إن هذا لشيء عجاب: العجز عن معالجة العجز في ميزاننا التجاري مع تركيا
هناك سؤال يلحّ عليّ إلحاحا كلما تجدّد الجدل حول مشكلة عجز ميزاننا التجاري مع تركيا... وقد تجدّد الجدل هذه الأيام بعد أن نشر المعهد الوطني للإحصاء إحصائياته عن حصاد الاقتصاد الوطني خلال السداسية الأولى من السنة الجارية.
إنه سؤال من شقّين.
الشقّ الأول يتعلق بالحكومة التي نعلم أنها لا تستطيع نقض اتفاقية التبادل الحرّ المبرمة مع تركيا ونحن لا نطلب منها نقضها أو حتى مراجعتها، وإنّما نتساءل هل هي لا تستطيع أن تطلب من المورّدين التونسيين، وإن اقتضى الأمر، أن تفرض عليهم أن يتوقفوا عن توريد المواد التي تستطيع بلادنا أن تحيى بدونها، للتخفيف قدر الإمكان من هذا العجز... أم أنها فقدت سلطتها حتى لم تعد قادرة على الوقوف في وجه نهمهم المضرّ بالاقتصاد الوطني؟
أما الشقّ الثاني فهو يتعلق بهؤلاء المورّدين الذين يرون اقتصاد البلاد يوشك على الغرق ومع ذلك يواصلون إغراق السوق ببضائع تركية لا ضرورة لها... فهل ألهاهم التكاثر حتى أفقدهم كل حس وطني أو مدني وجعلهم لا يفكرون إلا في مصالحهم الأنانية الضيقة؟
إن أخشى ما نخشاه أن يكون الجواب على هذا السؤال هو أنّ العجز عن معالجة العجز في ميزاننا التجاري مع تركيا هو نتيجة طبيعية للعجز المتفاقم في هيبة الدولة من ناحية وفي الغيرة على الوطن وعلى مصالحه العليا من ناحية أخرى...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق