أخبار - 2020.06.14

في العدد 54 من مجلّة ليدرز العربية : أيّ منظومة صحيّة نريد؟

صدر العدد الجديد من مجلّة ليدرز العربية (15 جوان / 15 جويلية 2020) في إخراج فنيّ قشيب، زاخرا كالعادة بالمواد الإخبارية وبالمقالات والتحاليل ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وهي من تأليف نخبة من خيرة الأقلام التونسية والعربية.

إصلاح المنظومة الصحيّة

رأت مجلّة ليدرز العربية في الظرف الاستثنائي الذي عاشته البلاد بسبب جائحة كوفيد-19 مناسبة سانحة لتخصّص في عددها الرابع والخمسين (15 جوان - 15 جويلية 2020) ملفّا لمنظومة الصحّة التونسية، لا سيّما وأنّ الجائحة كشفت أكثر من أيّ وقت مضى هشاشة هذه المنظومة وما يشوبها من نقائص عديدة.
أيّ منظومة صحيّة نريد؟ ذلك هو السؤال العريض المطروح في هذا الملفّ والذي تتفرّع عنه عدّة أسئلة حاولت ليدرز العربية الإجابة عنها بعد عرض موجز للواقع الحالي للمنظومة الصحيّة : ما هي أولويات الإصلاح؟ ما مكانة المستشفى العمومي في إطاره ؟ وبأيّ موارد بشريّة من إطار طبّي وشبه طبّي يمكن النهوض بالمنظومة الصحيّة؟ وماذا عن التكوين الطبّي والبحث العلمي؟ وكيف نضمن التغطية الصحّية الشاملة والتأمين الصحّي لعموم التونسيين؟ ما هي مصادر تمويل القطاع؟ وما أهميّة التكامل بين القطاعين العامّ والخاصّ وبأيّ طريقة يمكن إقراره؟ كيف يمكن تطوير صناعة الدواء وضمان الأمن الدوائي؟

وقصد المساهمة في رسم تصوّر للمنظومة الصحّية المنشودة استطلعت المجلّة وجهات نظر وزير الصحّة ورئيس لجنة الصحّة والشؤون الاجتماعية في مجلس نوّاب الشعب وعدد من الخبراء ممّن لهم إلمام واسع بإشكاليات قطاع الصحّة وتجربة طويلة في مجال الطبّ ممارسة وبحثا.

في الحياة الوطنية

في ركن كواليس وأخبار يطالع القارئ ملخصّين لحديثين هاميّن أجرتهما مجلّة ليدرز الناطقة بالفرنسية مع كلّ من وزيرة العدل وزيرة حقوق الإنسان ثريّا الجريبي ووزير الداخلية هشام المشيشي.

ما يسترعي الانتباه في حديث ثريّا الجريبي الاقتراحات العملية التي تقدّمت بها للتسريع بتركيز المحكمة الدستورية ونظرتها إلى مسألة استقلالية القضاء ودور المجلس الأعلى للقضاء والعلاقة بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائيّة، فضلا عن سياسية الوزارة في مجال تطوير الوحدات السجنية وتخفيف الاكتظاظ فيها خاصّة باعتماد العقوبات البديلة.

أمّا ما يلفت النظر في حديث هشام المشيشي فهو إعلانه إقرار مقاييس جديدة في تعيين إطارات وأعوان الإدارة الجهويّة مستقبلا، وتأكيده على الدور المركزي الذي تضطلع به وزارة الداخلية في ميدان التنمية واعتزامه مواصلة الحرب على الإرهاب ومقاومة شتّى أنواع الجريمة والمضيّ قدما في رقمنة مصالح الوزارة.

ويتناول رشيد خشانة في مقاله الذي يحمل عنوان :"النهضة وشركاؤها... من حلفاء إلى غرماء" تطوّرات المشهد السياسي في تونس والمتمثّلة بالخصوص في الأزمة السياسية الكبرى التي تواجهها حكومة إلياس الفخفاخ منذ انبعاثها في 29 فيفري الماضي وأساسها الخلاف المستحكم بين مكوّناتها بما لم يعد يحتمل المساكنة ومن ثمّ بروز الحاجة إلى إعادة تشكيل الائتلاف الحاكم، خاصّة بعد مناقشة اللائحة الخاصّة بالسياسة الخارجية والدبلوماسية البرلمانية في مجلس نوّاب الشعب والتي كان "الصاعق الذي قوّض الثقة تماما بين الأطراف المؤتلفة"...

وبعنوان "محاسبات قاسية" تضمّن مقال الرأي لعبد العزيز قاسم بالخصوص خواطر حول جلسة مساءلة رئيس مجلس نوّاب الشعب في البرلمان بسبب ما اعتبر "تجاوز صلاحيات وتستّر على اتّصالات تورط المجلس وتخابر مع قوى أجنبية تتدخل عسكريا في الشأن الليبي".

شهادة عن الشاذلي القليبي والتدخّل التركي في ليبيا

نشرت المجلّة في هذا العدد مقالا للدكتور محي الدين سليمان المصري وهو دبلوماسي أردني سابق وممثّل لبلاده في منظمة الألكسو في الثمانينات لما كانت تونس مقرّا لجامعة الدول العربية ولعدد من المنظّمات العربية المتخصّصة بعد إبرام مصر اتفاقيات صلح منفردة مع إسرائيل (اتفاقيات كامب ديفد). والمقال بمثابة شهادة عمّا قام به الأستاذ الشاذلي القليبي من مجهودات كبيرة للنهوض بمنظومة العمل العربي المشترك وعمّا أضفاه عليها من حركيّة دؤوبة، فضلا عن الدور الكبير الذي اضطلع به في سبيل حشد الدعم للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي ومساندة العراق في حربه ضدّ إيران وإيجاد تسوية للأزمة اللبنانية التي وجدت طريقها إلى الحلّ من خلال اتفاق الطائف.

ويتطرّق محمّد إبراهيم الحصايري في مقاله إلى التدخّل التركي في ليبيا فيبيّن أنّه لم يكن مفاجئا، في نظره، أنْ يعلن حلف شمال الأطلسي، حينما احتدمت معركة طرابلس بين قوّات حكومة فائز السراج وقوّات المشير خليفة حفتر، أنّه يدعم، أمنيّا ودفاعيّا (يعني عسكريا)، حكومة الوفاق الوطني، وأنّه يؤيّد تدخّل تركيا في ليبيا، لمناصرتها.

غير أنّه يلاحظ أنَّ اللاّفت في هذا الموقف، هو أنّه جاء بمثابة ردّ على البيان الخماسي الذي أصدرته كلّ من فرنسا واليونان (وهما عضوان أساسيّان في حلف شمال الأطلسي) وقبرص ومصر والإمارات العربية المتحدة، للتنديد بهذا التدخّل.

وبما أنّ هذا الموقف المنحاز يدلّ بوضوح على أنَّ الحلف رجّح كفّة تركيا على كفّة فرنسا واليونان... فإنّ محمّد إبراهيم الحصايري يجيب في مقاله عن السؤالين التالين : ما هو مغزى هذا الترجيح؟ وما هي خفايا وقوف الحلف إلى جانب تركيا، ظالمة لا مظلومة، رغم كلّ الارتجاجات التي عرفتها العلاقة بينهما خلال السنوات الأخيرة خاصّة فيما يتعلّق بالأزمة السورية وما اكتنف وقائعها من ملابسات غامضة، وما تخلّل المواقف منها من التباسات مُحَيِّرَة؟

وفيما يلي فهرس العدد:

الافتتاحيّة

• من يفكّر في مصلحة تونس؟
عبد الحفيظ الهرڤـــام

شؤون وطنيّة

• «النهــضــة» وشــركـاؤهـــا... مـــن حلفـــــاء إلى غــــرمـــــاء
رشيد خشانة

• أيّ منظـــومة صحيّــــة نريد؟
خالد الشّابي

رأي

• مُحاسَباتٌ قــــاســـيـــة
عبد العزيز قاسم

مجتمع

• شباب العدم، قتلى «الزمبريط»
منجي الزّيدي

• يوميّات مواطن عيّاش : نحَّــى المـَـــــاصِــكْ ولْبـــس الڤــوانــدوات
عادل الأحمر

اقتصاد