مناقب فقيد الوطن: درس حقيقي، على السياسيين إجادة قراءته وحسن استثماره
على إثر وفاة رئيس الجمهورية السيد محمد الباجي قائد السبسي تعبّر الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية عن صادق تعازيها لأفراد عائلته ولكلّ التونسيين وخصوصا منهم المنتمين للفكر الديمقراطي الذي هيّأ لانتصار مبادئ الحرية ولفتح باب الممارسة الديمقراطية بعد سقوط جزء من هياكل النظام السابق إثر ثورة 14 جانفي 2011.
لقد كان المرحوم الباجي قائد السبسي من الثلة القليلة لرجال ونساء السياسة في تونس الذين استلهموا فكر أحمد التليلي وبادروا بمطالبة المرحوم الحبيب بورقيبة توخّى النهج الديمقراطي في تولّي المسؤوليات داخل الحزب الحاكم آنذاك، كخطوة أولى نحو انتهاج الديمقراطية أسلوبا للحكم بالبلاد...
كما كان من الذين ناهضوا، بعد الثورة، استئثار "الإسلاميين" بالسلطة وعمل على مقاومتهم بأسلوب ديمقراطي، وتمكّن من إحداث توازن سياسي ساهم في تقليص حجمهم وإكراههم على عديد التراجعات، أصبغوا عليها فيما بعد صفة المراجعات...
أمّا على الصعيد الجامعي فقد كان الباجي قائد السبسي من بين الذين أدانوا سنة 2012 التدخّلات السافرة والمشوبة بشتى أشكال العنف في عدّة أجزاء جامعية من قِبل عناصر متطرّفة، عمّدت نفسها ناطقة باسم الدين، لكي تنال من الحريات الأكاديمية وتُخضع الجامعة التونسية لرؤاها وطقوسها الموغلة في السلفية...
ترى جمعيتنا في كلّ تلك النماذج من المبادرات والمواقف المشرّفة التي اتخذها المرحوم الباجي قائد السبسي على مدى حياته السياسية رسائل علينا أن نُجِيد قراءتها ونقدّرها حقّ قدرها لكي نمضي في اتجاهها حتى تبلغ غاياتها المتمثّلة في إنشاء مجتمع مدني وسطي متشرّب بروح الديمقراطية ومناضل من أجل المساواة والإنصاف ومزيد الحريات... كشروط لا غنى عنها لإنشاء منوال تنموي يضمن حدّا أدنى من المناعة للبلاد ومن الكرامة لسكانها.
رئيس الجمعية
حبيب الملاخ
- اكتب تعليق
- تعليق