسّط، وتستعمل كعازل حراري جيّد، لكنّها مهدّدة بالانقراض في كثير من المناطق، وتنتشر فيها الحياة البحرية في شكل منظومات بيوجغرافية تَأْلٓفُها أنواع محلية من الحيوانات، ولا نجد لها موطنا آخر غير أوروبا وأفريقيا الشمالية والجزء الشمالي من آسيا، وللتعرف عليها ينبغي الاستعانة ببعض المختصّين والعلماء. وقد تمّ في هذا النطاق إيفاد بعثات علمية أشرف على تأطيرها الأستاذ المحاضر، مدير المعهد العالي للعلوم البيولوجية التطبيقية، السيد سعيد نويرة. 

وجدير بالذكر أنّه تمّ تسجيل وجود رهطين من الزواحف في جزيرة جالطة الكبرى ووجود عقرب في جزيرة القالينا، وليس لهذه الكائنات أيّ نظير في أيّ مكان في العالم غير أرخبيل جالطة، كما تجدر الإشارة إلى أنّه تمّ العثور على طائرين مائيين اتخذا من الجزيرة ملجأ لهما للتكاثر، وهما طائر الغاق ذو التاج - cormoran huppé - وطائر نورس أدوين ذو المنقار الأحمر القاني (le goléand d’audoin rouge vif). وهو مهدّد بالانقراض.

ولجالطة طائرها الرمز، هو صقر أسحم أو بُرْني جالطة، ذلك الطائر الكاسر ذو الجناحين الفارعين اللذين يمتدّان ذات اليمين وذات الشمال على نطاق أمتار، مع ذنب طويل، وهو سريع جدا، يطارد صغار الطير والأسماك بخفّة عجيبة حتّى ولو حصلت المطاردة على سطح الماء، ينقضّ على الفريسة ويشدّها بمخالبه الحادّة ويضربها فلا تستطيع حراكا، ثمّ يحلِّق بها عاليا ويأخذها لجحره طعما له ولفراخه. 

ولا يخلو تصرّف بعض هذه الحيوانات من غرابة.. فعادة ما تبدأ جلّ الحيوانات في البحث عن شريك للتزاوج مع بداية فصل الربيع، لكن برني جالطة يشذّ عن هذه العادة، فهو يرقد على البيض في نهاية شهر جويلية وبداية شهر أوت، ويبدأ في إطعام فراخه بعد مرور 18 يوما مستفيدا من وفرة الفرائس من الطيور المهاجرة في بداية الخريف وخاصة الطيور الجواثم أو الطيـــور الغريــــدة  les passereaux  وهي في طريقها إلى أفريقيا قادمة إليها من أوروبا.

والمعروف عن الطيور المحلّقة مثل اللقالق والكراكي والكواسر أنّها تختار ممرّات للهجرة مثل مضيق جبل طارق ما بين المغرب الأقصى وأسبانيا، أو الوطن القبلي بين تونس وصقلية، إلاّ أنّ  الطيور الغريدة تتبع مسارا مختلفا، فهي تمرّ من فوق البحر المتوسّط من طرفه الأوروبي إلى طرفه الأفريقي، وحينما تصل ضفاف المتوسّط جنوبا وقد أنهكتها الرحلة وأرهقتها، تبحث لها عن مستقر على اليابسة لنيل نصيب من الراحة، وهو ما لا يتاح إلاّ للطيور التي تصل المنطقة ليلا. أمّا بقيّة الطيور الغريدة، فتعترض سبيلها صقور جالطة (240 طيرا بين ذكور وإناث وِفْقَ إحصائية تعود إلى بعض سنوات) وتمضي في مطاردتها قبل أن تصل الجزيرة، وتجبرها على الهبوط على بعد مئات الأمتار ثم تنقضّ عليها وتأخذها طعما شهيّا لها ولفراخها. 

لبرني جالطة معرفة غريبة بتقلّب الأحوال الجويّة قبل حدوثه بساعات. وقد أمكن العثور قرب الأعشاش على طيور تمّت مطاردتها والفتك بها لكي تكون طعما للصقور كبارا وصغارا حينما تتعكّر الأجواء وتهبّ العواصف. 

من غريب ما تأتيه صقور جالطة أنّ كبارها تبدأ في مغادرة الجزيرة حينما ينتصف شهر أكتوبر وتهاجر إلى مدغشقر، عابرة مضيق الموزمبيق؛ تاركة وراءها في الجزيرة صغارها التي ولدت في نفس السنة فتحلّ محلّ الكبار وتتدبّر أمرها بحثا عمّا تحتاجه من طعام، وبعد انقضاء أربعة أسابيع تغادر بدورها الجزيرة وتتّجه صوب مدغشقر دون حاجة إلى معين أو دليل!

كبار الصقور وصغارها تعيش في مدغشقر على انفراد وتتحوّل إلى طيور تقتات على الحشرات في انتظار العودة إلى الجزيرة بعد ستّة أشهر حيث تتزاوج وتتكاثر. 

استوطنت جزيــرة جالطة حضـــــارات متتالية ما زالت آثارها قائمة. اختارها القراصنة كي يتزوّدوا من مياهها ويحتموا بمغاورها وكهوفها، يخفون فيها ما يجمعونه من غنائم. ثمّ جاء الفرنسيون ليبسطوا سلطانهم على الجزيرة، فتحوّل القراصنة إلى تجّار سلاح، وانخرط بعضهم في حركة مقاومة ضدّ الاحتلال الفرنسي خلال خمسينات القرن الماضي. ويرد على الخاطر في هذا السياق اسما الأخوين بارباروس، خير الدين وعروج، اللذين افتتحا في القرن السادس عشر عهداً من المقاومة البحرية في غرب المتوسّط استمرّ لأكثر من ثلاثة قرون.

فيما كانت مراكب الصيادين الطليان ترسو بانتظام بالجزيرة لصيد المرجان وجراد البحر -اللانغوست - وقد فضّل عدد من هؤلاء الاستقرار في الأرخبيل. 

استوطن الجزيرة إذن سكان من أصل إيطالي وفدوا عليها من بونزا - Ponza- وهي جزيرة تقع قبالة نابولي وسط إيطاليا، وينتمي جلّهم إلى عائلات فيتيالو- Vitiello - ومازلا - Mazella - وداركو - D'Arco - .. استقرّت هذه الأسر الإيطالية ومعها أقليّة من الفرنسيين بجزيرة جالطة وأخذت في تعاطي أنشطة فلاحية بحرا وبرًا، مستفيدة من غزارة الأمطار. وخصوبة الأرض. هنالك غراسات العنب، وتوت العليق - framboises - وزراعات القمح والشعير والفول، وتعنى هذه الجالية الإيطالية بتربية الماعز بما يكفي لسدّ حاجتها من اللحوم وترويج ما يزيد عن الحاجة في الأسواق الداخلية. ولا يجد السكان عناء في توفير ما يحتاجونه من غلال وثمار وبقول وحبوب على امتداد السنة بفضل تنوّع المنتوج الزراعي، بعض غراسات التين على سبيل المثال تؤتي ثمارها بدءا من شهر جوان وحتّى شهر أكتوبر بلا انقطاع. نصيب من هذا الإنتاج الوفير من الثمار من مشمش وتين وعنب الخ. يخصّص للاستهلاك، وجزء آخر يجفّف ويحوّل إلى مصبّرات ومربّى يخزّن ويحفظ بحيث يمكن استهلاكه في أيّ وقت. 

وقد روى لي أحد الأصدقاء أنّه تعرّف على أحد سكان جالطة كان غادر الجزيرة وعمره 20 عاما، وكان بشتغل في باريس مغنيا ويعرف هناك بأنّه "بيار لاغاليت"- Pierre La Galite-. حدّثني بإطناب وبكلّ حسرة عن جزيرة جالطة، وعن سكّانها المائة والخمسين، وعن المعلّم، ومدرسة الجزيرة ذات الفصل اليتيم الذي يستقبل في كلّ يوم ثلاثين تلميذا، وعن كاهن الجزيرة وممرّضها، وعن الجندرمي، وعن "سي حسن" صاحب الدكان الصغير، وعن محمد صيّاد السمك أصيل مدينة بنزرت، ولا وجود في الأرخبيل من السكان العرب في ذلك الوقت غير حسين بائع الموادّ الغذائية ومحمد الصيّاد.

كان البريد يصل الجزيرة من بنزرت وينقل إلى هذه المدينة من طرف الصيادين قبل توزيعه. كان الأهالي يتلقوّن الرسائل والطرود وغير ذلك من الإرساليات التي تبعث بها إليهم مغازة ماني magasin Mani - من فرنسا.
 وحينما تسوء الأحوال الجوية في الجزيرة وتهبّ العواصف، ينقل بعض المرضى إلى مصحّات العلاج الاستعجالي في طبرقة أو بنزرت بواسطة الطائرات البرمائية التي تستعمل كذلك في نقل المؤونة والمواد الغذائية إلى الجزيرة. كان والد صاحبي هذا يشتغل نجّارا في جالطة ويصنع المراكب البحرية الخشبية الصغيرة بيديه، ويقوم بغير ذلك من الأشغال كصنع توابيت الأموات. وفِي فصل الشتاء القاسي يعمد الرجال الذين يتعذر عليهم الخروج إلى البحر بسبب شدّة الرياح والعواصف إلى صقل صخر القرانيت الذي يستعمل في بناء المنازل، وفي مدِّ أرصفة الشـــوارع في بنزرت وفي تونس العاصمة. وكانت جالطة المكان الوحيد في البـــــلاد التــــونسيــــة الذي يوجد فيه هذا النوع من الصخور.

ويتذكّر بيــــار لاغاليت جيّدا ذلك الرجل الذي كان يتعاطى معه لعبة " الشْكُبَّة" ولعبة البولنج - jeu de boules - وكان أهالي الجزيرة يسمّونه "الســـــيد ناس با" - Monsieur n'est-ce pas ". هـــو الحبيب بورقيبـــة ذلك الزعيم الوطني الذي قضـــــى 743 يوما بالتمــــــام والكمال منفيا في جزيرة جالطة، مجبرا على الإقـــــامة بهــــا تحــــت حراسة الجنــــــدرمة الفــــــرنسية وذلك بموجــب قرار استعمــــــاري بتاريخ 21 ماي 1952

يتذكّر بيار لاغاليت كذلك الكلب زوروً- Zorro - الذي كان يرافق بورقيبة في جولاته بالجزيرة حيث كان رهن الاعتقال.. يقول إنّ زورو ربما كان أسعد حظّا من كل كلاب جالطة بفضل ما كان يلقاه من زعيم الحزب الدستوري الجديد ورائد الحركة الوطنية التونسية من إشفاق ورعاية، لكنّه صار إلى هزال لمّا غادر بورقيبة جزيرة جالطة ونقل إلى فرنسا حيث أبعد إلى جزيرة لاقروا - la Groix- بالمحيط الأطلسي في 4 مارس 1954.، ثمّ ساءت حال زورو ولفظ أنفاسه بعد مدّة قصيرة. وسئل بورقيبة ذات يوم عن طبيعة علاقته بكلبه الأنيس فأجــــــاب على الفور: " إنّــــه زورو، كلب جالطة ..."! 

أبدت السلطات التونسية في فترة ما رغبة في إعمار جالطة وتشجيع التونسيين على الاستيطان في الأرخبيل. وشُرع حينذاك في إنجاز بعض المشاريع، لكن هذا الاهتمام لم يتواصل نظرا لعسر الأحوال الطبيعية والمناخية في الجزيرة، وصعوبة التأقلم لمن لم يألــــف العيش في مثـــــل هـــذه الجزر. وفِي ستينات القرن الماضي تمّ إجلاء كلّ سكان الجزيرة من إيطاليين وفرنسيين إلى بعض المدن الأوروبية وتركت جالطة لحالها... فامتدّت يد النهب والسرقة إلى البيوت والمحلات، وهشمــت الأبـــواب والنوافذ، ولم تسلم القبور من عبث العابثين.

ولم تنج من هذا البلاء سوى الماعز والشياه التي عادت إلى طبيعتها المتوحّشة. ساء حال جالطة الى أبعد الحدود وأتلفت مواردها البرية والبحرية بعد أن استباحتها عصابات التخريب التي لم يعترض سبيلها لا رادع ولا رقيب.  كيف السبيل والحالة تلك إلى حماية الجزيرة وإنقاذها من عبث الأشرار؟ العسكريون والحرس الموجودون هنــــاك يفتقرون الى وسائل التدخّل والمراقبة والحراسة في هـــذا الموقع ذي المناخ الرطب والتضاريس الصعبة والمنحدرات القاسية والطرق الوعرة والأدغال الملتفّة..

إلى متــــى ستبقى جزيرة جالطة على هــــذه الحال؟ متى يا ترى ستمتدّ اليها يد الإعمار والإحياء وتصبح قبلة للســــياح يأتونها مـــــن كل فجّ عميق؟ 

تنتشر في جزيرة جالطة الحياة البحرية من الشعاب المرجانية والسلاحف والحيتان والطيور المهاجرة، أرضها خصبة وهواؤها عليل في فترات مختلفة من السنة..  في جالطة مخزون هامّ من المياه المعدنية الطبيعية المتدفّقـــة هنــــا وهناك كما في عين الكرمة وعين النخلــــة وعين سيــــــدي أحمد. هنالك أعشاب بحرية مفيدة لعلاج بعض الأمراض إضافة إلى الشعب المرجانية المنتشرة في الأرخبيل...  بوسع جالطة أن تكون وجهة سياحية مرموقة، وأن تنافس أجمل الجزر في العالم وأكثرها شهرة مثل جـــــزيرة كابـــــري في إيطاليا، وجـــزيــــــرة لنكــــــاوي - Langkawi - في مــــاليزيا، وجــــزيرة مـــــالاي - Malé - في المالديف ...

تعريب يوسف قدية
لنصّ عبد المجيد دبّار من كتاب ليدرز
Les îles de Tunisie, les Phares et les Oiseaux

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.