في الذكرى الأربعين لرحيل محســن بن عبد الله
شيّعت الأوساط الثقافيّة، منذ أيّام، أحد رموز العمل الثقافي، قامت مسِيرتُه الحافلة على مِحورين: العمل المسرحي والتنشيط الثقافي. فقد انضمّ محسن بن عبدالله، منذ شبابه، إلى فرقة بلدية تونس، بقيادة المُبدع الفذّ علي بن عيّاد. وتدرّج في هذا العمل، إلى أن كُلِّف بإدارة الفرقة، بعد وفاة صاحبها. وهي مسؤوليّة من أهمّ الأعمال المسرحيّة، قام بها أحسن قيام، لمعرفته الدقيقة بدخائل أمورها. فاكتسب سمعةً أهّلته للإشراف على الفضاء الثقافي لبلدية قرطاج.
وكنتُ أتابع، باهتمام، خُطَى الشاب محسن، منذ لَمعان اسمه. ثمّ كانت لنا لقاءات منتظمة، وطّدت العلاقة بيننا: إذ كان يُفاتحني فيما يُشكل عليه من أمور. وكنتُ، من خلال محادثاتنا، أستشِفّ ما عليه الساحة من قضايا، تستدعي انتباه المسؤول الأوّل. ولكن، أيضا، من هذه اللقاءات، عرفتُ ما للرجُل من مواهب فنّية جديرة بالتقدير.
رحم اللّه مَن كان عندي بمنزلة الإبن والصديق والزميل: فقد كانت مسيرتُه مُضيئة، مُشرِّفةً لأهله، فلهُم أن يذكروه أطيب الذِكر، وبالاعتزاز.
الشاذلي القليبي
- اكتب تعليق
- تعليق