صدور مـؤلّفـات لعـدد مـن رجـالات السـياسية والدبـلوماسيـة في تونـس

اللّافت للنظر في الآونة الأخيرة صدور مؤلّفات لعدد من رجالات السياسة والدبلوماسية في تونس جمعت بين أجناس أدبية مختلفة منها السيرة الذاتية والشهادة التاريخية والخواطر والتأمّل، فعلاوة على كتاب «بورقيبة زمن التحديّات والتطلّعات» لوزير الداخلية الأسبق الطاهر بلخوجة والذي نقدّمه في هذا العدد مع مقتطفات منه في ركن «إصدارات» يُعرض حاليا في المكتبات كتاب الباهي الأدغم الصادر عن دار «نيرفانا» وعنوانه «الباهي الأدغم، الزعامة الهادئة، ذكريات وشهادات وخواطر»، وذلك بعد مرور ما يناهز إحدى وعشرين سنة عن وفاة هذا المناضل الوطني الكبير والرجل الثاني في الدولة منذ الاستقلال إلى غاية إعفائه من منصب الوزير الأوّل في نوفمبر 1970 وتعويضه بالهادي نويرة. ويعتبر هذا المؤلَّف الذي يقع في 748 صفحة مرجعا مهمّا يتضمّن صفحات من تاريخ الكفاح الوطني ضدّ الاستعمار منذ بداية ثلاثينات القرن الماضي وسردا لمسيرة صاحبه النضالية في صفوف الحزب الحرّ الدستوري الجديد وتجربته في سجون المستعمر في تونس والجزائر، فضلا عن المهامّ الحزبية والحكومية التي اضطلع بها والأحداث المفصلية التي كان فاعلا فيها أو شاهدا عليها على الصعيد الوطني والمغاربي والعربي والدولي.

كما صدر عن دار الجنوب كتاب للشاذلي القليبي وزير الشؤون الثقافية ووزير الإعلام ومدير الديوان الرئاسي في عهد بورقيبة والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بعنوان «تونس وعوامل القلق العربي».وفي الكتاب خواطر عن الثورة التونسية وتحليل لوجوه من الإرث البورڤيبي وتامّل في مسألة الإسلام في مواجهة العصر، فضلا عن تناول موضوع التكامل العربي والقضية الفلسطينية وعوامل استقامة الحضارة.

كتاب آخر صدر عن «نظر» للنشر من تأليف صالح البكّاري الوزير المستشار ووزير الثقافة والسفير بالرباط سابقا وعنوانه «صالح البكّاري، سفيرا بالمملكة المغربية» وقد اجتمعت فيه معلومات وأفكار ومشاعر ومواقف إلى جانب بعض التحاليل والآراء انطلاقا من الفترة التي عاشها مؤلّفه سفيرا بالمملكة المغربية لمدّة ثلاث عشرة سنة فجاء الكتاب في شكل فصول عـن الحيـاة السياسية في المغرب وعن العـلاقات التونسيـة المغربية وعن عمل السفير والاتحاد المغاربي والعمــل الدبلوماسي من خلال العلاقات بالنظراء.

أمّا الدبلوماسي مولدي الساكري فقد صدر له عن دار «نقوش عربية» كتاب بعنوان «أدراج الرياح، مسيرة حياة دبلوماسي  تونسي» يستعرض فيه أطوار مسيرة دبلوماسية استغرقت زهاء 33 سنة أبحرت سفينته خلالها إلى مناطق مختلفة من العالم للعمل بها أو للقيام بمهمّات محدّدة عضوا في الوفود التونسية أو رئيس وفد وذلك من سنة 1979 تاريخ التحاقه بوزارة الشؤون الخارجية إلى غاية سنة 2012. وقد تقلّد طوال هذه المسيرة مناصب عدّة في الحقل الدبلوماسي منها بالخصوص قنصل تونس بنابولي وسفير تونس بكلّ من إيران وكندا وكوبا، وعلى الصعيد المركزي تولّى مهامّ مدير المغرب العربي واتّحاد المغرب العربي ومدير عام الشؤون الأفريقيّة والاتّحاد الأفريقي.