كيف قدّم خميّس الجهيناوي استقالته
طلب خميّس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية في وقت باكر من صباح اليوم الثلاثاء مقابلة رئيس الحكومة بعد أن اتّخذ مساء أمس قرار الاستقالة من منصبه إذ لم يحتمل الإهانة التي لحقته بتغييبه عن مقابلة رئيس الجمهورية قيس سعيّد مع وزير الخارجية الألماني وعدم تكليفه برئاسة الوفد التونسي في أعمال الندوة الوزاريّة للفرنكوفونية المقرّر عقدها يومي 30 و31 أكتوبر الجاري بإمارة موناكو والتي ستنظر بالخصوص في الاستعدادات الجارية لتنظيم القمّة الفرنكوفونية في تونس في العام القادم.
وعندما لم يتسنّ له مقابلة يوسف الشاهد عجّل بتوجيه رسالة الاستقالة إليه، وقد كتبها بخطّ اليد بأسلوب لائق وحسب القواعد المتعارف عليها في هذا الشآن.
وتلقّى خميّس الجهيناوي عند منتصف النهار اتّصالا هاتفيا من يوسف الشاهد لعيلمه فيه بإعفائه من مهامّه عملا بقاعدة "التداول على المسؤولية" وبتكليف كاتب الدولة صبري باشطبجي بتسيير الوزارة مع الأعراب له
عن شكره لما قدّمه من خدمات.
ودون أن يستفسر الجهيناوي رئيس الحكومة عن خلفية هذا القرار الذي أتى بعد استلام قيس سعيّد مهامّه رئيسا للجمهورية ذكّره بكامل اللياقة بأنّه كان قد بعث إليه برسالة استقالته، غير أنّ البلاغ الصادر عن رئاسة الحكومة لم يشر إلى الاستقالة وإنّما ورد فيه قرار إعفائه من مهامّه.
وكلّ من يعرف من قرب خميّس الجهيناوي يعلم أنّ هذا الدبلوماسي ذا المسيرة الطويلة التي تناهز 40 عاما رجل هادئ الطبع ، كتوم، متحكّم في أعصابه لا يظهر عواطفه وانفعالاته غير أنّ ما حدث يوم أمس الإثنين دفعه إلى الاستقالة.
كان خميّس الجهيناوي يتمنّى أن ينجح رئيس الجمهورية قيس سعيّد في مهامه وأن يبني على ما أنجزه سلفه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي من أعمال وأن يعزّز الإشعاع الذي حقّقته تونس على الساحة الدولية.
وكان يرجو أن يُوظِّف خبرته وإلمامه بالملفّات الدولية وشبكة علاقاته الواسعة مع أبرز الفاعلين في العالم في خدمة مصالح بلاده حيثما سيكون موقعه وأن تستفيد سلطاتها من هذا الرصيد الهامّ ، خاصّة وأنّ صلات مباشرة ملؤها المودّة والصداقة تربطه بأكثر من خمسين من نظرائه عبر العالم.
قراة المزيد
إعفاء عبد الكريم الزبيدي وخميس الجهيناوي وحاتم الفرجاني من مهامهم
- اكتب تعليق
- تعليق