بيت الحكمة يفتتح سنته الأكاديميّة 2018-2019 باستضافة الباحث التونسي بوكالة الفضاء الأمريكيّة (النازا) مهدي البنّا
يفتتح المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" سنويّا أنشطته العلميّة بمحاضرة تقدّمها كفاءات أكاديميّة تونسيّة وعالميّة، وفي هذا السياق استضاف المجمع يوم السبت الماضي العالم التونسي مهدي البنا المختص في علم الكواكب بوكالة الفضاء الأمريكيّة، حيث قدّم الضيف محاضرة حول إشكاليّة إنسويّة ارتياد الفضاء أو البحث عن الذات في تخوم النظام الشمسي.
افتتح الجلسة العلميّة رئيس المجمع الدكتور عبد المجيد الشرفي، مشيرا إلى أنّ مجمع "بيت الحكمة" قد أحدث جائزة للباحثين الشبّان تعزيزا لروح البحث العلمي، كما ذكّر بمسيرة المحاضر التعليميّة التي انطلقت من تونس باتجاه الجامعات الأمريكيّة، مرورا بفرنسا.
نزّل المحاضر منجزات الرحلات الاستكشافيّة لعالم الفضاء ضمن جهود الفكر العقلاني المؤمن بقدرة الذات على "إعادة اكتشاف نفسها عبر اكتشاف محيطها"، وانطلق من المشروع الفلسفي الديكارتي بوصفه نسقا معرفيا يقطع مع سلبية الأنا وأكّد على أنّ "اكتشاف الفضاء مغامرة إنسانيّة قبل أن يكون بحثا علميّا وتقنيّا" ثم تناول في محاضرته تفاصيل عديد التجارب مع فريق البحث في وكالة الفضاء
الأمريكيّة، مبيّنا العوامل المتحكّمة في كل رحلة استكشافيّة، اختزل أهمّها في التمويلية "المانحون" والعلميّة"التكامل بين الخبراء" واللوجستيكيّة إذ أشار في هذا الإطار إلى أنّ" كل رحلة محكومة بتصوّر للمهمّة" قوامه "المبتغى العلمي" و"التكلفة الماليّة" إلى جانب"هوامش المخاطر"، لذلك تستدعي أحيانا الرحلة الواحدة أكثر من سنة للتقييموالتجارب الافتراضيّة تجنّبا لفشل التجربة، ولا يمكن برأيه خوض أي مغامرةإن لم تتجاوز نسبة النجاح 50 بالمائة،"فلا بدّ من دراسة كل التحديات التقنيّةوالتنظيميّة لأنّ كل مهمّة عرضة للمخاطر".
نستخلص ممّا تقدّم كيف ترتهن البحوث العلميّة في المخابر العالميّة باستراتيجيات شديدة الدقّة ومأسسة تتداخل فيها إرادة المانحين ومخطّطات الاستشراف والكفاءات الفضوليّة، بالمعنى الوجيز تمثّل مكوّنات الفضاء للعالم زاوية مظلمة تنيرها شموع المعرفة وعتمة أبديّة لمن سلّم بقصور العقل وخشي عناء رحلة الاستكشاف.
- اكتب تعليق
- تعليق