مكتب بروكنسلت للخبرة والاستشارات في تقرير حول أزمة كورونا : تونس يمكن أن تكون مجدّدا بلاد الفرص
"تونس يمكن أن تكون مجدّدا بلاد الفرص" ، هو عنوان التقرير الذي أعدّه مكتب بروكنسلت PROCOSULT للخبرة والاستشارات والذي يتناول بالتحليل الوضع الراهن في تونس الناجم عن جائحة كورونا ويعدّد "مشاهد التطوّر والترجيح بينها، حتى يكون أداة تسمح للفاعلين السياسيين والاقتصاديين بتحديد الخطط وتقدير المخاطر والفرص لاتّخاذ القرارات المناسبة".وأشار التقرير الذي أشرف على صياغته الوزير السابق والخبير الاقتصادي رضا السعيدي إلى أنّ "المادّة الاستشارية المتوفّرة في تونس هي عادة مادّة فنية وفيأحسن الأحوال تقتصر على الجوانب الاقتصادية " مؤكَّدا الحرص" على إثراء المنتوج بمادة شاملة تعتمد قراءة تأليفية تنطلق من رصد المحيط الاستراتيجي ثمّ من الإطار السياسي الوطني لتتفرّع بعدها للمجالات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والأمنية وحتى البيئية حسب حاجة المتعاملين".
كما أشار إلى أنّ "خُلاصات هذا المنتوج يُمكن أن تكون نقطة انطلاق لإنتاج مجموعة من الدراسات المعمّقة تتناول المعضلات الكبرى التي فرضتها الجائحة أمام الفاعلين السياسيين والاقتصاديين".
هذا التقرير الذي صدر منه نسختان، واحدة بالفرنسية وأخرى بالإنجليزية "يقرأ الصورة في تونس إلى حدود منتصف شهر أفريل 2020 ويحاول أن يتوقّع ما بعدها"، مبرزا" أنّ كل جهد للتوقع في مثل هذه الأوضاع انّما هوتعامل مع كمٍّ من العوامل المتداخلة، لا أحد يستطيع الجزم باتّجاهات حركتها ولا موعدالسيطرة عليها".
وجاء في الملخّص التنفيذي للتقرير بالخصوص ما يلي :" كل ما نعرفه أنّه بقدر ما برز من ضعف في التضامن أثناء التعامل مع الأزمةلحدّ الآن فإنّه لا سبيل لإنقاذ البشرية غير التعاون الشامل ومتعدّد الأبعاد.
وقد خلصنا في بحثنا إلى تفهّم الاستراتيجية المتدرّجة التي اعتمدتهاالسلطات التونسية في إدارة الأزمة كما اعتبرنا أنّ الخسائر الصحية تعدّ مقبولةمقارنة بأوضاع مشابهة، وأرجعنا النجاح النسبي الى الشفافية والثقة النسبية فيالفريق الحكومي.
أمّا الانعكاسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية فاعتبرنا أنّه يمكن التعايش معهافي حال تمّ التحكّم في الوباء وطنيا وأيضا في المحيط القريب (الجزائر وليبيا وجنوبأوروبا وألمانيا) في مدّة لا تتجاوز أسابيع معدودة، وكذلك امكانية تحمّل الخسارة فيالوظائف وتكلفة الأعباء المالية الإضافية.
أمّا ما بعد الأزمة فقد رجّحنا أن تُسلّط الأوضاع المحيطة ضغوطا أكبر من السابق على تونس بسبب تفرّغ دول أوروبا إلى معالجة أوضاعها واحتمال لجوئها إلى سياسات انطوائية. وبسبب تقلّص فرص الاستثمار في ليبيا نظرا لترجيح استمرار انخفاض أسعار النفط. وبسبب ترجيح دخول الجزائر مرحلة عصيبة نتيجة توقّع تدهور الوضع الاقتصادي نظرا لاستمرار تراجع أسعار النفط وتوسّع الاحتقان الاجتماعي بما من شأنه أنيؤدّي إلى تزايد المخاطر الأمنية الواردة من الجار الغربي.
وخلصنا الى ربط حسن ادارة مرحلة ما بعد الكورونا، في صورة انتهاء الأزمةفي ظرف شهرين أو ثلاثة (وهو أفضل المشاهد) كما التعايش مع أزمة طويلة الأمد، بعنصرين أساسيين:
أولا: معالجة أزمة الثقة بين مراكز القرار الأساسية في الدولة.
ثانيا: التفكير بشكل مختلف في الحلول والأولويات لمراجعة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى أو ما يندرج تحت عنوان "منوال التنمية وبهذا يمكن أن تواصل تونس كونها بلاد فرص..."
- اكتب تعليق
- تعليق