محمد إبراهيم الحصايري: مقترحات من أجل أن يكون خيار تونس الإفريقي متكاملا

محمد إبراهيم الحصايري: مقترحات من أجل أن يكون خيار تونس الإفريقي متكاملا

تواتر الحديث، خلال السنوات القليلة الماضية، عن ضرورة تعزيز العلاقات وتمتين الروابط التي تجمع بين بلادنا وبين القارة السمراء كخيار استراتيجي، غير أن خطابنا عن هذا التوجه حديث العهد اكتسى حتى الآن طابعا سياسيا واقتصاديا بشكل يكاد يكون حصريا، ولولا وجود بعض التظاهرات الموسمية التي اعتادت بلادنا أن تنظمها بمشاركة افريقية، على غرار أيام قرطاج السينمائية، لكان البعد الثقافي غائبا عن هذا الخطاب غيابا تاما...

وفي رأيي، فإن شراكة تونس مع القارة الإفريقية ومعدولها لا ينبغي أن تقتصر على السياسة والاقتصاد بما يعنيه من استثمار وتجارة وصناعة وزراعة ونقل وطاقة وصحة وتربية وتكنولوجيات اتصال وغيرها...وإنما ينبغي أن تشمل الثقافة والفنون وأن تمتد إلى الميدان الأكاديمي... فبدون ذلك لا يكون خطابنا عن هذه الشراكة وتمشينا في بنائها متكاملين...

وتأسيسا على ما تقدم، وانطلاقا من قناعتي بأهمية مواكبة الجهات التونسية المعنية بهذه الميادين للتحركات الجارية على الصعيدين السياسي والاقتصادي ومعاضدتها، فإنني أريد ان أتقدم إليها بالمقترحين التاليين:

1 - بالنسبة إلى وزارة الثقافة والهيئات ذات الصبغة الثقافية والفنية على غرار اتحاد الكتاب التونسيين واتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وما شابههما: وضع خطة عمل مشتركة و/ أو خاصة بكل هيئة منها، من أجل أن يعمل الأدباء والفنانون والمبدعون التونسيون عموما على نسج شبكة من العلاقات المتينة مع نظرائهم الأفارقة، بما يساعد، من خلال التواصل والتزاور وتبادل المشاركات، على التعريف بتونس وبقدراتها وحضارتها في الدول الافريقية، من ناحية، ومن ناحية أخرى على خلق حس إفريقي عند عموم التونسيين، هو ضروري لترسيخ خيار التوجه نحو القارة السمراء.

2 - بالنسبة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات التونسية: وضع خطة عمل لتعزيز التعاون الأكاديمي بين تونس وبين الدول الافريقية من خلال الربط بين الجامعات التونسية ونظيراتها الإفريقية، عن طريق التوأمات، وتبادل الزيارات بين الأساتذة، والدورات التدريبية بين الطلبة، والإشراف المشترك على إعداد الاطروحات، والقيام بدراسات أو بحوث علمية مشتركة... وهو ما من شأنه أن يمكن الطلبة التونسيينمن التعرف على البيئة الافريقية، والطلبة الافارقة على البيئة التونسية...

وتدعيما لهذه الخطة، سيكون من المناسب ومن المفيد في آن واحد، أن تبادر الجامعات التونسية أو بعضها بإحداث كَرَاسٍ أو أقسام للدراسات الإفريقية حتى تسهم في التعريف بالقارة وبدولها وفي تحسيس الاجيال الجديدة من طلبتنا بوجاهة التوجه نحو التعاون معها...

محمد إبراهيم الحصايري

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.