سالفيني في تونس : استمعنا إلى ما كنّا نريد الاستماع إليه والتونسيون أيضا (صور و فيديو)

عاد ماتييو سالفيني بعد ظهر الخميس إلى روما "مرتاحا" لنتائج زيارته لتونس التي استغرقت ساعات، حيث كانت له محادثة في أعلى مستوى مع رئيس الجمهورية الباحي قايد السبسي وجلسة عمل "فنية وسياسية" مع نظيره هشام الفراتي ولقاء جمعه بقرابة 100 رئيس مؤسسة إيطالي يعملون في تونس. "تحقّق المهمّ بالنسبة إلى وزير الداخلية الإيطالي" : في قضايا حسّاسة تهمّ الأمن والهجرة ومقاومة الإرهاب والدعم المالي وتسوية الأزمة الليبية استمع كل طرف من الطرفين التونسي والإيطالي إلى ما كان الطرف الآخر يريد الاستماع إليه.

وكان بودّ نائب الوزير الأول ووزير الداخلية الإيطالي أن يقضي فترة أطول في تونس ليتحادث مع مسؤولين تونسيين آخرين من بينهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد غير أنّ التزاما مُلحّا اضطرّه إلى العودة إلى بلاده.

وقد أوضح مصدر إيطالي لليدرز أنّه كان عليه حضور اجتماع هامّ  لمجلس الوزراء الإيطالي مخصّص للنظر في قانون المالية 2019. فزيارته لتونس كانت مقرّرة منذ مدّة وأجّلت عديد المرّات بسبب الالتزامات هنا وهناك وكانت النسخة القبل أخيرة لبرنامج الزيارة تتضمّن مقابلة مع الشاهد غير أنّ اجتماع مجلس الوزارء الأيطالي المقرّر في آخر لحظة حال دون إجرائها.

لم يتم النظر فقط في قضية الهجرة السرية

تمّ التاكيد في تونس وروما أنّ هذه الزيارة كانت ناجحة بفضل العمل التحضيري الذي قام به دبلوماسييو البلدين . فلم يتطرق الجانبان إلى موضوع الهجرة فحسب بل كذلك إلى مسائل أخرى كالتعاون في المجالات الاقتصادية  والأمنية والاجتماعية والثقافية والجامعية كما تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع في ليبيا.

وذكر مصدر قريب من الوزير الإيطالي أنّ اللقاء مع الرئيس الباجي قايد السبسي اتّسم بالحرارة والعمق ولم يقع إغفال أي مسالة من هذا الطرف أو ذاك ، ملاحظا أنّ "هاجس إيطاليا الأكبر في قضية الهجرة السرية انطلاقا من السواحل الإيطالية يكمن في حجم تدفق المهاجرين نحو إيطاليا إذ تضاعف في السنة الأخيرة ليبلغ عدد التونسيين من بين هؤلاء  4500 تونسيّا".

وأكّد ذات المصدر ضرورة البحث عن حلول مشتركة ملائمة لمنع الهجرة وإيجاد صيغ مرنة لتنظيم عودة المهاجرين غير الشرعيين لتونس.

وقال إنّ تونس عبّرت عن وعيها بحجم هذه الظاهرة وأكّدت عزمها على تعزيز التعاون مع إيطاليا في هذا المجال الذي له حساسية خاصّة في هذه الضفة أو تلك من المتوسّط.

ومن ناحيتها جدّدت إيطاليا  دعمها للمسار الديمقراطي في تونس ومساندتها لتعبئة تمويلات لاستيعاب البطالة ودفع التنمية الاقتصادية بما يحدّ من ظاهرة الهجرة السرية ويساهم في خلق مواطن الشغل ودفع النموّ. 

خافرتان جديدتان ومنظومة للتعرّف الحيني على البصمات

وُصفت جلسة العمل التي ضمّت ماتييو سالفيني وهشام الفراتي بـ"المفيدة" وتمّ خلالها تاكيد عزم الطرفين على تعزيز التعاون في المجال الأمني وفِي مقاومة الإرهاب.  وستصل قريبا خافرتا سواحل إلى تونس هبة من الحكومة الإيطالية.
ومن ناحية أخرى، سيتمّ في غضون الأسابيع القادمة وضع نظام للتعرّف الحيني على البصمات على ذمّة مصالح الشرطة العلمية والفنية التونسية.

لقاء مع أكثر من 100 رئيس مؤسسة إيطالي

وصف مصدر إيطالي اللقاء الذي جمع صباح اليوم سالفيني بأكثر من مائة رئيس موسّسة إيطالي بمقرّ إقامة سفير إيطاليا بالهامّ، علما وأنّ ما لا يقلّ عن 800 مؤسّسة إيطالية تعمل في تونس وتشغّل 63 ألف عامل قارّ.  وسمح اللقاء لنائب الوزير الأوّل ووزير الداخلية الإيطالي بالتطرّق إلى مناخ الأعمال في تونس وتنافسية الموقع وآفاق تطوير النشاط.

واستمع الوزير إلى بعض المشاغل المتعلقّة بتسهيلات لدى الإدارة التونسية وبالحرص على سلامة العلاقات المهنية. وكانت رسالة سالفيني إليهم : الاستمرار في الإيمان بقدرات تونس وبدعمها للفاعلين الاقتصاديين الإيطاليين.