إنّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ:عندما يستوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع عتاة الإرهابيين!!!
لم يكن شيئا عجاباأن تصنّف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إرهابيا، بل إنها، فيما أرى،تأخرت كثيرا في خلع هذه الصفة المستحَقَّة عليه وهو الذي ما انفك، خاصة منذ اندلاع ثورات ما سمّي زورا وبهتانا بالربيع العربي، يصول ويجول في منابر الخطابة والاعلام، منظِّرا ومُفْتِيا ومحرِّضًا على القتل والتدمير...
أما الشيء العجاب حقا فهو غفلة أصحاب هذا التصنيف عن تبعاته الخطيرة... فهم وإن حاولوا من خلاله الإمعان في إدانة دولة قطر بعد قطع العلاقات معها، لن يكونوا بمنأى عن الإدانة، إن عاجلا أو آجلا، لأنهم هم أيضا ساهموا في التمكين لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، واستفادوا من خدماته وفتاواه عندما كانوا بحاجة إليها، وليس أدل على ذلك من مسارعة رابطة العالم الإسلامي إلى إنهاء عضويته في مجمع الفقه الإسلامي.
على أن الأخطر من ذلك هو أن التصنيف سوّى بين رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وبين إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة" و"القاعدة" وغيرها من الجماعات المتطرفة، وهذه التسوية تعني أن الإسلام كله، بدءا من مُتَطَرِّفِيه وصولا إلى علمائه، بات موصوما بالإرهاب لا من أعدائه فحسب، بل أيضا من أكثر الأنظمة الإسلامية التي تدّعي تمثيله وخدمته... وهذا ما يعني أن قادة هذه الأنظمة يُصَدِّقُون َتصديقا على كلام "كبيرهم الأمريكي" الذي يضع الإسلام والمسلمين جميعا في كيس واحد دون أي تمييز...
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق