الهادي التركي, الفــنّـان المبــدع الذي أحبّ الناس فــأحبّـــوه

الفــنّـــان التشكيــلــي الهـــادي التركي الذي رحل عنّا يوم الأحــد 31 مارس 2019 عن سنّ ناهز 97 عاما هو واحد من أبرز الرسّامين التونسيين وآخر الأعضاء المؤسّسين لما أصطلح على تسميته بمدرسة تونس التي برزت سنة 1948.لم يكن فنّانا عصاميا بل كان خريّج أكاديمية الفنون الجميلة بروما وجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وقد جمع بين الرسم والتدريس إذ كان أستاذا مساعدا لفنّ الرسم بمدرسة الفنون الجميلة بتونس لثلاثة عقود وتتلمذ له العديد من الفنّانين التشكيليين التونسيين. ساهم الفقيد في تأسيس الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية سنة 1968 وكذلك اتحاد الفنّانين التشكيليين العرب وكان عضو اللجنة التنفيذية للجمعية الدولية للفنون التشكيلية بباريس التابعة لليونسكو ثمّ مستشارا بها مدى الحياة.

وحسب الناقد خليل قريعة «يعتبر الرجل من خبراء الرسم الخطّي القلمي في العالم العربي وأعلامه، فضلا عن زميله الفنّان الراحل عبد العزيز الڤرجي وشقيقه الراحل زبيّر التركي وكان من المعجبين بأسلوب الفنّان الفلسطيني إسماعيل شموط والراحل عمَّار فرحات وقد ساهم في التعريف بتجربته من خلال محاضراته». أقام العديد من المعارض داخل تونس وخارجها وله عدّة أعمال في عدّة متاحف وأسندت له أوسمة من الدولة والجمعيات التونسية.

الهادي التركي المولود بحي الحلفاوين بتونس العاصمة والذي اتخذ من سيدي بوسعيد مقرّا لسكناه ومرسمه كان وجها اجتماعيا وثقافيّا محبوبا من الجميع يتنقّل بين ربوع البلاد التونسية مثل القيروان. ويذكر خليل قويعه أنّه كان يلتقي في هذه المدينة «بزملائه وطلبته وتراه شغوفا بزيارة أدقّ تفاصيل المدن وأنهجها وأسواقها وساحاتها ومتواصلا مع أحبابه هناك ومختلف شرائح الناس وتراه يخاطب الناس تارة ويرسم ما يشاهده تارة أخرى... ثمّ يهدي لهم ما رسمه أمامهم بأقلام الرصاص والأقلام الفحمية».

تميّز الهادي التركي، علاوة على طرافة أسلوبه الفنّي ومقاربته الجمّالية، بالعفويّة في القول والسلوك ونقاء السريرة وطلاقة اللسان فكان بحقّ فنّانا استثنائيا أحبّ الناس فأحبّوه.ٍ

ع.ه