لينا بن يوسف: ليدرز العربية, مضمون متنوّع وإخراج متميّز

منذ قرابة أربع سنوات عبر والدي الذي يقتني بانتظـام كلّ شهـر نسختيها الفرنسية والعربية من الأكشاك.

وما شدّ انتباهي لهذه المجلة دون غيرها من المجلات شكلها المختلف عن سائر المجلات المعروضة في السوق فهي تصدر في طبعة أنيقة وبألوان ناصعة وجذّابة وإخراج متميّز ينمّ عن حرفية في عصر باتت فيه الصورة إحدى ركائز الإعلام المكتوب أمام منافسة الوسائل السمعية البصرية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة... أمّا مضمونها فهو متنوّع يجمع بين السياسة والاقتصاد والسياسة والثقافة والفكر (الفلسفة) والفنون والشأن الدولي (الإقليمي والعربي والعالمي) والأعلاَمْ التي طبعت تاريخ تونس منذ القديم إلى اليوم، لا سيّما خلال الفترة الاستعمارية ومنذ مطلع الاستقلال على غرار الزعماء الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف والطيب المهيري وأحمد التليلي ومصطفى الفيلالي والباهي الأدغم... أمّا الركن الخاصّ بالتاريخ -الذي ولعت به منذ الصغر- فهو أول ركن أطالعه لتنوع مواضيعه وطرافتها وندرة الصور المدرجة فيه وخاصة جودة مادته... ولا تغيب عن مجلتي المفضلة المسائل الاجتماعية التي شغلتنا ولا تزال في السنوات القليلة الماضية كالانتقال الديمقراطي والهجرة غير النظامية وهجرة الكفاءات والفقر والتهميش والتنمية الداخلية... التي تؤرق الحكومة والمجتمع على حد سواء وفي مقدّمته الشباب الذي آمن بثورة الحرية والكرامة ومبادئها لكنّه لم يجنِ منها شيئا إلى حدّ الآن.
كلّ التشجيع والتقدير للمشرفين على المجلة من مدير ورئيس تحرير ومحررين وفنيّين وموظفين... على أمل أن تواصل مجلة «ليدرز» مسيرتها المتميّزة وتساهم في إثراء المشهد الإعلامي المكتوب في تونس التي يحلم شبابها - وأنا من بينهم – بغدٍ أفضل يسود فيه الأمن والاستقرار النفسي والتألق وتفكّ فيه عزلة كلّ المناطق الداخلية دون استثناء بتنمية مستدامة وبيئة سليمة يحلو فيها العيش وتحلّ فيها ثقافة الحياة بدلا من ثقافة الموت التي وفدت على بلادنا في السنوات الأخيرة.

لينا بن يوسف
(تلميذة بالسنة الرابعة آداب بمعهد الطاهر صفر بسوسة)