جاك شيراك الشغوف بالحضارات والفنون

المعروف عن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي توفي اليوم الخميس 26 سبتمبر 2019 بباريس عن سنّ تناهز 86 عاما شغفه الكبير بالحضارات الشرقية  وخاصّة اليابانية والصينية منها وكذلك بفنون وحضارات أخرى حرص على أن تخصّ بمتحف وهو متحف كاي برالنلي الذي يحمل اسمه. ويضمّ هذا المتحف نماذج من فنون إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا والأمريكيتين وحضاراتها.

ودفعه ولعه الشديد بهذه الحضارات إلى زيارة المتاحف كلّما زار بلدا من البلدان ولا سيّما اليابان الذي كان منبهرا بإرثه التاريخي والحضاري، علاوة على قراءة العديد من الكتب والمراجع حول تاريخ الحضارات، وغالبا ما كان يحمل معه في حلّه وترحاله واحدا منها، يقبل بنهم على مطالعته.

واهتمّ جاك شيراك كذلك باللغة والحضارة العربية . وقد طلب في سبعينات القرن الماضي من سفير تونس بباريس المرحوم الهادي مبروك أن ينصحه بأستاذ تونسي يعلّمه العربية فأبلغ الأمر إلى الوزير الأوّل آنذاك الهادي نويرة الذي انتدب له، بعد استشارة وزارة التربية، الأستاذ المرحوم المنصف بن محمود.

وقد عَلَّمَه هذا الأستاذ لفترة لغة الضاد قبل أن يعيّنه الهادي نويرة ، تكريما له، مستشارا بديوانه ثمّ مديرا عاما للإذاعة والتلفزة.

كان جاك شيراك محبّا للعالم العربي واتخذ إزاء قضاياه مواقف شجاعة سواء تعلّق الأمر بحقّ الفلسطينين في إقامة دولة مستقلّة على أراضيهم أو برفض مشاركة بلاده في التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال غزو العراق في سنة 2003. ولا يزال الكثيرون يذكرون بوافر التقدير غضبه من تصرفات أعوان الأمن الإسرائيلي خلال زيارته لأسواق مدينة القدس العربية المحتلة حينما حاولوا منع التحامه بالمواطنين الفلسطنيين فكان أن طلب منهم  بلهجة حادة الكفّ عن صنيعهم ، مهدّدا بقطع زيارته لإسرائيل.

وكان لجاك شيراك صدقات متينة في العالم العربي وخاصّة مع رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري. كما  كان شديد الإعجاب بتونس التي زارها عديد المرّات وزيرا وعمدةً لمدينة باريس ورئيسَ جمهورية وأشاد بنجاحاتها في المجالين الاقتصادي والاجتماعي التي وصفها بـ "المعجزة التونسية".

وخاض شيراك تجربة الكتابة فَأَلَّف ستة كتب، منها "خطاب لفرنسا في لحظة الاختيار"، و"بصيص من الأمل: تأملات في المساء من أجل الصباح"، و"فرنسا للجميع"، بالإضافة إلى كتاب "كل خطوة ينبغي أن تكون هدفا"، وهو عبارة عن سيرة ذاتية، تحدّث فيه عن أصول عائلته وحياته الاجتماعية والسياسية.