الإذاعـة التـونسية في عيدها الثمانين: الـولادة القـيـصـريـة
تاريخ صدور هذا العدد من ليدرز العربية يصادف احتفال الإذاعة الوطنية بعيدها الثمانين. ففي 15 أكتوبر 1938 بعمارة تقع ببطحاء المكتب الإسرائيلي، ساحة العُمْلة حاليا، تم بصورة رسمية تدشين راديو تونس بقسميه الفرنسي والعربي. وجاء من باريس لهذا الغرض وزير البريد الفرنسي الذي كانت مؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرنسية من مشمولاته وبهذا الاعتبار شكَّل راديو تونس، على غـــرار كل الإذاعــات المنتشرة في مقاطعات فرنسا، إدارة جهــوية تتبع المؤسسة الأم عضويا وإداريا منها تتلقى ميزانيتها وتراتيب تسييرها بما في ذلك التعيينات والترقيات. وكان الشاعر السريالي الفرنسي المـــعروف فيليـب سوبو (Philippe Soupault) أول مــدير جهوي يُعيَّن على رأسها. ومن البديهـ أن تشرف الإقامة العامة على محتوى البرامج السياسي.
السؤال هــــو ما الذي دعـا ليون بلوم (Léon Blum) رئيـــس حكومة الجبهة الشعبية المتفتحـة في الظاهــر على طموحـات الشعـب التونسي إلى اتخاذ قرار إحداث هذه الإذاعة؟ كان التبرير المعلن هو نشر الثقافة الفرنسية. وهذا وارد والإذاعة قادمة لا محالة وقد بدأت إرهاصــاتها قبــــل ذلك بسنتين أو ثلاث من خلال محاولات بثّ إذاعي هنا وهناك. إلا أنّ السبب الحقيقي الذي عجّل بهذا الإنجاز هو أنّ طبول الحرب العالمية الثانية توشك أن تدق وأنّ رحاها تنذر بأنّ تدور أرضا وبحرا وسماء وأثيرا أي أنّ الدعاية ستكون وقودا لحرب الأمواج، حرب التحريض والتضليل وشحن الشعوب المُوَلّى عليها لاستمالتها وتعبئتها نصرة لمشاريعها التوسعية على حساب المحتل المقابل. كان العالم العربي يرزح تحت نير الاستعمارين الفرنسي والبريطاني مغربا ومشرقا وكانت إيطاليا غير قانعة بليبيا التي احتلّتها بعد حرب في منتهى الضراوة.
كانت إيطاليا الفاشية الموسولينية تعتبر نفسها، لأسباب تاريخية معروفة وباعتبارها وريثة الإمبراطورية الرومانية، أحقّ من فرنسا بامتلاك تونس وأحقّ من بريطانيا بالاستيــــلاء على مصـــر وبــلاد الشــام. لذلك عمدت سنة 1934إلى مغازلة العرب واستقطاب قـــواهم الوطنيـــة عن طريق إحداث أوّل إذاعة ناطقة بالعربية في أوروبا هي راديو «بــــاري» باسم مدينة تلقّب بـ»باب الشرق» تقع جنوبي شرق إيطاليا.
كان راديو باري يُشغِّل مذيعين عربا من بينهم تونسيون ( أشهرهم المسرحي الراحل محيي الدين بن مراد الذي كان ينتج في الخمسينات برنامــــج «عصفور سطح») واستطاب الكثير مـــن المستمعين العرب هجوم الإذاعة الإيـــطالية على عجـــوزي الاستعمار بريطانيا وفرنســا كما استحسنوا انحيازها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقد بدأت تشتـــدّ عليه وطأة القوى الصهيونية بتواطؤ أنجلوسكسوني مكشوف. والجدير بالذكر أنّ الزعيم الحبيب بورقيبة لمّا حرّره الألمان ورفاقه من سجن «فانسيا» (ضواحي ليون) استلمته السلطات الإيطالية من باب التكريم والاستمالة عسـى أن يدعو الشعب التونسي إلى مساندة قوات المحور فكان أن أدلى بأوّل تصريح له بعــد إطلاق سراحه إلى إذاعة باري (أفريل 1943) وفيه أبدى براعة فائقة في التملّص من أي التزام قبل أن يعود إلى أرض الوطــن والاطلاع على حقيقة الأوضاع هناك ومعلوم أنّه كـــان في دخيلة نفسه مقتنعا بأنّ الانتصار سيكون حليف الحلفاء وأنّ مصلحة تونس تقتضي الوقوف إلى جانب الرابحين.
ولدرء الدعاية الفاشية تحرّكت بريطانيا فتمّ في الثالث من شهر جانفي/يناير 1938 إحداث قسم عربي تابع للبي بي سي تميَّز منذ بداياته باحترافية عالية لا تتوفّر عنــد الإذاعة الإيطالية. إلا أنّ الإذاعة البريطانية سرعان ما وجدت نفسها مضطرة إلى خوض معركة كلاميــة طاحنــة مــع إذاعة عربية اللسان جديدة هي إذاعة برلين (سبتمبر 1939) وكان سرّ نجاح هذه الإذاعة أنّها توفّقت إلى اختيار عناصر إعلامية عربية عالية الكفاءة على رأسهم رجلان: العراقي يونس بحري والتونسي عبد الرحمن ياسين.
لقد كتب يونس بحري عن نفســـه وعن تجاربه ومغامراته الكثير وكُتِب عنــه الكثير. هذا الرجل حرّك المشاعـــر وألهب الأحاسيس الوطنية مـــن خـــلال تعاليقه النارية التي يبدأها بإعــــلانه الشهير «هنا برلين، حيّ العــرب» داعيا إلى الوحدة العربية في مواجهة الاستعمار والصهيونية والعملاء. هذا الخطيب الكارزماتيكي كان في ذاته أسطورة: يتكلّم سبع عشرة لغة وقد تجوَّل عبر أنحاء العالم تحت اسم «السائح العراقي». تزوج شرعا أكثر من تسعين امرأة من مختلف الجنسيات وترك زهاء مئتي ولد، احترف عشرات المهن من بينها مفتي في النهار ومنشّط ملهى ليلا، جالس الملوك والرؤساء كما جالس الصعاليك، عـــاش في بذخ فاحش ومات في فقر مدقع لو اعتنى به مخرج تلفزي وانكب على أطوار حياته العجيبة لأنتج مسلسلا لا يصدّق...
كانت المذاييع نادرة. في طفولتي كنت أذهب إلى بيت الجيران لأستمع إلى أخبار يونس بحري وتعاليقه التي كانت ضربا جديدا من فنون الأدب الشفوي ولم أطَبِّقْ مفهوم عبــــارة «سحــر البيـــان» إلاّ على ما كـــان ينطق بــه. علمني بلاغة اللغة العربية و«راديو فونية» الصـــوت وجمالية الإلقاء. قبل يونس بحري لم أعرف من لغة الضاد إلا ركاكة الوعظ وسوء أداء الأئمة. هذا المذيع والمعلق الاستثنائي هو الذي طعَّمني بفيروس المهنة فقررت أن أكون مذيعا ولم يكن ذلك بالأمر الميسور على الإطلاق بالنسبة إلى فتى ريفي مثلي. وكان ما كان. في الخمسينات دخلت الأستوديو وفي الثمانيات تسلّمت مفاتيح الدار. وتلك حكاية أخرى. وفي كتابي «غرب حياة» (L’Occident d’une vie, L’Harmattan, 2016) خصّصت يونس بحري بفصل مطوّل.
أمّا الرجــــل المهــم الثاني في راديو برلين، أعني التونسي عبد الرحمن ياسين، فقد غمره النسيان لأسباب منها أنّه توفّي بعيد الحرب في منفاه الإسباني. ثم زُجَّ به في دهاليز المسكوت عنه تكتما على نخبة وطنية حاولت بصدق أن تلعب ورقة المحور لإخراج تونس من ليل الاستعمار. كان تقديرها خاطئا لكن ذلك لا ينقص من حبها للوطن ومن نضالها التحـــريـــري. عبد الرحمن ياسين كان من هؤلاء. كان مثقّفا يجيد، إلى جانب العربية، الفرنسية والألمانية والإيطالية يقرأها بطلاقة ويكتبها بأناقة. حدثني عنه بشغف صديقان عرفاه هما المرحومان الدكتور الطاهر بن عز الدين والإذاعي الزميل علي العيساوي وسألت عنه ابن أخيه الدكتور حاتم ياسين بدون طائل يُذكر ويظل عبد الرحمن ياسين اسما مبعثرا في فتات الأنترنيت. وتلك مقادير الناس. هناك عباقرة لم يجدوا موطئ قدم في ذاكرة التاريخ. عندما كنت أستاذا بمعهد الصحافة دعوت طلبتي إلى الاهتمام بحرب الأثير في تلك الفترة التي ظلت مجهولة عندنا رغم ما ذاقته تونس من أهوال وما قامت به من محاولات تحررية.
كـــان عبـــد الرحمن ياسين مكلّفا بقسم المغرب العربي في راديو برلين قام بحملة حامية ذكية دعا فيها الشباب المغاربي إلى العصيان العسكري بعدم الاستجابة للتجنيد وبالفرار من الجندية مؤكدا أنّ الحلفاء يستعملونهم، بدلا من الخنازير، لفتح المسالك داخل حقول الألغام، فضلا عن كون هذه الحرب ليست حربهم. ومن المواقف المتكتم عليها سعيُ عبد الرحمن ياسين لدى السلطات الألمانية في شخص وزير الدعاية جوزيف غوبلس للتعجيل بإطلاق سراح بورقيبة ورفاقه. لقد ضاقت سلطات الاستعمار ذرعا براديو برلين إلى حدّ أنّها استخدمت أكبر محطات التشويش للتغطية عليه إضافة إلى أنّ بريطانيا وفرنسا جرّمتا الاستماع إلى صوت برلين وعاقبتا عليه بالسجن.
وفي غمرة تلك المرحلة القلقة الحاسمة في العالم ماذا كان دور راديو تونس؟ هناك قولة للشاعر جان كوكتو ذهبت مثلا: «الينبوع يستنكر على الدوام تقريبا مسار النهر». كذلك كان الشأن بالنسبة إلى راديو تونس. أُريدَ له أن يكون تلهية عن «الأبواق» العدوة المحرضة على العصيان فإذا به يحصل على نوع من الاستقلال الداخلي تبلور أولا في أنّ البثّ العربي يُفْتَتح ويُغْلَقُ بالسلام الملكي مقابل نشيد لامارسييز بالنسبة إلى البرنامج الفرنسي.
أول من أسندتْ إليه رئاسةُ القسم العربي هو المؤرخ عثمان الكعاك وكان من المثقفين المرموقين وقد تولّى فيما بعد إدارة المكتبة الوطنية. بادر بجمع شتات الأدباء والفنانين حول الإذاعة فوجدوا فيها متنفسا وفضاء ثقافيا يضمن الذيوع السريع في غياب صحافة منتظمة الصدور وفي انعدام دور نشر تنتج الكتاب وتعرِّف بمؤلفه. راديو تونس أضاف إلى ذلك امتيازا آخر لم يكن ليحلم به أي كاتب كبر أو صغر شأنه هو المكافأة المالية على المساهمات. ولم تلبث أن اندلعت الحرب والتهمت ألسنة اللهب ثلاثة أرباع الوطن إذ نزل الألمان فجأة بمطار العوينة (9 نوفمبر 1942) والتحق بهم جيش رومل وحليفه الإيطالي جنوبا ودارت في أرجاء تونس بين المتحاربين معارك في منتهى الشراسة. وتوقف راديو تونس عن العمل. وانفرط العقد. وحاول الألمان تشغيل الإذاعة بما فيه فائدة الجميع فأسندوها إلى الحركة الوطنية ممثلة في شخص الأستاذ محمود المسعدي وثلة من رفاق الكفاح...
وهُزمـــتْ قــــوات المحور واستسلمــتْ في 13 ماي 1943بعد أن فجَّرتْ أجهزة البثّ التي لم تستأنف نشاطها إلا في شهر جويلية. ولسبــــب مــا عوّضت السلطات عثمان الكعاك بالصحافي المذيع نور الدين بن محمود الذي واصـــل سياسة سلفه في استقطاب النخب التونسية وتنويع البرامج وإثرائها وأثبت قدرته العالية في التسيير وفي إسهامه الشخصي المتميــــز في مجال المسرح والربورتاج. ولكن نزعته الاستقلالية أدخلته في صراع مع المدير الجهوي «كلود بواسيير» فقـــدم استقالة مدوية. لم يكن المدير الجهوي سيئا، والحق يقال، فبالنظر إلى انتمائه الإداري إلى باريس، كان يتجرأ على مصالح الإقامة العامة فيمنعها من التدخل في الكبيرة والصغيرة. دخلتُ الإذاعة بعد بضع سنوات من استقالة نور الدين بن محمود فوجدت له طيب الذكر وتحسّرا على خروجه الانفعالي وكان يمكن أن يستمر عطاؤه المتميز... ولقد ربطت بيني وبينه صداقة متينة أيام كان يدير جريدة الأسبوع الغراء، كما كانت تنعت وقتئذ. وسمحت لنفسي بلومه على تسرّعه. وفي اعتقادي أنّه كان يعتقد أن استقالته سترفض وهذا غباء يقع فيه كثير من الأذكياء.
كل الإذاعــات العــربية بــلا استثناء ركّزها الاستعمار لحاجــة في نفــس يعقوب وكلّها أفلتت من تسلّطه في مجــال البرمجة. وفي هذا الظرف المتقلقل الذي نرى فيه اليوم دعوة وقحة لاستبدال الفصحـــى بالدارجة بل وبالعودة إلى الأمازيغية الأم استئصالا للغة العربية «الدخيلة»، لا يفوتني أن أنوه بالإذاعة التونسية منذ نشأتها فهي التي نشرت حبّ العربية بين الأميين. إنّ خير من تحدّث عن عطاء الإذاعة في تلك الفترة هو الشيخ الفاضل ابن عاشور في كتابه «الحركة الأدبية والفكرية في تونس»، (الدار التونسية للنشر، تونس، ط3، 1983). وهذا الكتاب يتضمّن ثماني محاضرات ألقاها على منبر معهد الـــدراسات العربية العالية بالقاهرة وقد خــــصّ الإذاعة بالمحاضرة السادسة. وفيها يقول:
«أقبل الأدباء والشعراء والباحثون على إلقاء أحاديثهم، فكانت برامجها الثقافية بالغة أقصى حـــدود الرقي». ويضيف: «لما أصبح المحاضر في بيت ضيق مفصول عن الدنيا وهو يشعر بأنّ كلامه يدخل على المستمعين في زوايا المنازل، تطلب الكمال المطلق وأخذ بالاحتراز من كل جــانب، علاوة على أنّ هذا الانتشار قد أكسب المحاضرين شعورا بتزايد امتدادهم الأدبي، إذ خرجت آثارهم عن حدود الحصـــر التي تعيش فيها وسط المعاهد والنوادي».
وكان الشيخ الفاضل ابن عاشور أوّل من سجّل التحوّلات الثقافية التي أدخلتها الإذاعة على مختلف فئات المجتمع فلاحظ في هذا السياق: «ولما شاعت أحاديث المذياع في أوساط الأميين كثر مرور الألفاظ والتراكيب الفصحى على أسماعهم فألفوها وبذلك بدأت المفردات تكثر وصيغ النطق تعتدل حتى تطورت اللهجة العامية تطورا عظيما. وذلك من أمتن دعائم الوحدة العربية الكاملة وكما قــــال ابن خلدون: السمع أبو الملكات اللسانية [...] وزال عن تحرير الصحف شيء كثير مما كان يعتريه من مظاهر السقم والابتذال».
أذكر أنّ الجماهير في المقاهي وفي الدكاكين كانت تستمع باستمتاع بالغ إلى بعض الأحاديث الأدبية وعلى رأسها «رسالة أبي حيان» التي يكتبها الصادق مازيغ بأسلوبه البديع الأخّاذ وتزيد من رونقها قراءة محمد علي بن سالم في إلقاء جذاب. إلا أنّ الدارجة لم تكن غائبة عن برامج الإذاعة تُستعمل بطرافة في التمثيليات الإذاعية وفي أسمار عبد العزيز العروي وتعاليقه وحكاياته. لم يبلغ أيّ إذاعي قديم أو حديث نجومية العروي. معروف أنّ للدارجة شعراءها وكتابها المسرحيين. أما عبد العزيز العروي فهو ناثرها الألمع ولقد أصبح بالإمكان من خلال نصوصه استنباط نحوِها وصرفها ووجوه بلاغتها.
كل أحاديثه كانت مكتوبة مدوّنة تفنّن في صياغتها بما يجعله يقوم بإلقائها بطريقة توحي للمستمع بأنّه كان يرتجلهـــا. وجديــــر بالملاحـــظة أن عبد العزيز العروي كان يطمح إلى توحيد لغة الخطاب اليومي بالنسبة إلى كافة المواطنين متفقا في ذلك مع الزعيم الحبيب بورقيبة الذي كان يعتقد أنّ تعدّد اللهجات تكريس للعروشية التي تقف في نظره حجر عثرة في طريق الوحدة الوطنية. والخلاصة أنّ أفضال الإذاعة في أولى مراحلها على الأدب التونسي لا تقدّر بثمن. إنّ أسماء كعبد الرزاق كارباكة ومحمود بورقيبة وأحمد خير الدين وجلال الدين النقاش ومحمد العريبي وعلي الدوعاجي ما كان لها أن تُعرف لولم تحتضن الإذاعة أصحابها بل إنّ أبا القاسم الشابي نفسه، وقد توفي قبل ميلاد الإذاعة بأربع سنـــوات، مــدين لها بذيوع صيته وانتشار شعــره. أفضال الإذاعة على الأغنية التونسية أكثر وأعمق فمن رحمها خرجت أحلى الكلمات وأبدع التلاحين وأجمل طرب تضافرت فيها مواهب كل الفنانين التونسيين مسلمين ويهودا.
وتطوّرت البرامج بسرعة غداة الاستقلال إذ كانت الأرضية ممهّدة واستطاع المجاهد الأكبر أن يجعل من الإذاعة الوطنية امتدادا لما كان يسميه الاتصال المباشر. ولقد ظلّ طوال حكمه يتابع البرامج يشجّع وينقد ويوجّه ولقد سبق لي أن سميته «المستمع الأكبر» وأنا الآن بصدد وضع كتاب أدوّن فيه علاقته الحميمة بهذا الجهاز السيادي الخطير مــن خـــلال اتصالاته المتواترة مع المدراء العامين..
عبد العزيز قاسم
- اكتب تعليق
- تعليق