ليدرز العربية في عيون قرّائها: عثمان البرهومي

مزيد الاعتناء بالمشاغل الاقتصادية وتنويع الاهتمام بالثقافة والفكر

خمسين من مجلة ليدرز العربية، أتقدّم بالتهاني إلى هيئة التحرير متمنّيا لهم النجاح والتوفيق في المجهودات المبذولة لإثراء الميدان الإعلامي بما تقدّمه المجلة من مادّة متنوّعة وثرية، خصوصا وأنّها تستهدف جمهورا واسعا من القرّاء بفضل جديّة وتنوّع المواضيع التي تتطرّق إليها والتي تجمع بين الاقتصادي والسياسي والثقافي. فهي تفسح المجال للاطلاع على جديد الفكر والإبداع والتاريخ... في زحمة المشاغل الاقتصادية والسياسية. وهو ما جعلها إذن تقدّم مادّة جادّة وجيّدة بفضل الأقلام المتميّزة التي تؤثّث فقراتها. وهذا ما مكّنها من التدرّج في الاهتمام من الشؤون الوطنية إلى الشؤون العربية والدولية وبأسلوب سلس يعبّر عن الحنكة الصحفية والقدرة على التأليف. ومع الخوض في القضايا المحلية اجتماعية كانت أو اقتصادية أوسياسية، فإنّ المجلة لم تغفل عن إنارة الرأي العام بخصوص القضايا الدولية، وخاصّة منها ذات الأبعاد الجغراسياسية، والتحوّلات المتلاحقة عربيا وعالميا، والتي قد تكون لها تداعيات على البلاد التونسية وعلى القرار الوطني. لذلك يمكن الجزم أنّ مجلة ليدرز العربية قد تجد لها قرّاء أوفياء في البلدان العربية إذا ما توفّرت لها سبل الرواج.
وباعتباري متابعا للمجلة وقارئا لها أتقدّم بمجموعة من الملاحظات التي أعتقد أنّها أساسية لتوسيع دائرة المهتمّين بها:

• أوّلا: مزيد الاعتناء بالمشاغل الاقتصادية العامّة والخاصّة أي الصعوبات والإشكاليات التي تواجه المؤسّسات الاقتصادية الخاصّة والعمومية. وعلى سبيل المثال تناول معضلة تراجع إنتاج الفسفاط والصعوبات التي تواجهها شركة فسفاط قفصة والإشكاليات الهيكلية والظرفية والحلول المقترحة ضمن مقاربة اقتصادية – اجتماعية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الحوض المنجمي.   
• ثانيا: الوقوف على الأسباب الحقيقة لتردّي الخدمات الإدارية العمومية وانعكاساتها على المؤسّسة وعلى الأفراد بشكل خاصّ باعتبار أنّ الإدارة هي مقياس كلّ تقدم اقتصادي واجتماعي.  
• ثالثا: مزيد تنويع الاهتمام بالثقافة والفكر والإبداع والتاريخ...وعدم الاقتصار على مناسبة المهرجانات أي المواكبة الظرفية، في الوقت الذي كان حريّا بمجلة ليدرز العربية أن تخصّص حيّزا أكبر للثقافة والإبداع.

الدكتور عثمان البرهومي
أستاذ جامعي
كليّة الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس