كرة القدم: هل سيحلّ استعمال تقنية الفيديو معضلة التحكيم في تونس؟
من بين القرارات التي اتخذها المكتب الجامعي لكرة القدم بعد اجتماعه يوم الثلاثاء 13 مارس 2018 استعمال تقنية الفيديو كحلّ لمشكل الاحتجاجات المتزايدة على أداء الحكام في مباريات البطولة التونسية والتي تسبّبت في ارتفاع منسوب الاحتقان
في الشارع الرياضي وفِي توتّر العلاقة بين عدد من الأندية والمكتب الجامعي وعلى رأسه وديع الجريء.
فبالإضافة إلى تجميد الحكام الثلاثة أسامة رزق الله وأمير لوصيف وجلال السحباني إلى نهاية الموسم وذلك بعد الأخطاء الفادحة التي ارتكبت خلال مباراة النجم الرياضي الساحلي والنادي الإفريقي والنادي البنزرتي والنجم الرياضي بالمتلوي المندرجتين
ضمن الجولة الثامنة عشرة البطولة وتوسيع تركيبة لجنة التعيينات التي يرأسها جمال بركات لكي تضمّ من هنا وصاعدا 5 أعضاء ومهمتها تعيين الحكام والمساعدين والمراقبين، قرّر المكتب الجامعة مراسلة الاتحاد الدولي لكرة القدم لطلب الإذن باستعمال تقنية الفيديو في التحكيم، وذلك انطلاقا من الجولة القادمة المقرّر إجراؤها في أواخر شهر مارس الجاري، علما وأنّ استخدام هذه التقنية تخضع لكراس شروط.
ما يطرحه القرار من إشكالات
استعمال هذه التقنية المعمول بها إِلَّا في عدد قليل جدّا من البطولات اليوم، لا سيّما في أوروبا، تطرح في نظرنا العديد من الأسئلة: هل أنّ استخدامها يعدّ الحلّ الأمثل للحدّ من الاحتجاجات؟ هل أنّ القنوات التلفزية التونسبة الناقلة للمباريات لها من الإمكانيات التقنية اللازمة ما يسمح لها بضمان الوثوقية اللازمة للصورة التي سيخضع إليها القرار التحكيمي؟ ألا يخشى أن يتسبّب اعتماد هذه التقنية في توقّف اللعب تحت طلب هذا الفريق أو ذاك أكثر من مرّة، وأحيانا لأبسط الهفوات، ممّا يؤثّر سلبا في نسق المباراة وبالتالي فِي جماليتها؟ ألا تندرج الأخطاء التحكيمية ضمن قواعد اللعبة؟ هل ستستعمل هذه التقنية في كلّ المباريات أم أنّها ستكون مقتصرة على عدد منها؟ وفِي حال اقتصارها على عدد من المباريات، ماذا سيكون موقف الجامعة لو حصل خطأ أو أخطاء مؤثرة في إحدى المقابلات التي لم تستخدم فيها هذه التقنية؟
قرار متسرّع
قد يفضي استعمال تقنية الفيديو في التحكيم إلى إشكالات أكثر تعقيدا. القرار في نظرنا متسرّع وغير مدروس ، وكان على الجامعة استشارة النوادي وخاصّة أهل الذكر والاستئناس بتجارب بلدان أخرى، قبل الإقدام على هذه الخطوة، علما وأنّ الفيفا لم تعتمد هذه التقنية في البطولات التي تنظّمها وفِي مقدّمتها المونديال على الرغم من أهمية الرهان. ألم يكن من الأفضل أن تبذل الجامعة قصارى جهودها من أجل تكوين الحكام وفق برامج ناجعة ودقيقة والعمل إلى جانب النوادي من أجل تنقية الأجواء الرياضية، بدل اللجوء إلى الحلول الترقيعية؟
- اكتب تعليق
- تعليق