بوجمعة الرميلي - سؤال خطير: هل الاتجاه الذي ضغط المجتمع على الدولة لكي تسلكه اتجاه صحيح؟

لا شك أن الدولة، مع ما لديها من آليات قرار ذاتية، قد تفاعلت مع المجتمع وما ظهر من جانبه من طلب ملح جدا من أجل "الحجر الكلي"، تحت تأثير معلوماتنا الداخلية حول انتشار الفيروس ولكن خاصة تحت وطأة ما وقعت مشاهدته يوميا من دراما صحية في إيطاليا خصوصا وأوروبا بصفة أعم.

ومع المطالبة والتأكيد على الامتثال للتعليمات الحكومية في هذا الشأن والانضباط للقرارات التابعة لذلك، فهل يعني ذلك غلق كل أبواب التفكير والاجتهاد في خصوص هذا الأمر الخطير والذي باغت أكثر من متدخل حكومي ودولي وأكثر من مختص؟

وبصفة أوضح هناك آراء علمية وعملية على مستوى كبير من الكفاءة والجدية تعتبر أن خيار "الحجب الكامل" خيارا "مغلوطا بالكامل"، وأن الخيار الأفضل بكثير هو ما ذهبت إليه كوريا، والمتمثل في القيام بحملة واسعة جدا من إجراء الاختبارات (Les tests)، تتبع بقرار الحجر فقط في خصوص الذين يكون الاختبار "إيجابي" في شأنهم، للاهتمام بهم والإحاطة بهم حسب الحالات، بدء بالتطبيق الفوري للحجر اللصيق والمراقب عليهم.

كما تعتبر هذا الآراء، الغير متفقة مع خيارات "الحجر الشامل" بل وتعتبر هذا الخيار خطيرا وخارجا عن الموضوع، أن دواء كورونا متوفر الآن، واسمه "كلوروكين"، الذي يمكن توفيره بسهولة، والذي جرب بالصين وفرنسا وأدى إلى نتائج إيجابية هامة، خاصة عندما يقع دعمه بمضاد حيوي (antibiotique) مثل ال"Azythromycine".

المهم هو أن تبقى الدولة والمجتمع منفتحين على الأفضل من الأفكار وعدم التردد ولو لحظة واحدة في تطوير الخيارات، خاصة عندما يتبين، بعد الخروج من الرضوخ إلى هاجس الهلع الجماعي، أن حبس الملايين من الذين ليست لهم أي علاقة بالفيروس عملية غير عقلانية وغير مجدية وربما عبثية أصلا.

مع الملاحظة الإضافية أن تطور المعطيات والمعلومات يبين أن مدة "العدوى" ليست بأربعة عشر أيام فقط وإنما بعشرين يوم، بينما المعالجة بالكلوروكين من بين فوائدها الكبيرة الأخرى أنها تخفض تلك المدة إلى أقل من خمسة أيام.  

وأخيرا كلنا ممتثلون لقرارات الدولة وهياكلها، لكن نظرا لجسامة الأمر فهذا لا يمنعنا من أن ننضبط متوحدين لكن بأعين مفتوحة جدا، لأن ما يهمنا جميعا هو إنقاذ العباد والبلاد بأفضل ما يلزم من القرارات ورفض أي تحجر والانفتاح عما يبرز من نتائج جديدة في خصوص أمر معقد جدا يخضع إلى تطورات يومية وسريعة في النتائج والتجارب والمفاهيم. 

بوجمعة الرميلي