الرئيس محمّد الناصر في تأبين الرئيس الباجي قايد السبسي : كان رجل دولة بامتياز ونصيرا متحمّسا لقيم الديمقراطية

في موكب مهيب انتظم صباح اليوم بقصر الجمهورية بقرطاج حضره عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ووفود أجنبية تولّى رئيس الجمهورية المؤقّت محمّد الناصر تأبين فقيد الوطن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية يوم 25 جويلية الجاري.

وبنبرة غلب عليها التأثّر إلى حدّ البكاء استعرض الرئيس محمد الناصر مسيرة الراحل العظيم السياسية ونضاله من أجل تكريس قيم الجمهورية التي شاءت الأقدار أن يغيّبه الموت في ذكرى إحيائها وكذلك في ترسيخ الديمقراطية التي كان نصيرا
متحمّسا لها منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي إبان انعقاد مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري.

وقال رئيس الجمهورية المؤقّت متوجّها إلى روح الفقيد: "لقد قضيت عمرا في خدمة الشعب والدولة وناضلت وأنت في عنفوان الشباب صلب الحركة الدستورية بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة وكنت برفقته في أحلك فترات تاريخ تونس في سنة 1956 وخلال بناء الدولة ".

وأبرز التزامه الوطني من خلال تقلّده مسؤوليات سامية في الدولة قبل الثورة وزيرا للداخلية والدفاع الوطني ووزيرا للخارجية ورئيسا لمجلس النواب وبعد الثورة وزيرا أوّل وأوّل رئيس منتخب ديمقراطيا، ملاحظا أنّه بتحمّله هذه المسؤوليات يترك أثرا لا يمحى وبصمات لا تحصى في سبيل تعزيز هيبة الدولة وعلوية القانون.

وبعد أن ذكّر بنجاح الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في ضمان استقرار تونس وفِي تنظيم أوّل انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة في تاريخ البلاد في أكتوبر 2011،  أشار إلى ما أحدثه الفقيد من تعديل إيجابي للمشهد السياسي من خلال تأسيس حركة نداء تونس  وفِي ترسيخ التناوب السلمي للسلطة رئيسا للجمهورية.

وأكّد الرئيس محمّد الناصر أنّ الراحل كان رجل دول بامتياز ومهندس الوفاق الوطني والحوار الاجتماعي منذ سنة 2014، مذكّرا بما جمع بينهما من صلات شخصية ونضالية، من خلال العمل الوطني في الحزب والحكومة وفِي ملحمة بناء الدولة وكذلك إبان تأسيس حركة نداء تونس حيث انتصرا معا في انتخابات 2014.

وأضاف : سوف أتمّم مشوارك في خدمة الشعب متمسّكا بنفس القيم وبالسعي إلى التوافق حول مصالح الوطن وسوف نواصل مع شرعنا فيه معا لتعزيز المكاسب وتجسيد المطامح المشروعة للشعب... يا رفيق دربي غيابك ألم وخسارة للوطن .. لن تغادرنا
سوف تبقى معا رمزا وقدوة للوطن".

وعلى إثر كلمة رئيس الجمهورية المؤقّت تتالى على المنصّة الرئيس الجزائري المؤقّت عبد القادر بن صالح والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السرّاج والرئيس البرتغالي  مارسيلو ربيلو دو سوزا ورئيس جمهورية مالطا جورج فيلا  والملك الإسباني فيليب السادس  والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذين تقدّموا بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر التعاطف في هذا المصاب الجلل لأسرة الفقيد وللشعب التونسي. وأشادوا بالمسيرة الوطنية الزاخرة للرئيس الباجي قايد السبسي وبمكانته وبدوره على الساحتين الإقليمية والدوليّة ".