أخبار - 2019.06.08

إن هذا لشيء فوق العجاب: شتّان ما بين هذين الخطابين...

إن هذا لشيء فوق العجاب: شتّان ما بين هذين الخطابين...

بقطع النظر عن نزاهة الدوافع والغايات، وعن صدق النوايا والمقاصد، ولمجرد المقارنة، أريد أن تتوقفوا معي عند الخطابين التاليين:

في حين لم يتردد بابا الفاتيكان، خلال زيارته الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة في إدانة الحرب في اليمن وعليه، وفي التنبيه إلى عواقبها "الكارثية" والتأكيد في "لقاء الأخوة الإنسانية" الذي استضافته أبو ظبي على "أن الحرب لا يمكن أن تؤدي لشيء سوى البؤس، وأن السلاح لا يجلب إلا الموت"،

وفي حين لا يفوّت بابا الفاتيكان فرصة ليجدّد نداءاته المتكررة من أجل وقف الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في سوريا التي يصفها بـ"الحبيبة والجريحة"، وليدعو من أجل أن يضيء النور ضمائر القادة السياسيين والعسكريين، حتى تنتهي سريعا للمذبحة التي أودت بحياة مئات الالاف من الضحايا، وتسببت في تهجير الملايين، وأوقعت عامة الشعب السوري في البؤس والشقاء،

وفي حين لا ينفك بابا الفاتيكان يدعو إلى رفض منطق القوة المسلحة في اليمن والعراق وليبيا، وغيرها من بلدان العالم، ويناشد القادة السياسيين والذين يتحملون المسؤولية عن الشعوب التحرك بحكمة وتبصر من أجل مصلحة شعوبهم ومن أجل بناء علاقات ثقة بين أعضاء الأسرة الدولية،

وفي حين لا ينقطع بابا الفاتيكان عن الصلاة للسلام، وعن دعوة "كافة الناس" الى المواظبة على الدعاء من أجل أن يسود العدل والسلام العالم، وعن مناشدة القادة السياسيين من أجل اللجوء إلى أدوات الدبلوماسية والحوار والتفاوض، للحفاظ على حياة الناس وحمايتهم من ويلات الحرب،

في هذا الحين بالذات... يخرج علينا القادة العرب من مكة المكرمة ومن قمتهم الطارئة بجوار الكعبة المشرفة لينادوا بـ"تكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات إيران التي تعرض الأمن والسلم في المنطقة للخطر، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والوقوف بكل حزم وقوة ضد أية محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى، سواء قامت به إيران أو عبر أذرعها في المنطقة".

ألم أقل إننا نعيش زمن "الأعاجيب" التي تجاوزت حدود الخيال، وأطراف المعقول، لا وطنيا فحسب وإنما عربيا أيضا، فالأشياء التي تحدث على الساحة العربية كالأشياء التي تحدث على الساحة الوطنية لم تعد "عجابا" فقط، بل فاتت العجاب بأشواط وأشواط حتى باتت "فوق العجاب"... ولا حول ولا قوة الا بالله...

محمد إبراهيم الحصايري
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.