إنّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ! ! !

إنّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ! ! !

حين كنّا نقول إن الأحزاب التي طفت، كالفطر، على سطح الحياة السياسية منذ ما سُمِّيَ بـ"الثورة"، تفتقر إلى المرتكزات الفكرية والأخلاقية المتينة التي تؤهلها لرفع أركان الجمهورية الثانية،
وحين كنا نقول إن الطبقة السياسية، من يمسك منها بزمام الحكم ومن يعارضه، تعاني من ضحالة نادرة الوجود في التفكير والتدبير والتسيير،
وحين كنا نقول إن "النخبة" تشكو من هشاشة منطلقاتها وتفاهة غاياتها و"لامبدئية" سلوكها وتعوزها الجسارة على الصَّدْع بكلمة الحق،
وحين كنا نقول إن الأحزاب والطبقة السياسية والنخبة، كما هي الآن، لا تملك  الأهلية السياسية الضرورية لاستنباط الحلول الناجعة لإخراج البلاد من مأزقها،
حين كنا نقول ذلك كله كانوا يقولون إنكم تبالغون وتغرقون في التشاؤم وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين...
وحين جاءوا بـ"برهانهم" الأزهى من طاووس كان هو البرهان على ما كنا وما نزال نقول...
فتوقّعُوا، إن بقيت "دار تونس" على حالها، أن يستمرّ ويشتدّ التّخادع والتدافع والتنازع والتصارع والتصافع والتقارع بالكلام وبالأيدي وبأكثر منهما... ولا حول ولا قوّة إلا بالله.

محمد ابراهيم الحصايري



 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.