لجنة صوت الطالب من كان مؤسّسها؟
تعتبر لجنة صوت الطالب أوّل حركة نقابية بالجامعة التونسية تسعى إلى الاستجابة إلى تطلعات الطلبة في وقت كان جامع الزيتونة يشرف على جميع مؤسّسات التعليم التقليدية قبل نشأة الجامعة التونسية الحديثة.
تأسّست وسط الجامعة الزيتونية بالعاصمة وداخل الوسط الطلابي لجنة صوت الطالب الزيتوني لتعبّر عن طموح الطلبة آنذاك في التنظّم والفعل والدفاع عن حقوقهم، والعمل على تطوير مناهج التعليم بالجامعة ومؤازرة الحركة الوطنية في مواجهة الاستعمار.
وقادت لجنة صوت الطالب الزيتوني حملات التوعية والمظاهرات وتجنيد الطلبة والشباب للالتحاق بالعمل المسلح ضد الاستعمار مما جعل أعضاءها عرضة للاعتقالات والمطاردة من طرف الاستعمار ومحاولات الاحتواء والتصفية من طرف الحزب الحرّ الدستوري الذي كان يتزعمه الحبيب بورقيبة في إطار سياسة ضرب الحركة الطلابية ممثلة في لجنة صوت الطالب الزيتوني وضرب كل خصومه السياسيين في معركته من أجل فرض الحكم الذاتي على الأطراف الوطنية عبر التفاوض مع المستعمر.
وقد كتب المرحوم الأستاذ أحمد الزغل، مدير معهد 15 نوفمبر 1955 بصفاقس ورئيس بلدية صفاقس سابقا، مقالا حول تأسيس صوت الطالب جاء فيه:
سؤال بعث به إلي الأستاذ محمد الحبيب السلامي وطلب مني في الآن نفسه أن أقرأ ما كتبه السيد عبد الله بشير في الموضوع بجريدة الصريح بتاريخ 26 افريل 2015.
والذي يمكن لي الإفادة به في الموضوع أن صوت الطالب التي تكتنز في حركتها وهدف تأسيسها حماسا منقطع النظير، حماسا صادقا وأفكارا بناءة لفائدة كل الزيتونيين تلامذة وطلبة وأساتذة وتفيض بإشعاع وطني لا شك في صدقه وفي توجهاته.
آسف أن أقول أن تأسيس صوت الطالب لا أعرف فيه من بين الناشطين اسم السيد عبد الله بشير وأعرف أنه لم يكن عضوا من بين أعضائها من قريب أو بعيد. السيد عبد الله بشير كان له نشاط في الحزب الدستوري ولجنة صوت الطالب اصطدمت بمواقف حزب بورقيبة بداية من الأيام الأولى. فقد كان بورقيبة يصر على أن يكون كل نشاط سياسي تحت سقفه هو وأنصاره وهو الذي يمثل القوة السياسية في البلاد مما جعل الشباب التونسي الزيتوني وغيره كأنهم يسيرون بين المسامير،هذه حقيقة أولى.
الحقيقة الثانية أني أنا والسيد الحبيب نويرة كنا نحن الاثنين فقط الداعيين للاجتماعالتأسيسي لحركة صوت الطالب في لقاء انتظم في بيتي بالمدرسة السليمانية وتكفلت شخصيا بكتابة معلقة الاعلان عن الاجتماع وإلصاقها بصحن الجنائز بجامع الزيتونة صباح الغد قبيل صلاة الصبح. وكانت هذه المعلقة تدعو إلى اجتماع بجامع المدرسة الباشية بعد صلاة العصر.
الحقيقة الثالثة السيد عبد الله بشير لم أره لا عند الاجتماع التأسيسي ولا قبله وقد كنت مع السيد الحبيب نويرة في اقتبال المستجيبين إلى دعوة الجلسة التأسيسية لحركة صوت الطالب.
الحقيقة الرابعة إن لجنة صوت الطالب هي تنظيم جمعياتي لكنه لم يقم باستخراج تأشيرة قانونية التي كانت صعبة المنال نظرا للظروف السياسية حينها وما رأيناه هو العمل بقولة شوقي "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"
الحقيقة الخامسة لم أدخل ضمن تشكيلة الهيئة المديرة لصوت الطالب إذ كنت وقتها ملزما بإعداد مناظرة التدريس بجامع الزيتونة وهي مناظرة يقع الإعلان عنها مرة كل سنة أو سنتين لانتداب عدد محدود من المترشحين.
الحقيقة السادسة رغم عدم وجودي بصفة رسمية ضمن اللجنة المديرة لصوت الطالب كنت أقوم بمهام عدة:
ابداء الرأي في المواقف الصعبة و تنظيم المحاضرات وأحيانا أساهم في تخليص بعض الناشطين في صوت الطالب مما يتعرضون له من عنف من طرف مجموعات "السواعد المفتولة" التي كانت تعمل بتوجيه من الحزب الدستوري لمقاومة صوت الطالب.
الحقيقة السابعة حركة صوت الطالب كانت مدرسة في عديد المجالات الطلابية والتعليمية والسياسية أعطت للنضال الطلابي مثالا يحتذى إذ جمعت بين الطلبة والأساتذة والسياسيين والإطارات العليا التي كانت تحمل توجها إصلاحيا وتوجها علميا وتوجها وطنيا.
- اكتب تعليق
- تعليق