يسرى فراوس رئيسة جديدة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
"قد قد كيف البنيّة كيف الولد" : شعار تبنّته الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات منذ عشرين سنة وما انفكّت تروّج له وتعمل بمعية المجتمع المدني على الإقناع بضرورته ، معددة إيجابياته، منادية بآنيته.
ورغم صعوبة هذا الهدف لتقاطعه مع المقدس وضربه بقوة لمصلحة الرجل ، فإنّ نساء ديمقراطيات واثقات ومقتنعات بأهميّة بلوغه لأنهن سبق أن ساهمن في تحقيق مكاسب للمرأة التونسية كمطالبتهن بحقّ التناصف الأفقي والعمودي في الانتخابات البلدية - وقد تحقّق ذلك، واقتراحهن لمشروع قانون مناهضة العنف المسلط على المرأة الذي انتهى به المطاف النضالي للتفعيل والتنفيذ .
لذلك صرّحن في مؤتمرهن الثاني عشر المنعقد في 13-14-15- أفريل 2018 تحت شعار: "مناضلات نسويات من أجل المساواة والحريات والتوزيع المتساوي للثروات" أنهن ماضيات إلى الأمام وعازمات على إلزام الدولة باحترام الدستور وإرساء قانون المساواة في الإرث.
وتم اختتام هذا المؤتمر بانتخاب هيئة مديرة جديدة متكونة من 9 عضوات جديدات تترأسهن ، الناشطة الحقوقية وممثلة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان يسرى فراوس.
وفي خضم هذا المؤتمر بيّنت أستاذة القانون والقيادية في الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات سناء بن عاشور أنّ الجمعية شرعت في إعداد مشروع قانون خاص بالمساواة في الإرث ستقدمه وتثبت إلزاميته بالاعتماد على القرائن القانونية والحجج الاقتصادية وستروج له وفق تحرك مستقبلي وضمن تمشّ استراتيجي جديد.
المساواة في الميراث حقّ دستوري
وشدّدت سناء بن عاشور على أنّ مطالبة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات المساواة في الميراث هو مطلب شرعي وقانوني لارتباطه الوثيق بدستور 2014 الذي اعترف اعترافا واضحا وصريحا بحقوق المرأة وبالمساواة في الميراث، ونصت بعض فصوله على مساواة المواطنين في الحقوق والواجبات وأمام القانون ودون تمييز.
وأوضحت بن عاشور أنّ الدستور يلزم الدولة بحماية الحقوق المكتسبة للمرأة ويضمن تكافؤ الفرص والحظوظ بين الرجل والمرأة وتيسير تحمُّلها للمسؤوليات في جميع الميادين كما يجبرها على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع العنف المسلّط ضد المرأة، الذي يتجلى بوضوح في التمييز في الإرث على أساس الجنس ولاعتبار ديني.
مشروع قانون للمساواة في الميراث : خطوة نضالية قادمة
كما أفادت منية بن جميع الرئيسة المتخلّية أنّ الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ستتوخى نفس التمشي الذي توخته لما اقترحت مشروع قانون مناهضة العنف المسلط على النساء والذي أتى أكله وتم تفعيله بتاريخ فيفري 2018 أي " بعد ثلاثين سنة من العمل والمرافقة اليومية لضحايا العنف والنضال من أجل الاعتراف بهن وبحقوقهن".
تأنيث الفقر وتنامي ظاهرة التهميش
أما القيادية أحلام بالحاج ورئيسة سابقة للجمعية فقد أفادت أنّ الدولة التونسية صادقت على الاتفاقية الدولية سيداو التي تنصّ في فصلها الأول على ضرورة التصدي لكل تمييز أو إقصاء باسم الجنس بين الرجل والمرأة من أجل عرقلة قدرات المرأة . لذلك باتت الدولة التونسية مجبرة على منع التمييز القائم على الدين في تقسيم الثروات.
وتطرقت بالحاج إلى تفشي ظاهرة تأنيث الفقر مبينة أنّ "واقعنا المعاش يبرهن في كل مرة على أنّ المرأة تعيش وضعا اجتماعيا واقتصاديا أسوأ بكثير ممّا يعيشه الرجل فهي تعمل عملا هامشيا وتمنح أجرا أدنى وتنقل للعمل نقلا عشوائيا ولا تتمتع بتغطية اجتماعية في أغلب القطاعات".
ولاحظت أنّ المرأة اكتسحت بقوة سوق العمل فهي تساهم بـ 45 بالمائة من مصاريف العائلة وأنّها في أغلب الأحيان تخرج للعمل لتنفق على زوجها وأبنائها ووالديها كما أنّها تتعرّض للبطالة أكثر من الرجل لذلك بات لزاما وعاجلا المطالبة بالمساواة في الإرث.
كما وصفت بالحاج ّ حجّة "موش وقتو" التي طرحها بعض التونسيين كردّ فعل على فكرة المساواة في الميراث بأنها حجة مفتعلة وبرهان باطل لأنّ الواقع بين أن 6 نساء من مجموع 10 مع المساواة وأنّ 4 رجال من مجموع 10 مع المساواة في الإرث.
تحتاج تونس الجديدة إلى إرادة حديدية كإرادة نسائها
رأت أحلام بالحاج في تبني رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لمبادرة المساواة في الميراث وفي قراره إحداث لجنة الحريات الفردية والمساواة في الإرث توافقا مع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ودعما لأهدافها، فهي التي صدحت بهذا المطلب وقدمت عريضة في هذا الغرض منذ عشرين سنة خلت . وأكّدت أنّ الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ساندت هذه المبادرة فسارعت رفقة التحالف التونسي من أجل المساواة وبمعية المجتمع المدني بإخراج هذه المبادرة من بوتقة اللجان المغلقة وحوّلتها إلى مسيرة في الفضاء العام بتاريخ 10 مارس 2018 فكانت فرصة هتفت فيها النساء ورددت مرارا وتكرارا بأنّ المساواة في الميراث حقّ دستوي و ليس هبة أو مِنّة من أحد . فجاءت هذه المسيرة لتترجم عن نضج المجتمع المدني وعن إرادة نسوية قوية تطمح إلى التجديد وتؤمن بغد أفضل.
منية كوّاش
- اكتب تعليق
- تعليق