خميّس الجهيناوي، بوسعنا الاعتماد على ٲصدقائنا في واشنطن
رحلات مكّوكيّة متتالية حصلت بداية شهر مارس من وإلى أكثر من موقع، استغرقت ما يربو على الستين ساعة. زيارات إلى العاصمة الجزائرية والقاهرة وبغداد واشنطن، تخللتها لقاءات ومحادثات مكثفة. قَبْلَ العودة إلى تونس وإلى وتيرة حياة عادية ومألوفة قد اختلَّتْ واضطربتْ أيّما اضطراب بسبب فروق التوقيت الكبيرة. لقد أثْلَجَتْ نفسُهُ بما رأى في تجواله وبما انتهى إلى سمعه في لقاءاته بكل الشخصيات التي التقاها في شتى العواصم التي زارها: اهتمامٌ كبير بتونس، استعدادٌ لبذل ما تحتاجه من مساندة في سعيها إلى إصلاح اقتصادها وضمان أمنها وتجاوبٌ مع ما تقوم به من مبادرات. لقد استرجعت الدبلوماسية التونسية في عهد الرئيس الباجي قائد السبسي كل توهّجها.
خميّس الجهيناوي هو ثالث وزير خارجية عربي يَستقبله في واشنطن رئيسُ الدبلوماسية الأمريكية المعيّن من قِبَلِ الرئيس دونالد ترامب. إشارات قوية وإيجابية قد تبيَّنَها من خلال هذا اللقاء ومن خلال كلّ اللقاءات الأخرى التي دارت في رحاب الكونغرس أو تلك التي جمعته ببعض أصحاب القرار البارزين.
في الحديث الذي خص به مجلة ليدرز، يقدم خميّس الجهيناوي حصيلة زيارته الى واشنطن.
كيف وجدتم نظيركم الأمريكي الجديد ريكس تيلارسن؟
على قدر كبير من اللطف، له دراية بكل تفاصيل العلاقات التاريخية القائمة بين بلديْنا اللذيْن يحتفلان هذه السنة بمرور 220 عاما عن إقرارها. حدَّثْتُهُ عن طبيعة الرّوابط بين بلديْنا وعن التَّحَدِّيات الاقتصاديّة والأمنيّة التي تُواجه البلاد التونسية. تطرّق الحديث أيضا إلى الحاجة إلى استكشاف سُبُلٍ جديدة للشراكة، خاصة من حيث إسناد التنمية في المناطق الدَّاخليّة المحرومة. خلال استعراضنا للأوضاع الإقليمية والدُّوَلِيّة، توقَّفنا بالخصوص وبشكل مُطوَّل عند الوضع في ليبيا. تناول الحديث كذلك الوضع في العراق (وقد زرت هذا البلد قبل مجيئي إلى الولايات المتحدة) وفِي سوريا إلى جانب مسار السلام في الشرق الأوسط. ولقد لمَسْتُ حرصا شديدا على فهم حقيقة ما يجري في المنطقة على نحو أفضل.
أعلنت إدارة ترامب الجديدة عن خفض كبير ميزانية المساعدات الخارجية. هل ستتأثر تونس بهذا الإجراء؟
جملة الميزانية ستُخَفَّضُ بالفعل بنسبة 37%، ومن بين أهداف زيارتي إلى واشنطن إقناع المسؤولين الأمريكيين سواء في الإدارة أو داخل الكونغرس بإبقاء المساعدة الممنوحة لتونس على مستواها في سنة 2016 وحتى دعمها.
هل لَقِيتُم أذنا صاغية؟
أنا على قناعة بأنه بوسعنا الاعتماد على أصدقائنا في واشنطن وَهُمْ كُثر.
هل هناك مشاريع جاهزة بالنسبة إلى دعم الجهات الداخلية؟
لقد أتيحت لي فرصة التعمق في هذه المسألة في لقاء جمعني بالسيّد يوناتان ناش الرئيس التنفيذي لمؤسسة الكونغرس المكلفة بالمساهمة في الحدّ من الفقر في العالم عن طريق برامج التنمية الاقتصادية المستدامة Millennium Challenge Corporation (MCC) وقد استوفتْ تونس الشروط التي تخول لها الاستفادة من برامج هذه المؤسسة، وتوفقنا إلى إقناع المسؤولين فيها بالمبادرة إلى إسنادها وِفْقَ برنامج طموح عرضناه على أنظارهم.
ما هو الحال اليوم في العاصمة الفدرالية بعد دخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض؟
الإدارة الأمريكية الجديدة بصدد التمركز. لقد أتيحت لي فرصة الالتقاء بالسيدة كاتلين نوويا متك فارلاند (Kathleen Troia McFarland) نائب مستشار الأمن القومي، وكذلك برؤساء لجان بمجلس الشيوخ وبمجلس النواب وبأعضاء بارزين في الكونغرس وبمديري بعض الشركات الكبرى... وقد لاحظت أنّ لكل هؤلاء رغبة قوية في معرفة ما يحدث في تونس وفِي المنطقة وفِي مواصلة العمل الرامي إلى تعميق الشراكة التي تتجاوز البلاد التونسية لتشمل المنطقة بأكملها.
هل تعتقدون، من منطلق تجربتكم، أن الرئيس ترامب سيقدم على إدخال تغييرات ذات بال على السياسة الخارجية الأمريكية؟
ستظل الولايات المتحدة الأمريكية، بوصفها قوة عظمى، محافظة على مركزها باعتبارها أول قوة اقتصادية في العالم، وعلى أساس كونها مظلّة أمنيّة عالمية. ولا أعتقد أن ثمة تغيرات ذات شأن ستحدث مستقبلا ، غاية ما سيحصل في نظري هو مجرد تركيز على جملة من الأولويات.
- اكتب تعليق
- تعليق