ثورة تكنولـوجية في البــريــد التونسي (فيديو)

«البريد التونسي يتجدّد» هو شعار احتفال تونس باليوم العالمي للبريد الذي أشرف عليه أنور معروف وزير تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي. وبهذه المناسبة أعلن عن إنشاء «البنك البريدي» بعد مصادقة مجلس إدارة ديوان  البريد التونسي على بعث مؤسّسة خفية الاسم استعدادا لإحداث هذا البنك الذي جاء استجابة لمقترح بنك الشراكة الإفريقي (كاب بنك). وقد تمّ لهذا الغرض إحداث وحدة أعمال صلب ديوان البريد التونسي نظرت في هذا المشروع في ظرف قياسي (ستّة أشهر) وهي وحدة للتصرّف وفق الأهداف. ومن المنتظر عرض المشروع على مجلس وزاري مضيّق لإقرار جوانبه الإجرائية.

وأوضح جوهر الفرجاوي الرئيس المدير العام لديوان البريد التونسي في حديث خصّ به ليدرز أنّ هذا البنك الرقمي تصوّر جديد يعمل البريد التونسي على تجسيمه وأنّ دوره سيكون مكمّلا لدور البنوك المحلية والهدف منه الإدماج المالي لفئة تمثّل 39 بالمائة من مجمل سكّان البلاد لم تتوفّر لها فرص هذا الإدماج خلافا لبقية السكّان الذين يستفيدون من خدمات مؤسّسات بنكيّة وماليّة قريبة منهم جغرافيا. وسيستند هذا البنك الرقمي الذي سيمتلك البريد التونسي 80 بالمائة من رأس ماله إلى شبكة تعدّ قرابة 1100 مكتب بريد موزّعة على كامل تراب البلاد، إضافة إلى 67 مركز بريد متنقّل يجوب مختلف المناطق النائية داخل البلاد. وسيستثمر البنك أساسا في مجال التمويل الأصغر (méso-finance).

وبيّن جوهر الفرجاوي أنّه سيُنطلق في إنجاز هذا المشروع قبل نهاية سنة 2019 بالاستعانة ببنك أعمال رائد وقوي يقوم بعمليّة التأطير للوصول إلى مرحلة الحصول على الترخيص، مشيرا إلى أنّ الجزء الأوّل من المشروع يشمل جميع الخدمات البريدية باستثناء منح القروض الذي يقتضي اتّباع إجراءات معيّنة.

وبخصوص رقمنة البريد التونسي في إطار المنصّة D17 أكّد جوهر الفرجاوي أنّ الرقمنة خيار جوهري يضمن الاستغلال الأقصى للمصاريف، فلسفته تجديد مهنة البريد بتطويع الخدمات المقدّمة الحرفاء من مؤسّسات وأفراد حسب مقتضيات العصر خاصّة وأنّ التقدم التكنولوجي يسمح بتقديم خدمات ذات جودة عالية وبابتكار خدمات جديدة. وأضاف أنّ البريد التونسي الذي يعدّ من المؤسّسات الرائدة في العالم يسعى إلى ألاّ يكون المواطن في قطيعة مع الخدمات البريدية، باعتبار البريد التونسي أحد أذرعة الدولة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي ووسيلة من وسائل الإدماج في منظومة الإنتاج الوطني.

وذكر جوهر الفرجاوي  أنّ منصّة D17 تتميّز بوثوقية وسلامة معلوماتية عالية إذ هي حاصلة في هذا الخصوص على شهادة Passecare المعترف بها عالميّا، ملاحظا أنّ هذه المنصّة التي تتيح خلق ديناميكية محليّة من شأنها دعم الديناميكية على المستوى الوطني تشمل كلّ خدمات البريد من تسجيل التلاميذ في المدارس والمعاهد وشحن الهواتف وتسديد أقساط القروض الصغرى وتحويل الأموال بسرعة فائقة وشراء البضائع والخدمات بواسطة البطاقة الذكية.

وأفاد أنّ هذه البطاقة تسمح لمائتين وخمسين ألف عائلة معوزة بسحب المنح الاجتماعية واستعمالها في الدفع الالكتروني دون التنقّل إلى مكاتب البريد.

ومن بين مظاهر التجديد في عمل ديوان البريد التونسي ذكر جوهر الفرجاني شروع الديوان في تنفيذ تطبيقة جديدة وهي تطبيقة DIGI Facteur التي تحدّد مسار ساعي البريد بطريقة ديناميكية وتضمن رفع درجة الأداء نحو الأقصى في علاقة بالنفقات وهو ما سيسمح بتقديم خدمة أكثر نجاعة وبجودة أعلى. وأكّٰد أنّ استخدام هذه التطبيقة سيمكّن من متابعة توزيع الرسائل والطرود من الانطلاق إلى الوصول وهو ما سيشكّل ثورة في المجال اللوجيستي، معربا عن انفتاح البريد التونسي على كافة الشركاء والمؤسسات الذين بإمكانهم تحقيق فائدة من خلال التعامل معه في هذا المجال.