الإرهاب و«الهوليغان»: ثـنــائي الــرّعــب فــي كـأس العالم
الإرهاب «والهوليغان»: ذلك هو الوحش ذو الرأسين الذي يتعيّن على الأمن الروسي الاستعداد له والتحسّب في كأس العالم 2018. أمّا الرّأس الأوّل فتعرفه روسيا حقّ المعرفة بعد أن اكتوت بناره مرّتين عام 2017 : الأولى في أفريل بميترو سان بيترسبورغ حيث ترك انفجار إرهابي خمسة عشر قتيلا، والثانية في سارغوت بسيبيريا خلال شهر أوت، عندما قام شخص نسب نفسه الى «داعش» بطعن سبعة أشخاص.وتبقى روسيا عرضة للإرهاب لسببين على الأقلّ: تدخّلها في سوريا ضدّ «داعش» من ناحية، وضمّها إلى شبه جزيرة القرم في سياق نزاعها مع أوكرانيا من ناحية أخرى. ويمكن لكأس العالم أن تمنح فرصة لأعدائها من الشقّين لبثّ الرّعب في الملاعب أو خارج الملاعب. وليس هذا الأمر من باب التخمينات فيما يخصّ «داعش» بالذّات : فقد توجّهت هذه المنظمة الإرهابية، عن طريق وسائطها الإعلامية والدعائية، بنداء في نوفمبر 2017 للقيام بعمليات في روسيا بمناسبة كأس العالم. وسواء تعلّق الأمر بتهديدات حقييقة أم بمجرد دعاية داعشية، فإن روسيا قد تلقت الرسالة وتنظر اليها بكلّ جدية.
أمّا الرأس الثّاني لوحش الرعب، وهو «الهوليغانزم» أو عنف المشجّعين، فتعرفه روسيا كذلك ، ولكن من خلال تجارب الآخرين، إذ شهدت دون شكّ نماذج منه مرعبة في مرسيليا بمناسبة كأس أوروبا للأمم 2016 جعلتها تقرأ لهذه الظاهرة ألف حساب. وعلى غرار ما حصل لها مع «داعش»، لم تسلم روسيا من تهديدات مباشرة من قبل «الهوليغان»، والإنقليز منهم على وجه الخصوص، وذلك على غرار ما بثّته قناة «بي. بي. سي» البريطانية في فيفري 2017 من صور «هوليغان» ملثّمين يتوعّدون روسيا بـ «مهرجان عنف» أثناء كأس العالم.
قائمة سوداء و«جواز للمشجّعين»
ولأنّ موضوع الأمن يمثّل هذا الخطر والخطورة ، وبه يرتبط جانب هامّ من نجاح دورة دولية في حجم كأس العالم، فقد بادرت السلط الروسية إلى رصد مبلغ في أهميّة هذا الجانب يعادل 1335 مليون دينار تونسي، لمواجهة مصاريف تأمين الملاعب والمدن التي ستحتضن الدّورة. ثمّ عمل الجهاز الفيديرالي للأمن على التنسيق وتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية في الدول الإحدى والثلاثين التي سترسل منتخباتها إلى روسيا. وعلى هذا الأساس، تم ضبط «قائمة سوداء» تضم هويّات المشجّعين الممنوعين من الملاعب في بلادهم. كما عمدت السلطات الروسية،بالتّعاون مع «الفيفا»، إلى استنباط» جواز للمشجّعين» يعوّض الفيزا العادية، ولا يمكن من دونه دخول الملاعب حتّى لو كان بحوزة المتفرّج تذكرته. ويحمل هذا الجواز هويّة المتفرّج وصورته ورقم جوازه ووسيلة اتّصال، ويمكن، إضافة الى دخول الملاعب ، من عبور الحدود الروسية والاستعمال المجاني لوسائل النقل بين المدن المستضيفة للمقابلات. وإلى هذا الإجراء الجديد من نوعه، أضافت السلطات الأمنية الروسية مجموعة من الإجراءات التقليدية المعروفة، مثل تعزيز البوابات الأمنية في محطات الميترو، ومضاعفة كاميرات المراقبة في الملاعب وخارجها، ودعم طاقم الكلاب المدرّبة على استكشاف المتفجّرات ...وبهذه الإجراءات وغيرها يأمل الأمنيون الروس في الخروج دون قبول أهداف في هذه المقابلة التي يواجهون فيها، على هامش مقابلات كأس العالم، خصما لا يعترف بقانون أيّة لعبة سوى قانون العنف والرعب!.
قراءة المزيد
كأس العالم بين الرياضة والسياسة: مقاطعة وحرب باردة وتسويق لصورة روسيا
اقتصاديات كأس العالم 2018 في ستّة أسئلة: المموّلون والرّابحون والخاسرون والبزنس الصّغير
في تونس؟ كأس العالم »يدوّر الزيرو«؟
بــورصـة اللاعبيـن: مليـارات تجـــري علــى العــشـــب!
الإرهاب و«الهوليغان»: ثـنــائي الــرّعــب فــي كـأس العالم
كأس العالم 2018: بين زابيفاكا وياشين
- اكتب تعليق
- تعليق