أخبار - 2019.05.12

عبد الوهّاب بن عيّاد: قصّة نجــاح رجــل أعمــال فذّ

عبد الوهّاب بن عيّاد: قصّة نجــاح رجــل أعمــال فذّ

عبد الوهاب بن عيّاد الذي توفّي مساء يوم الخميس 4 أفريل 2019 كان بلا منازع رائد تربية الدواجن في تونس بالطرق العصرية وواحدا من كبار المستثمرين في الصناعة والفلاحة والسياحة والترفيه (مركّب المدينة بالحمامات الجنوبية) يتميّز بثقافة استثنائيّة في مجال بعث المؤسّسات.

ويروي الفقيد في مقدّمة كتاب صدر بمناسبة إدراج مجمع بولينا بالبورصة سنة 2008 بداية قصّة نجاحه حيث ذكر أنّه في الوقت الذي كان يحزم فيه أمتعته في سنة 1967 للهجرة نحو كندا رفقة زوجته أمينة للعمل في مجال البحث العلمي أثنته عن ذلك، وتحديدا يوم 14 جويلية من تلك السنة، فكرة إطلاق شركة بولينا. فقد دبّ في نفسه الملل وهو يعمل في وزارة الفلاحة إثر عودته من باريس حاملا لشهادة مهندس في الفلاحة في ظرف كانت فيه البلاد تعيش أوج التجربة التعاضدية التي لم تكن لتثير حماسه .كما أنّ زوجته أمينة المتخصّصة في البيولوجيا في علاقة بتربية الدواجن كانت تتطلّع بشوق كبير إلى العمل والنشاط.

وبمعيّة البعض من الأصدقاء وبمال قليل أقرضه إيّاه والده الذي باع منزل العائلة كانت نشأة بولينا. وما لبثت شركة بولينا أن أصبحت مجمعا في ظرف وجيز. ويعود الفضل في ذلك إلى المؤسّسين والشركاء والإطارات والعملة من الرجال والنساء ومن التونسيين والأجانب الذين أسهموا في تجسيم طموح جماعي. وقد أدّى الإيمان العميق بجملة من القيم وسداد الرؤية ونجاعة منظومة التسيير التي تكرّست طيلة خمسة عقود إلى بعث 74 مؤسّسة موزّعة بين 6 أقطاب متخصّصة في تربية الدواجن والصناعات الغذائية والخدمات والصناعة وصناعة الخزف وصناعة التعليب والبعث العقاري لتشكّل مجمع بولينا. وقد قُدّر معدّل نسبة نموّه بـ 35 بالمائة في حين أنّ هذا المعدّل لم يكن يتجاوز 25 بالمائة في الشركات العالمية الكبرى منها شركات بلدان شرق جنوب آسيا.

وقد تمّ تحقيق هذا الإنجاز الباهر دون الاعتماد على ماركة عالمية أو الحصول على رخصة من أيّ جهة إنتاجية كانت.

وقد تمكّن المجمع الذي توطّدت ركائزه في تونس واتّسعت دائرة نشاطه إلى بلدان المغرب العربي والمملكة العربية السعودية والصين  وبلدان أخرى في تشغيل 7 آلاف شخص يعملون مباشرة لفائدته وفي إحداث 5000 موطن شغل بشكل غير مباشر من خلال الشركاء عن طريق المناولة الناتجة عن انتشار المجمع وهو ما جعله في صدارة المشغّلين في القطاع الخاصّ في تونس.

ولم يسهم المجمع فقط في مضاعفة استهلاك اللحوم البيضاء في تونس خمسين مرّة بل كان وراء توفير منتجات جديدة كتربية الديك الرومي والمارغرين (الزبدة النباتية) وتركيز شبكة واسعة من نقاط البيع «المزرعة» لترويج اللحوم البيضاء وباقي منتجات المجمع. وكانت بولينا رائدة في تحويل المئات من أجرائها إلى باعثي مؤسسات تسدي خدمات لها وتزوّدها بالمنتوجات المطلوبة، علاوة على إدخال تقنيات جديدة في مجال التبريد والتصرّف في النفايات الصلبة والسائلة.

وبفضل نموّه المطّرد وتراكم تجاربه وتوخّيه أقوم مناهج التصرّف وأحدثها مثّل مجمع بولينا نموذجا للتطوّر الاقتصادي العصري من خلال نزعته إلى تثمين الموارد البشرية والتجديد في أساليب الإنتاج والانفتاح على الأسواق الخارجية. كما غدا قصّة نجاح ملهمة، حاملة لدروس وعِبر على صعيد بلدان الجنوب كتب صفحاتها الفقيد عبد الوهاب بن عيّاد رجل الأعمال الفذّ بما تميّز به من جرأة وإقدام وبعد نظر.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.