عبد العزيز قاسم : المنظومة التربوية وقضية اللغات

منذ القدم كانت تونس متعدّدة اللسان فليس غريبا أن أكون كاتبا باللغتين: العربية أمّي والفرنسية، رغما عن كارهيها، مرضعتي. أما هذه فبخير صامدة في وجه الإنكليزية الامبريالية وأحادية الثقافة في حين أن العربية متعثرة تتهددها أخطار، الفرنكوفونية بريئةٌ منها براءةَ الذئب من دم ابن يعقوب. ومن يقول غير ذلك يخطئ في توصيف العدوّ. من أية فركوفونية نتذمر وقد سجلت نتائج الباكلوريا الأخيرة 7000 صفر في الفرنسية؟ أهمّ الأخطار المحدقة بالفصحى هي الإغراق في استعمال العامية ومحاولات طرح الأمازيغية بديلا عن العربية وهي تتمثّل كذلك في زحف البداوة بلهجاتها المعادية للتحضّر وفي إغراق السوق بالكتاب الديني المتخلف على حساب كتب الإبداع الأدبي والفكري وهذه مواضيع في حاجة إلى تحليل عاجل. ولكن الخطر الأكبر يكمن في فشل المنظومة التربوية التي أضعفت الفرنسية من دون تقوية العربية. يكفي أن نعلم أن 300 ممن نجحوا مؤخرا في مناظرة الكفاءة (CAPES) مُعدّلُهم دون 7 على 20. هؤلاء سيزيدون الجهال جهلا. إنّها كارثة. والخلاصة هي أنّ الفكر الديني الخرافي القائم على فقه الرعب هو المستفيد الوحيد من نكبة التعليم...