إنّ هذا لَشَيْءٌ عُجَابٌ: حول تنقيح القانون عدد 52
في وقت يواصل فيه رئيس الفليبين حربه الشعواء على تجارة المخدرات، ويؤكد أنه لن يتردد في قتل تجّارها لحماية الجيل الجديد من مخاطرها، آثر مجلس نواب الشعب عندنا المصادقة على تنقيح القانون عدد 52 لسنة 1992 المتعلق بالمخدرات، كمحطة مؤقتة قبل استئناف النظر في مشروع القانون الجديد الذي كانت الحكومة قدمته له منذ أواخر ديسمبر 2015.
وبقطع النظر عن البون الشاسع بين المعالجتين الفليبينية والتونسية لهذه الآفة الفتّاكة، ألاحظ أن "أدمغ" حُجّة استخدمها الذين استماتوا في الدفاع عن التنقيح هي أن العقاب بالسجن لم يفلح في ردع مستهلكي المخدرات عن استهلاكها.
واستنادا إلى هذا المنطق، يحق لنا أن نخشى أن يأتي، غدا، أقوام يطالبون بتنقيح القوانين المتعلقة بأصناف أخرى من الجرائم كالسرقة والغش والاغتصاب وحتى القتل بدعوى أن السجن لم ينجح في ردع السراق والغشاشين والمغتصبين والقتلة...
فَالحَذَرَ... الحَذَرَ... إن التطبيع مع جريمة ما قد يجرّ التطبيع مع جرائمَ غيرِهَا، فهو أشبه بقطار الأحواز الذي قد يخفي وراءه قطارا آخر...
محمد ابراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق