في العدد 49 من ليدرز العربية: تونس على وقع المأساة الليّبيّة
صدر العدد 49 من مجلّة ليدرز العربية (15 جانفي/ 15 فيفري 2020) في إخراج فنيّ متميّز، زاخرا، مثلما هي العادة ، بالمقالات والتحاليل التي كتبها ثلّة من أبرز الأقلام التونسية في أغراض عدّة (شؤون وطنية، مجتمع، اقتصاد، شؤون دولية، ثقافة وفنون، تاريخ...).
ومواكبة للأحداث على الساحتين الوطنية والإقليمية ركّزت المجلّة الاهتمام في هذا العدد على التطوّرات الحاصلة مؤخّرا في المشهد السياسي، على إثر سقوط حكومة الحبيب الجملي في البرلمان، وعلى تداعيات الصراع في ليبيا على تونس واستعدادات البلاد لمواجهة اندلاع نيران الحرب في البلد الجار، فضلا عن تأثيرات الحالة الليبية على الوضع في الجزائر بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ما بعد حكومة الجملي
يتناول رشيد خشانة في مقاله الظروف التي حفّت بفشل حكومة الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان وتبعات هذا الفشل على تحرّك النهضة بعد أن انتقلت مفاتيح تشكيل الحكومة إلى أيدي رئيس الجمهورية، معتبرا أنّه بداية من العاشر من جانفي
صار هناك فريقان متضادان أحدهما يحكم والآخر يعارض وأنّ "النهضة" على أبواب الخروج من السلطة، بينما بدأت تتبلور معالم ائتلاف منظور لتسلّم الحكم غير أنّ نجاحه في تشكيل الحكومة ليس مؤكّدا.
ويستعرض رشيد خشانة السيناريوهات الممكنة لمسار تكوين الحكومة الجديدة، ملاحظا في ختام مقاله أنّ تجربة المداولات حول حكومة الجملي تحمل دروسا وعبرا كثيرة تحتاج النخب المختلفة إلى الاعتبار منها كي توضع البلاد على طريق الإنقاذ والإصلاح قبل أن يصبح ذلك مستحيلا أو باهظ الثمن.
على تخوم السنة العاشرة
تحت هذا العنوان جاءت خواطر عبد العزيز قاسم الذي يقيّم الوضع في تونس بعد سنوات تسع عجاف ويشرح أسباب سقوط الحبيب الجملي ويبرز أهمية الدور الموكول لرئيس الجمهورية في اختيار شخصية كفؤة مجرّبة ومستقلة بحقّ لتشكيل الحكومة. كما يدعو الرئيس قيس سعيّد إلى العمل على إصلاح ما فسد من علاقات تونس العربية وخاصّة العلاقات مع سوريا ومصر، ويسلّط الضوء من جهة أخرى على سياسة ترامب الخرقاء في الشرق الأوسط وعلى مقتل الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني ودوره في إفشال المخططات الأمريكية في جبهات القتال في العراق وسوريا ضدّ التنظيمات الإرهابيّة.
وتزامنا مع الذكرى التاسعة للثورة، يحلّل عامر بوعزّة أهداف الثورة ، معتبرا أنّ الواقع الذي نعيشه اليوم يكفي لرفع الغشاوة عن العيون وإزالة الكثير من الأوهام بشأنها. ويعبّر عن اعتقاده أنّ ما جدّ يوم 14 جانفي 2011 كان ثورة لا مؤامرة وأنّ الثورة صناعة محلية غير قابلة للتصدير وأنّ الثورة لم تُجهض وأنّها لا تشبه إلا ذاتها وأنّها لم تكتمل.
كيف يعيش الجنوب التونسي على وقع الصراع في ليبيا؟
تفاعلا مع تطوّرات الأوضاع في ليبيا تستطلع ليدرز العربية من خلال تحقيق ميداني من الجنوب أنجزه فرح شندول آراء الشارع حول هذا الصراع في البلد الجار والموقف الذي يتعيّن على تونس أن تتّخذه حياله. كما ترصد حركة العبور في الاتجاهين في معبري راس جدير وذهيبة واستعدادات السلطات الجهويّة والمجتمع المدني في ولايتي مدنين وتطاوين لمواجهة أي طارئ، فضلا عن تعزيز انتشار الوحدات الأمنية والعسكرية على كامل الشريط الحدودي وقرب المعابر لحماية سلامة التراب التونسي.
احتدام النزاع في ليبيا : هل يسرّع انفراج الوضع في الجزائر؟ ويعيد اللّحمة إلى الصفّ المغاربي؟
سؤالان يطرحهما السفير محمّد إبراهيم الحصايري الذي يشير في بداية مقاله إلى أنّه يبدو أنّ سنة 2020 ستكون من خلال بداياتها السّاخنة الصّاخبة سنة تحوّلات عميقة في العالم العربي عموما، وفي منطقتي الخليج والمغرب العربيّين خصوصا: المنطقة الأولى بسبب الاحتكاكات الخطيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إيران لا سيما في العراق الذي ما انفك ّيعاني من خلل فادح منذ سقوط بغداد سنة 2003، والمنطقة الثانية بسبب التدخّل العسكري التركي في ليبيا التي ما فتئت، هي أيضا، تعاني من خلل لا يقلّ فداحة، منذ سقوط طرابلس سنة 2011.
ولأنّ التطوّرات التي تشهدها الساحة الليبية ستكون لها، دون ريب،ارتداداتها في دول الجوار، فإنّ الدول المغاربية بالذات، مدعوّة، في نظره، إلى التعامل مع التدخّل العسكري التركي في ليبيا بصورة جماعية، إذ لن ينفع في درء خطره الداهم تحرّك كلّ دولة بمفردها.. غير أنّ هذا التعامل الجماعي يبقى رهين تحقيق توافقين: توافق داخلي في كلّ دولة من الدول المغاربية، وتوافق مغاربي على موقف موحَّد ممّا يجري على الساحة الليبية.
وفي هذا الإطار، يعبّر كاتب المقال عن الأمل في أن يدفع تأجّج الصراع في ليبيا بتونس إلى الخروج، عاجلا، من حالة الشغور والترقّب التي غرقت فيها نتيجة التأخّر في تشكيل الحكومة الجديدة، وعن الأمل فِي أن يسرّع الوضع المستجدّ في ليبيا انفراج الوضع الذي تعيشه الجزائر منذ أحد عشر شهرا... وذلك لسببين اثنين على الأقل، أولهما أنه يراد أن تكون الجزائر لشعبها آمنة مستقرة، وثانيا لأنّ المنطقة المغاربية هي الآن أحوج ما تكون إلى الجزائر الآمنة المستقرة حتى تكون أقدر على الوقوف في وجه العواصف القادمة...
وفيما يلي فهرس العدد:
الافتتاحيّة
• أخـــطـــاء وعِـــبـــر
عبد الحفيظ الهرڤـــام
شؤون وطنيّة
• نهاية التوافقات وبداية اســتـقـطاب جـديـد
رشيد خشانة
رأي
• على تخوم السّنة العاشرة
عبد العزيز قاسم
شؤون وطنيّة
• في ذكـرى الثورة الـتونسيـة : أهداف الثـورة وأوهامــهـا
عامر بوعزّة
• تــونـس عــلى وقـع المـأســاة الـلّيـبـيّـة
فرح شندول
مجتمع
• الغربة داخل الوطن
منجي الزّيدي
• يوميّات مواطن عيّاش : عمل ثورتو وروّح...
عادل الأحمر
اقتصاد
• الـتــأمـين في تــونــــس، ركود في النشاط وحريف يشتكي
خالد الشّابي
شؤون عربيّة
• السّلطان قابوس...سلطان العقل والحكمة
محمّد إبراهيم الحصايري
• احتـدام النــزاع في ليبــيـا، هل يسرّع انفـراج الوضع في الجــــزائر؟ ويعيد اللّحمة إلى الصــــفّ المغــــــاربي؟
محمّد إبراهيم الحصايري
شؤون دوليّة
• الأمــــن في منـــطقة المتوسط : فضــــاءات الحـــوار مــع الغــرب لا تحجب ضرورة إقامة منظومة أمنـيّــة عــربيــة فـــاعلـــة
محمّد لسير
من التّاريخ
• السّنوات العشرون عبر التّاريخ
د. الحبيب الدريدي
ثقافة وفنون
• المـسكوت عنه من الــتراث الفـلـسفـي اليوناني فـي التعبيـر القـرآنــي
د. الأسعد العيّاري
• التّرجمة والمثاقفة
رشيد الڤرڤوري
• «عالبار» عـودة إلى مــلحــمـة كــروية في سيـاق أزمة سياسية
د. ناظم الوسلاتي
أعلام تونسيّون
• صــالح عـزيـّـز : الجرّاح الفذّ والمناضل الوطني
حنان زبيس
إصدارات
• الشاذلي القليبي: «تونس وعوامل القلق العربي»
• صالح البكاري: «سفيرا بالمملكة المغربيّة»
بطاقة
• «كُـــثـــــر الــهـــمّ يضحّـــــــك»
الصحبي الوهايبي
- اكتب تعليق
- تعليق