وفاة الكاتب والناشر حسن جغام

غيّب الموت يوم السبت 25 أفريل 2020 المؤلَّف والناشر صاحب دار المعارف حسن جغام. وقد ألّف الراحل عشرات الكتب للأطفال والناشئين، من أبرزها كتاب "كيف تعيش الحيوانات"، أجيز هذا المؤلف كأحسن كتاب للناشئين من قبل لجنة مختصة في أدب الأطفال عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. حقّق ووثق للعديد من الكتب والوثائق في التراث العربي، منها كتب "حنبعل القائد العظيم" ، "حصان طروادة" ، "مغامرات أوليس"، "طه حسين.. قضايا ومواقف"، "الجنس في أعمال الإمام السيوطي" ... كما كتب حسن جغام القصة القصيرة في سلسلة إبداعات كمجموعته القصصية "الوجه الآخر" ، إضافة إلى عدد من المقالات الأدبية والنقدية نشرت في الصحف والمجلات التونسية والعربية، منذ بداية السبعينات.

وقد نعاه الإعلامي رياض جغام بهذه الكلمات: 

"البطل محارب الجهل مات...واليوم يفقد الكتاب في تونس قامة من القامات...حسن جغام ابن مدينة حمام سوسة  التي ولد فيها سنة 1938 ...هذا الرجل بدأت رحلته مع الطباعة و الورق في 1973 بتركيزه لمطبعة متواضعة ...ولكن ما دفعه إلى هذا الاختيار ليس الجانب الصناعي والتقني فيه...ولكن حسن جغام هو بالأساس مؤلّف وكاتب قبل أن يكون ناشرا...تعمّق في أدب الطفل

وأصبح أحد روّاده على مستوى النشر في الوطن العربي...حسن جغام دخل سوقا متعبة جدّا...هي سوق الكتاب في عالم عربي يعشّش الجهل في كلّ تفاصيله...لأجل كلّ هذا لم يكن حسن جغام مجرّد ناشر يبحث عن أسباب وجوده كصاحب دار نشر هي الأشهر في تونس دار المعارف....ولكنّه كان يناضل من أجل أبعاد ثقافية وتربوية  ومعرفية  وحضارية...حسن جغام كانت يده مفتوحة لكلّ الطاقات في المدينة و لا يترك أي فرصة من أجل تشجيعها والأخذ بأيدها...موت حسن جغام بكلّ أسف هو خبر عابر وحدث عابر في مجتمع آخر اهتماماته الكتاب والمعرفة والثقافة و التربية...إعلام الرّاقصات والتافهين والتافهات لن يثير اهتمامه موت البطل محارب الجهل...اليوم لا نملك إلاّ أن نقف أمام مكتباتنا ...ونعزّيها في موت أحد أبطالهاو هو البطل حسن جغام...فالمكتبات وحدها  التي يمكن أن تفهم ما معنى أن تخسر تونس رجلا اسمه حسن جغام..."