تونس تفشل في الظفر بمنصب المدير العام للألكسو
فشلت تونس مرة أخرى في الظفر بمنصب المدير العام للمنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وذلك إثر انتخاب الدكتور سعود الحربي -وهو كويتي الجنسيّة- مديرا عاما للمنظّمة لفترة مدّتها أربع سنوات قابلة للتجديد مرّة واحدة.
وقد حصل خلال المؤتمر العام الاستثنائي الانتخابي المنعقد بالكويت يوم 28 سبتمبر الجاري على 16 صوتا منذ الدور الأولى متقدّما بأغلبية كبيرة على مرشّحة تونس الدكتورة حياة قطاط القرمازي مديرة الثقافة في المنظمة ومرشحي موريتانيا والأردن والعراق الذين ظلوا في السباق إلى آخر لحظة.
ويخلف الدكتور سعود الحربي ابن بلده الدكتور عبد الله حمد محارب الذي توفي وهو على رأس عمله يوم 4 ماي الماضي بعد أن أعيد انتخابه لفترة ثانية (2017-2021).
وهي المرة الثانية التي تفشل فيها تونس في نيل هذا المنصب حيث لم يتمّ التصويت سنة 2012 لفائدة المرشح التونسي، وزير التربية في عهد حكومة الترويكا الدكتور عبد اللطيف عبيد.
وكان الدكتور محمد العزيز ابن عاشور وزير الثقافة والمحافظة على التراث الأسبق آخر تونسي تقلّد هذا المنصب لفترة واحدة من 2008 إلى 20012، وسبقه في ذلك تونسي آخر وهو الدكتور المنجي بوسنينة وزير الثقافة الأسبق الذي اضطلع كذلك بمهام سفير تونس بالرباط وباريس.
نتيجة متوقّعة
رغم التفاؤل المفرط الذي ساد عدّة أوساط في تونس بشأن حظوظ الدكتورة حياة قطاط القرمازي في الفوز بالمنصب لتكون أوّل إمرأة عربية تترأس هذه المنظمة العريقة التابعة لمنظومة العمل العربي المشترك، فإنّ هذا النتيجة كانت في الحقيقة متوقّعة وذلك لعدّة اعتبارات، أوّلها أنّ دولة الكويت كانت تعتبر أنّ من حقها التمسّك بالمنصب بالنظر إلى أنّ مرشحها لم يكمل مدّته، بسبب الوفاة، لذلك بادرت باستضافة المؤتمر العام الانتخابي، ثانيها أنّ مكان انعقاد المؤتمر العام أو الجمعية العامة لأيّة منظمة عربية متخصّصة عادة ما يكون عاملا جدّ مؤثّر في نتائج الانتخابات للمراكز القيادية بها، وثالثها أنّ الانتخاب لا يخضع دائما لمقاييس موضوعية، منها الكفاءة والإشعاع والقدرة على التسيير، بقدر ما تتحكم فيه عوامل ذات طابع سياسي، منها وزن الدولة المرشحة للمنصب ومدى تأثيرها الإقيليمي وطبيعة علاقاتها ببقية الدول.
وبغضّ النظر عن كفاءة الدكتورة حياة قطاط القرمازي، هل أخذ المسؤولون في تونس في الحسبان كل هذه الاعتبارات قبل ترشيحها لهذا المنصب؟
استخلاص الدروس والعبر من النجاحات والإخفاقات السابقة
باستطاعتنا القول إن تونس اكتسبت تجربة في تعاملها مع مسألة ترشيح كفاءاتها للمنظمات الإقليمية والدولية واستخلصت الدروس والعبر من نجاحاتها وإخفاقاتها في هذا المجال. وهو ما يدعو الدوائر المسؤولة ولا سيّما رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الخارجية ،الجهة المكلفة بإدارة ملفات الترشح ومتابعتها، إلى تقييم هذه التجربة وضبط استراتيجية ناجعة تضمن أوفر عوامل النجاح لأي مترشح تونسي في المستقبل لمنصب إقيليمي أو دولي ، سواء تعلق الأمر بملامحه ومواصفاته ومدى ملائمتها مع المنصب أوبتقييم حظوظه وكيفية قيادة الحملة الانتخابية لفائدته.
والجدير بالذكر أنّ تونس توفّقت منذ 2015 بعد فشل مرشّحيْها لمنصب المدير العام للألكسو سنة 2012 ولمنصب المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية سنة 2014 في تعيين إثنين من إطاراتها السامية في خطة المدير العام للمنظّمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات في نوفمبر 2015 وفي خطة المدير العام للهيئة العربية للطاقة الذرية في نوفمبر 2016، وهما على التوالي السيدان محمّد بن عمر وسالم الحامدي، علما وأنّ مقرات المنظّمات الأربع المذكورة توجد في تونس.
تتقدم ليدرز بالتهاني للدكتور سعود الحربي بهذه الثقة وتتمنى له النجاح والتوفيق في مهامه، خدمة لقضايا التربية والثقافة والعلوم في الوطن العربي.
- اكتب تعليق
- تعليق