أخبار - 2018.06.13

عندما تمتدّ تحرّشات ترامب إلى الرياضة

عندما تمتدّ تحرّشات ترامب إلى الرياضة

من اللاّفت للنّظر أنّ القمّة العربية التّاسعة والعشرين المنعقدة بالظهران في 15 أفريل 2018 اتّخذت قرارا يتعلّق بـ«تقديم الدّعم اللازم والمساندة الكاملة لترشّح المملكة المغربية لاستضافة نهائيات كـأس العالم لكرة القدم لسنة 2026»، من منطلق «التأكيد على العلاقات الوثيقة والرّوابط العديدة التي تجمع بين الدول العربية، وحرصاً على دعم هذه الروابط وتوطيدها لما فيه خيرها وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها».

والغريب، وإنْ كان ذلك منتظرا في ظلّ الأزمة بين الرباعي الخليجي المصري وبين دولة قطر، أنّ القمّة لم تنبس ببنت شفة، ولم تبد أيّ اهتمام بالعصفور الذي في يد دولة عربية، وأعني بذلك احتضان الدوحة المُقَرَّر لنهائيات كـأس العالم لكرة القدم لسنة 2022، وراحت تدعّم محاولة الفوز بعصفور آخر ما يزال التّنافس قائما على اصطياده...

وأنا إذ أتمنّى، من الأعماق، لمسعى الشقيقة المملكة المغربية التي تترشّح للمرّة الخامسة لاستضافة هذه النهائيات أن يكلّل بالنجاح، فإنّني ما زلت أذكُرُ أنّني عايشت في الثمانينات من القرن الماضي ترشّحها الأوّل لاحتضان هذه التظاهرة العالمية حيث كنت أعمل شخصا ثانيا بسفارة تونس بالرباط، وقد قلت يومئذ، ومنذ ذلك الحين، إنّ الفوز بتنظيم هذه التظاهرة الأكثر شعبيّة في العالم بالإمكان أن يكون أقربَ وأيْسَرَ لو أن الترشّح لها كان مغاربيا، أي جامعا بين تونس والجزائر والمغرب...

وأنا ما أزال عند هذه الفكرة، خاصّة وأنّ أكبر ترشّح منافس للترشّح المغربي، هذه المرة، هو ترشّح ثلاثي التركيبة، حيث أنّه يضمّ كلا من الولايات المتحدة الامريكية وكندا والمكسيك...

وبقطع النّظر عن نتيجة التّصويت خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يوم 13 جوان في موسكو، ينبغي أن نلاحظ أن «تحرّشات» الرئيس الأمريكي غريب الأطوار دونالد ترامب لم تقتصرْ على السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، بل امتدّت أيضا إلى الرياضة حيث أنّه وجّه تهديدا مبطّنا إلى الدول التي قد لا تؤيد الترشّح الأمريكي الكندي المكسيكي، وترجّح كفّة الترشّح المغربي على كفّته، فلقد جاء في إحدى تدويناته: «سيكون من المخجل أن تعارض الدول التي نساندها دائما عرض الولايات المتحدة. لماذا يتعيّن علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا (بما في ذلك في الأمم المتحدة)؟. لقد قدّمنا ملفًا قويًّا بالاشتراك مع كندا والمكسيك لاستضافة كأس العالم 2026. سيكون عارًا على الدول التي ندعّمها دائمًا أن تعارض هذا الملف. لماذا يتعيّن علينا مساندة هذه الدول بينما لا نحصل على دعمها».

وليس لي من تعليق على هذه التدوينة المتعجرفة المتغطرسة سوى: ولله في خلقه شؤون..

محمد ابراهيم الحصايري

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.