حقائق مذهلة عن إمبراطورية العقارات المصادرة في تونس

يصحّ تسمية الرصيد العقاري الهائل التابع لبن علي وأفراد عائلته وأصهاره بـ " الإمبراطورية العقارية " ويتكون مجموع هذا الرصيد الذي تمّ التعهد به من أملاك لا يقل عددها عن خمسمائة ملك وهي موزعة بين إقامات فخمة وفيلات وأراضي ذات استعمالات شتى وعمارات وشقق يمكن تفصيلها على النحو التالي:

• إقامات فخمة: 13
• فيلات: 110
• أراض صالحة للبناء: 228
• عمارات: 8
• شُقق: 141

توجد هذه الأملاك بالأساس في ثلاث مناطق كبرى هي:

• تونس، الضاحية الشمالية: 180 مِلْكا بقمرت والمرسى وسيدي بورسعيد وقرطاج وضفاف البحيرة...،
• الوطن القبلي: 60 مِلْكا في الحمامات ونابل،
• الساحل: 200 ملكا بحمام سوسة وسهلول وشط مريم والمنستير والمهدية.

وانطلقت  لجنة التصرف في الأملاك المصادرة في عمل شاق إلى أبعد حدّ لأجل المحافظة على هذه الأملاك من جهة، والتمهيد للتفويت فيها من جهة أخرى وِفْقَ طلبات عروض. العملية كانت إذا في منتهى الصعوبة والتعقيد. فكان لا بدّ من وضع ملف كامل لكل مِلْكٍ، وإصدار إعلانات عروض البيع، والحصول على أفضل عروض الشراء الممكنة بثمن يفوق قيمة الاختبار القاعدية التي تبقى طي الكتمان وموضوعة تحت الختم.

عقارات في منتهى الفخامة

الإقامات الفخمة التي يبلغ مجموعها 13 إقامة هي التي تستقطب أكثر من غيرها اهتمام التونسيين. وكُلُّ هذه الإقامات، باستثناء قصر سيدي الظريف غير المعروض للبيع، تبحث لها عَمَّنْ يُقْبل على الشراء. وليس من الهَيِّن العثور على الشاري بسبب ارتفاع الثمن بالنظر إلى الموقع والمساحة ونوع البناء والمبالغ الإضافية التي يتطلبها استكمال الأشغال. تم عُرِض قصر أميلكار المملوك لصخر الماطري بسيدي بوسعيد للبيع في خمس مرات لكن بدون طائل. فهذا القصر ممتدّ على مساحة مغطّاة تقدر بـ 7500 متر مربع، وهو مُشَيَّدٌ على قطعة أرض تقدر مساحتها بـ 13 ألف متر مربع واقعة قبالة شاطئ البحر .وهناك تقديرات مختلفة للثمن تتجاوز الخمسين مليون دينار. وقد بيعت فِيلَّا صغيرة الحجم تابعة للقصر ب6,5 مليون دينار.

وما يقال عن قصر سيدي الظريف ينطبق على الإقامة المفروشة مارينا 44 بياسمين الحمامات التي كانت على ملك ليلى بن علي دون أن تجد إلى حد اليوم من يقبل على شرائها. أما إقامة بلحسن الطرابلسي الكائنة بسيدي بوسعيد فقد نالت إعجاب امرأة أعمال تونسية أقبلت على شرائها بمبلغ 20,3 مليون دينار.

ونجد مثل هذه الإقامات الفخمة في خليج الملائكة (القنطاوي) وفي أوتيك وفي الحمامات.

وماذا عن الفيلات؟

تختلف الفيلات المصادرة (110 فيلا) من حيث القيمة من واحدة إلى أخرى. وجلّها من الطراز الرفيع وحتّى المتوسط. لكن لعشرين منها من الصفات ما يميّزها عن البقية وهي من أعلى طراز. وقد بيعت أولى هذه الفيلات بثمن يقدر بـ 1,2 مليون دينار وتقدر مساحتها  المغطاة بـ 600 متر مربع وهي كائنة بالمنزه التاسع.

وماذا عن الشقق؟

توجد على قائمة العقارات المصادرة ثمان عمارات و141 شقة مختلفة الأشكال والأنواع. وجُلُّها، باستثناء بعض الوحدات السكنية من النوع الفاخر، من الطراز المتوسط وبمساحات متفاوتة. وكان بحوزة أحد أقارب بن علي 42 مفتاحا لمحلات سكنية كلّها عبارة عن ستديوهات وشقق صغيرة الحجم كائنة بجهة الساحل (المهدية وسوسة والمنستير) وهي تحت الكراء لفائدة طلبة وموظّفين.

مقاطع الأراضي المعدّة للبناء

توجد إلى جانب الإقامات السكنية الفخمة أملاك هي واسطةُ القِلادة تتَّخِذُ شكل أراض للبناء تقع في أماكن راقية. وليست كل الأراضي المصادرة (228 قطعة في الجملة) من هذا الطراز ذي القيمة المرتفعة جدا؛ لكن بعض المقاطع تعتبر ثمينة بحق ونفيسة. وهذا ينطبق بشكل خاص على تلك الأراضي الواقعة غير بعيد عن مارينا قمرت وعلى مواقع أخرى رائعة كائنة بالضاحية الشمالية وبجوار العاصمة. تقدّر قيمة هذا المخزون الهامّ من الأراضي الصالحة للبناء ومن العمارات المدرجة ضمن أصول شركات النهوض العقاري المصادرة بأكثر من 700 مليون دينار. ويشمل المخزون أراضي كانت على ملك شركات نهوض عقاري هي "les Hirondelles" و"Sicile Immobilière" و "Dunes de Gammarth " و "Le Marchand immobilier" وكلها كانت على ملك صخر الماطري، بالإضافة إلى شركات Loft Immobilière و "Coréal و "Texim" المملوكة لعائلة الطرابلسي.

ويستنتج من خلال تحليل للملفات أن هناك بالنسبة إلى الشركات المصادرة (68 شركة)، قطع أرض قد حصلت عليها شركات نهوض عقاري وكانت عبارة عن أصداف خاوية، بلا موظفين، ملفّاتها فارغة إلا من رخصة الحوز دون أن يكون لها أحيانا وجود قانوني فعلي. وكانت الصفقات تنجز في ظروف تسودها الضبابية الكاملة وتم توجيهها إلى غير وجهتها الأصلية.

وقد لقيت قطع الأراضي التي عرضت للبيع إقبالا من طرف خواص جلّهم من الباعثين العقاريين. وبلغت الأثمان حَدَّ 4 آلاف دينار للمتر المربع بجهة البحيرة أو بجوار بنك الزيتونة، وتجاوزت مقدار 6300 دينار للمتر المربع بالنسبة إلى قطعة أرض تقع قبالة مبني "le Ritz " المطلّ على البحر بالبحيرة 2، وقد سجلت باسم ابن بن علي.

قراءة المزيد:

حصري- العقارات المصادرة في تونس: ما تمّ بيعه وما هو في انتظار البيع