مليـونان و666 ألـف تلميـذ فـي سـنة 2032
تولَّت وزارة التربية (الإدارة العامة للدراسات والتخطيط) مؤخّرا ضبط ملامح الخارطة المدرسية التونسية من خلال دراسة تقييمية واستشرافية تناولت بالتحليل مدى استجابة هذه الخارطة للتطوّر الكمّي لقطاع التربية في أفق 2040. وتظهر الدراسة أنّ تونس تعدّ حاليا 6104 مؤسّسة تربويّة يؤمّها 2,174 مليون تلميذ (موسّسة في كلّ حوالي 17 كلم مربّع) وأنّ عدد التلاميذ سيبلغ ذروته في 2032 (1.405581 في الابتدائي و1.261337 في الإعدادي والثانوي) أي بزيادة تقدّر بـ 555 ألف تلميذ مقارنة بسنة 2019 - 2020.
ويُقدَّر متوسط الزيادة السنوية في عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية بـ 2 بالمائة (25 ألف تلميذ) وفي المرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي بـ 1,9 بالمائة (20000 تلميذ) أي ما يناهز 1,72 بالمائة في المجمل (45000 تلميذ).
وفي سنة 2032 سيرتفع عدد التلاميذ مقارنة بالسنة الحالية إلى 555 ألف تلميذ في جميع المراحل ما يستوجب إحداث مؤسّسات تربويّة جديدة مع إمكانية توسيع المؤسّسات القابلة لذلك لاستيعاب الزيادة المنتظرة. ففي التعليم الابتدائي يتعيّن إحداث 300 مدرسة وبناء 1872 قاعة تدريس (توسيع) وفي التعليم الإعدادي والثانوي من المطلوب إحداث 100 مؤسسة وبناء 2360 قاعة عادية وقاعة اختصاص وذلك بكلفة جملية تقدّر بـ 1.317 مليار دينار، وتبلغ الاحتياجات الإضافية من المدرّسين 30500 مدرّس. وبعد حصر عدد المؤسّسات التربوية وتوزيعها حسب الولايات وتاريخ الإحداث وتحديد نسبة الذكور والإناث فيها وكذلك نسبة الكثافة من حيث عدد التلاميذ حسب الجهات والمناطق تركّز الاهتمام في الدراسة على السؤال التالي: هل يمكن للخارطة المدرسية بمواصفاتها الحالية أن تستوعب التّحوّلات الديمغــرافية والتطور السكاني المنتظر؟
لمعالجة هذه المسألة، كشفت الدراسة عدّة تحديات منها تواصل ظاهرة الاكتظاظ في كلّ الجهات بدون استثناء وعدم توفّر رصيد عقاري في بعض المناطق خاصّة بمراكز المدن وعدم قابليّة بعض المؤسّسات للتوسعة وانعدام الاعتمادات المالية اللازمة للقيام بالإحداثات والتوسيعات المستوجبة. ومن بين المقترحات الواردة في الدراسة بناء وتجهيز مبيت في مراكز المعتمديات يستقطب تلاميذ التعليم الابتدائي لمواجهة ظاهرة الكثافة المنخفضة في عدد من المناطق الريفية وتقسيم المدارس المكتظّة القابلة للقسمة مع تطوير ذهنية البناء العمودي والنظر في إمكانية التعايش بين مختلف مراحل التعليم حسب خصوصيات المناطق وكذلك النظر في إمكانية تحويل مدارس ابتدائية إلى مدارس إعدادية أو معاهد والعكس صحيح وذلك حسب الحاجة، فضلا عن إيجاد الرصيد العقاري اللازم لإحداث مؤسسات تربويّة جديدة وتطوير مفهوم الخارطة المدرسية الاستشرافية والعمل على المدى البعيد وفق رؤية تمتدّ لأكثر من 20 عاما.
- اكتب تعليق
- تعليق