بعد صمت طويل، يوسف الشاهد يدافع عن حصيلة حكومته ويتّهم حافظ قايد السبسي بتدمير "النداء" (فيديو)
قطع يوسف الشاهد، رئيس الحكومة الصمت الذي لازمه في الفترة الأخيرة رغم التطوّرات التي شهدتها المفاوضات بشأن وثيقة قرطاج 2 ليتوجّه مساء الثلاثاء 29 ماي 2018 بكلمة إلى التونسيين عبر شاشة "الوطنية الأولى". جاءت كلمته التي دامت قرابة 12 دقيقة في الوقت المناسب حيث تكاثرت الشائعات حول مصيره ومصير حكومته.
كان هناك من يعتقد أنّ يوسف الشاهد قد أخذ منه الإحباط مأخذا كبيرا وأنّه يفكّر في الاستقالة من منصبه، إثر القصف المنهجي والمركّز الذي تعرّض له في المدّة الأخيرة من قبل المعارضة والاتحاد العام التونسي للشغل، ولا سيّما الحزب الذي ينتمي إليه، غير أنّه بدا من خلال إطلالته التلفزية في مظهر رجل واثق من نفسه، لا يتردّد في مواجهة خصومه، ولا يحرّكه تمسّكه بالمنصب بقدر ما يهمّه الانتصار لمصلحة البلاد العليا.. دافع الشاهد عن حصيلة عمل حكومته ، مستعرضا أهمّ إنجازاتها والنتائج الإيجابية المحقّقة خلال الثلاثي الأوّل ومبديا عزما راسخا على التصدّي للملفّات التي يوليها بالغ الاهتمام وهي بالخصوص إصلاح الصناديق الاجتماعية والمؤسسات العمومية، دون التقليل من شأن الصعاب.
شكر الباجي قائد السبسي على دعمه له لكنه أظهر جرأة كبيرة في الحديث عن "نداء تونس" وعن علاقته بمديره التنفيذي، فالوضع داخل حزبه له بالضرورة، في تقديره، تداعيات على الوضع السياسي برمّته. وبطريقة مباشرة وجّه سهام النقد لحافظ قايد السبسي وللمحيطين به .. اتّهم بكامل الوضوح ابن الرئيس بتدمير "النداء" إلى درجة إلى أنّه لم يعد يعرف ذلك الحزب الذي انضمّ إليه في سنة 2013 وحمّل حافظ قايد السبسي مسؤولية الفشل الذريع في الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا وفي الانتخابات البلدية الأخيرة.، ممّا تسبّب في انخرام التوازن السياسي في البلاد.
في نظر الكثيرين يمكن اعتبار هذه الكلمة من أفضل الكلمات، مضمونا وأسلوبا، التي ألقاها يوسف الشاهد منذ تعيينه على رأس الحكومة في أوت 2016 .. كلمة ستثير حتما ردودا لدى مختلف الفاعلين وستكون لها ارتدادات في الساحة السياسية في قادم الأيّام.
إثر هذه الكلمة، كان على يوسف الشاهد أن يرأس ندوة تحت عنوان :"الأمر الحكومي 417-2018 والتدابير الرامية إلى تحسين مناخ الأعمال : ما الذي سيتغيّر؟"، وهو نصّ ينتظره المستثمرون.
- اكتب تعليق
- تعليق