أخبار - 2018.08.16

في العدد الجديد من ليدرز العربية : كيف نحمي أطفالنا من فضاءات التنشئة العشوائية ؟

يتّسم العدد الثاني والثلاثين من مجلّة ليدرز العربية (15 أوت/ 15 سبتمبر 2018) المتوفّر حاليا بالأكشاك بتقيّد هذه النشرية الشهريّة بالثوابت التي طبعت خطّها التحريري وأسلوب تناول المواضيع منذ صدور عددها الأوّل ، من بينها الاستقلالية والصرامة في التحليل ودقّة المعلومة بالاعتماد على أفضل الأقلام في الساحة الفكرية والإعلامية الوطنية.

وحافظت المجلّة على التوازن بين مختلف أركانها بإيلاء المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ما تستحقّه من أهمية في مواكبة لأبرز الأحداث وطنيا وإقليميا ودوليّا.

فضاءات عشوائية تحت المجهر

واختارت المجلّة أن تسلّط الضوء هذه المرّة على قضية أضحت مبعث انشغال الرأي العام الوطني ألا وهي تزايد عدد محاضن ورياض الأطفال وفضاءات التنشئة قبل الدراسة (من 3 إلى 6 سنوات) الخارجة عن القانون في ظلّ ضعف المراقبة وخاصّة تلك التابعة لجمعيات دينية تسعى إلى "قولبة" أدمغة الأطفال وغرس بذور التشدُّد الديني لديهم منذ الصغر، ممّا يمثّل خطرا على تكوينهم وعلى سلامة المجتمع في المستقبل.

ويعرض الملفّ الذي أعدّه خالد الشابّي خريطة محاضن ورياض الأطفال على المستوى الوطني وعدد الكتاتيب ويشرح أسباب تفشّي ظاهرة فضاءات التنشئة العشوائية ويبيّن الخروقات والتجاوزات فيها، فضلا عن جملة من المقترحات للحدّ من هذه الظاهرة.

هل هي بداية نهاية الإسلام السياسي؟

واكبت المجلّة الحدث الوطني البارز المتمثّل في احتفال تونس بعيد المرأة يوم 13 أوت الجاري وخطاب الرئيس الباجي قايد السبسي الذي قطع فيه التفاحة نصفين فمضى في مشروعه الرامي إلى عرض تعديل مجلّة الأحوال الشخصية على البرلمان
من أجل إقرار مبدإ المساواة في الإرث بين المرأة والرجل لكنّه ترك الباب مفتوحا لمن يريد الالتزام بأحكام الشريعة في هذا
الباب .

وفي المقال الذي يحمل عنوان : "المساواة في الإرث : الدولة المدنيّة ونهاية الإسلام السياسي " يشير رشيد خشانة إلى أنّ الرئيس الباجي قايد السبسي أراد أن ينهي عهدته بخطوة يسجّلها له التاريخ أسوة ببورقيبة الذي كان أب مجلّة الأحوال الشخصية، متسائلا عن مستقبل المشهد السياسي في أفق انتخابات 2019.

سؤال المرأة في الزمن المُعَولَم

وتزامنا مع الذكرى الثانية والستين لصدور مجلّة الأحوال الشخصية ركّزت المجلّة الاهتمام على قضية المرأة من خلال مقالين أحدهما للدكتور احميدة النيفر والآخر للدكتور المنجي الزيدي.

وتحت عنوان "سؤال المرأة في الزمن المعولم" خلص الدكتور احميدة النيفر إلى القول إنّه يتعذّر "النظر إلى قضيّة المرأة البوم على أنّها مسألة اجتماعية حقوقية مستقلّة وأنّها تختزل بمفردها أزمة العالم العربي المعاصر برمّته"، ملاحظا أنّ سؤال المرأة لا يخصّ "بأولوية مميّزة لها وحدها بل بحرص على أهميّة تنزيلها ضمن مشروع وطني احتمالي تصنعه المجتمعات العربية الأكثر تحرّرا وإنسانيّة".

أمّا الدكتور المنجي الزيدي فقد انطلق ممّا كتبه المصلح التونسي الطاهر الحدّاد : "المرأة هي أمّ الإنسان" ومن مقولة لوي آراغون La femme est l'avenir de l'homme لؤكّد أنّه يميل إلى تعريب مقولة الشاعر الفرنسي بالمرأة مستقبل الإنسان، ذلك أنّ
الذات الإنسانية وحدة موحّدة متكاملة. ويتوقّف صاحب المقال بالخصوص عند ظاهرة توفّق الإناث في الدراسة أكثر من الذكور، معتبرا أنّ للظاهرة أسبابا وعوامل اجتماعية ونفسية واقتصادية . ورجّح أنّ "هناك استعدادا أنثويا للعمل والبذل والتضحية لا يتوفّر دائما عند الذكور. وهو استعداد لا يقتصر فقط على التعليم بل يمتدّ إلى مجالات الحياة العملية..."