أخبار - 2019.05.03

بمناسبة اليوم الوطني للدبلوماسية التونسية: نحو أكاديمية دبلوماسية رائدة في ترسيخ تعددية الثقافات (فيديو)

بمناسبة اليوم الوطني للدبلوماسية التونسية: نحو أكاديمية دبلوماسية رائدة في ترسيخ تعددية الثقافات

اليوم، الجمعة 3 ماي 2019، يتم الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية التونسية الذي يصادف، هذه السنة، الذكرى الثالثة والستين لصدور المرسوم الذي أنشأ وزارة الشؤون الخارجية.

ويتميز هذا الاحتفال الذي يشرف عليه رئيس الجمهورية بوضع الحجر الأساس للأكاديمية الدبلوماسية التي سيتم تشييدها في إطار التعاون التونسي الصيني والتي يُنتظر أن تضم عدة اقسام، وأن تكون مهمته تأمين التكوين والتكوين المستمر للدبلوماسيين التونسيين والأجانب (خاصة العرب والأفارقة).

وستضم الأكاديمية أيضا مركزا لتعليم اللغات الأجنبية لفائدة الدبلوماسيين التونسيين، واللغة العربية للدبلوماسيين الأجانب القادمين من الدول الإفريقية والآسيوية والغربية.

وعلاوة على ذلك، وانطلاقا من أنها ستكتسي شكل مؤسسة ذات طابع دولي للبحوث،يُنتظر أن تٌجَهَّز بمخابر لمتابعة الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، ودراستها وتحليلها والتخطيط للمستقبل وفقا لمنهجية استشرافية استباقية.

وسيكون للأكاديمية مجلس علمي يضم باحثين تونسيين وأجانب، ويتم في إطاره تنظيم لقاءات يشارك فيها خبراء وباحثون تونسيون ومن البلدان الشقيقة والصديقة.

وحرصا مني على المساهمة في الاحتفال بهذه الذكرى،فإنني أريد أن أتقدم إلى الجهات المعنية بهذا الاقتراح الذي أرجو ان يجد منها آذانا صاغية.

ويتعلق الأمر بقيام "المعهد الدبلوماسي للتكوين والدراسات" الذي سيترك مكانه للأكاديمية عند تجهيزها، بتنظيم لقاء، على هامش أو بمناسبة القمة الفرنكوفونية التي ستستضيفها بلادنا في شهر نوفمبر 2020 والتي سيتزامن انعقادها مع الذكرى الخمسين لميلاد المنظمة الدولية للفرنكوفونية، يجمع الأكاديميات والمعاهد الدبلوماسية في مختلف بلدان المناطق التي تنتمي اليها تونس (المغرب العربي، العالم العربي، إفريقيا والمتوسط).

وانطلاقا من أنه من المُقرّر أن تقع برمجة سلسلة من الأحداث الموازية لمواكبة القمة الفرنكوفونية، فإن اللقاء المُقْتَرَح يمكن أن يندرج ضمن هذه السلسلة، وأن يتم تنظيمه بالتعاون مع المكتب الجهوي للمنظمة الدولية للفرنكوفونية في المغرب العربي الذي سيتم تركيزه في تونس، وعند الاقتضاء مع شركاء آخرين.

والمقترح ان تدور أشغال اللقاء حول موضوع "الاكاديميات والمعاهد الدبلوماسية وتعددية الثقافات" وأن يكون هدفه المزدوج:

1 - القيام بعملية تفكير جماعية مُعَمَّقَة في الدور الذي ينبغي للأكاديميات والمعاهد الدبلوماسية أن تضطلع به في الظرفية الإقليمية والدولية المعقّدة الراهنة التي تطغى عليها التوترات والنزاعات والأزمات بكافة أصنافها، الاقتصادية والمناخية وخاصة الأخلاقية التي تفاقم من الإحساس بمشاعر الخوف من الآخر تدفع الى الحذر منه.

وبعبارة أخرى، فان المطلوب من اللقاء مناقشة المساهمة التي يمكن للأكاديميات والمعاهد الدبلوماسية أن تقدمها، من خلال نوعية التكوين الذي توفره لروّادها، حتى يكون خرّيجوها من دبلوماسيّي المستقبل قادرين على الإسهام في ترسيخ قيمة "العيش معا" (أو العيش المشترك) وفي توثيق الاواصر بين الشعوب والدول والثقافات على المستويين الإقليمي والدولي.

2 - القيام بعملية تبادل للأفكار والتجارب، بما يمكننا من تدقيق التوجّهات وخط السير الذي نعتزم تحديده لأكاديميتنا الفتيّة التي ينبغي التذكير بأنها يُنتظر أن تنطلق في العمل في غضون سنتين.
وفي هذا النطاق، ألاحظ أنه بالنظر إلى حجم الأكاديمية واحتياجات بلادنا المحدودة في مجال التكوين الدبلوماسي، فإنها ستكون مدعوة، وجوبا،إلى الانفتاح على البلدان الشقيقة والصديقة، غير أنها لكي تتمكن من إرساء تعاون متين ومنتظم مع هذه البلدان لا بد من أن تقدم لها "قيمة إضافية" هي التي تميزها عن مثيلاتها من الأكاديميات والمعاهد.

وفي رأيي، فإنّنا يمكن أن نبحث عن هذه "القيمة المضافة" في الدور الذي ينبغي أن تلعبه الأكاديمية في ترسيخ تعددية الثقافات التي أصبحت اليوم حاجة عالمية اكيدة وأولوية ملحة.

وإذا وضعنا في الاعتبار الثوابت التي ميزت على الدوام سياستنا الخارجية، وطموح بلادنا المشروع إلى أن تكون جسرا حقيقيا بين القارتين الإفريقية والأوروبية، فإن جعل أكاديميتنا "أكاديمية رائدة في ترسيخ تعددية الثقافات" يمكن أن يكون عامل جذب قويّ لدبلوماسيي البلدان الشقيقة والصديقة.

وأعتقد أنه من المهم أن نبدأ من الآن بإشاعة هذه الصورة عن أكاديميتنا، وسيكون اللقاء المقترح مناسبة نبعث من خلالها رسالة بليغة فحواها أن تونس الوفية لمبادئها وتقاليدها في العمل الدبلوماسي المتوازن الرصين تريد أن تساهم في مواجهة التحديات الجديدة لعالمنا الذي تزداد مصالحه تشابكا بصورة غير مسبوقة، من خلال الانخراط في العمل على وضع ما أمكن من الممرات الحوارية والتضامنية بين ثقافاته المتعددة.

محمد إبراهيم الحصايري

سفير سابق

المقال بالفرنسية

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.