طبرقة في فصل الشتاء فنـــدق La Cigale الجمال والخدمة الراقيـة
أن تشد الرحال إلى مدينة طبرقة في عزّ الشتاء، أن تقضي في طبرقة عطلة بأسبوع أو حتى خلال أيام نهاية الأسبوع، قد يعتقد البعض أن هذا مجرد كلام لا صلة له بالواقع، هؤلاء سيغيّرون رأيهم بسرعة حينما يبهرهم جمال الموقع ويؤسرهم بهاء المشهد. انبهارهم سيتضاعف بدون شك إذا ما سنحت لهم فرصة زيارة فندق La Cigale المصنّف في درجة الفنادق من الطراز العالي والذي يحتوي على مركز استحمام بمياه البحر يعتبر الأهمّ من حيث فوائده الصحية العظيمة. تتوفر في فندق La Cigale كلّ مواصفات القصر الفخم، وهو ينتمي إلى سلسلة فنادق قطريّة ويُدار وفق أدقّ المقاييس والأنماط العالمية. يلقى الزائر حسن القبول والوفادة. تُقدّم له أشهى الأطباق وأرقّ المأكولات... كلّ وافد على الفندق يحظى برعاية خاصة وشخصية قلّ أن يوجد مثيلها في الفنادق الأخرى، فيحدث ذلك أجمل الوقع في نفسه ويُقوّي ثقته في الفندقة التونسية.
تقع طبرقة في وسط طبيعي فريد، في أقصى شمال البلاد.. المدينة فخورة باسمها البربري الذي يعني «بلاد الورد الجبلي» أو الخلنج. طبرقة هي عاصمة المرجان، تقع على سفح سلسلة جبال خمير.. البحر يزخر بثروات المرجان، هذا الذهب الأحمر اللّماع ينمو وينتشر في أعماق المتوسط بجوار أصناف كثيرة من الأسماك وجراد البحر. الحدود الجزائرية قريبة من هناك.. مدينة عين دراهم لا تبعد عن طبرقة أكثر من 25 كيلومترا، وبين طبرقة وتونس العاصمة مسافة لا تزيد عن 150 كلم. طريق سريعة أنجزت مؤخرا تربط بين العاصمة ومدينة باجة (100 كلم) وسط ضيعات خضراء بهيّة ومناظر طبيعية خلابة تشدك إليها فتنسيك عناء السفر. ثم تُغيّر وجهتك نحو بلدة نفزة وتبدأ من هناك الرحلة إلى طبرقة على بعد 50 كلم. وبوسع هواة المناظر الطبيعية الخلابة أن يحوّلوا وجهتهم عند العودة من طبرقة إلى تونس العاصمة صوب سجنان ومنزل بورقيبة مرورا من شاطئ الزوارع ومحميّة إشكل، قبل سلوك الطريق الرابطة بين بنزرت وتونس العاصمة.. الجولة رائعة كما ترى. حينما تصــل إلى فندق La Cigale Tabarka تحسب أنك نزلت مهادا يطل على البحر الأزرق وتلفّه الخضرة لفّا. حينما تقف قبالة الفندق، يبدو لك المعمار في أبهى منظر؛ في انسجام تام مع المعمار المحلي. الزخرفة داخل النزل تتميّز بتجرّدها وسلاستها وطابعها العصري...يؤخذ الزائر حين دخوله الفندق إلى قاعة استقبال سامي الشخصيات في الطابق الثاني حيث يجد في استقباله مضيّفات قد تجمّلن وظهرن في أحسن حلّة.. يبادرنه بالتحية ويقدمن له كوب شوكولاته ساخنة حينما يكون الطقس باردا، بالإضافة إلى مشروبات أخرى ومعجنات رقيقة شهية من صنع أمهر الخبازين.. ثم يكتشف الزائر أشياء وأشياء: الغرف الممتدة الأرجاء، المطلة على البحر؛ آلة البيانو؛ المدفأة في أحد الأركان؛ مجموعة مطاعم تقدم ما لذّ وطاب من
شهيّ الأطباق؛ المقهي العربي الأصيل الذي يذكرك بقصص ألف ليلة وليلة؛ نوادي الأطفال؛ القاعات الرياضية؛ قاعات لعقد المؤتمرات؛ المسابح الداخلية بمياه البحر؛ الحمام بماء البحر؛ الأسطح الفسيحة قبالة البحر وحول المسبح... تتجاذبك كل هذه الأشياء العجيبة... تبهرك..تأخذ بمجامع نفسك.. تتيه في غمرتها. حينما يكون الطقس صافيا، تبدو لك جزيرة جالطة la Galite في الأفق البعيد، ترى ملامحها واضحة رغم بعد المسافة، فبينها وبين طبرقة مسيرة ساعات عبر البحر.. تصادفك في تجوالك داخل الفندق معروضات المأكولات والأطباق من أعلى طراز وبشتى الألوان والأصناف.. بوسعك أن تختار ما شئت من هذه الأصناف، كما بوسعك أن تتقيّد بقائمة من المأكولات.. رئيس الطهاة منير يهديك في الحالتين ما لذّ وطاب من شهيّ الأطباق وأجود المأكولات.. ربما يستهويك جراد البحر فلا ترضى عنه بديلا، وربما ملت إلى طبق السمك الطازج الذي أخرج من البحر على التوّ.
الـــروح والبـــدن
يقع مركز الاستحمام بماء البحر حذاء حديقة النزل على مساحة 300 2 متر مربع. مركز عصري يحتوي على أرقى التجهيزات، الحمام التقليدي يبدو هنا في مظهر غير مألوف. صممت غرف الحمام الثلاثة والعشرون بحسب طبيعة العلاجات التي تكون إما رطبة وإما جافة وبحسب نمط التمسيد...فطرق التمسيد تختلف من إفريقية، إلى هندية، إلى آسيوية، ولكل طريقة نغماتها الموسيقية الهادئة. هنالك يتفرع المسلك المائي إلى ممّرات تحت الأدواش الباردة أو الأدواش الدافئة أو الأدواش الحامية، ثم يصادفك حوض الجكوزي في المسبح الكبير.. وينتهي المسلك المائي إلى سباق ضد التيار في الماء البارد، يعطيك مناعة وقوة ويكفيك شرّ الزكام والسعال طوال فصل الشتاء.
الطاقم العامل في مركز الاستحمام بفندق la Cigale مؤلف من شباب يحسن استقبال الضيوف، ماهر كفء إلى أبعد الحدود، رقيق الأنامل، بشوش، له قدرة فائقة على تعديل أساليب التدليك، فيداول بين التمسيد والاسترخاء والتنشيط، وينتهي في كل الأحوال إلى إزالة كل ما قد يزعجك ويعكّر صفو مزاجك . الشركة المالكة لفندق La Cigale بطبرقة، وهي مجموعة «ماجدة» القطرية، لم تتردّد في تسخير كل وسائلها وجهدها في سعيها لإنشاء الفندق. الرئيس المدير العام للمجموعة، فيكتور آغـا، أراد أن ينجز مشروعا من الطراز العالي. ولقي من عادل علية، المدير العام، ونبيل مقرون، مدير الاستغلال، كل تشجيع وعاضداه تماما في مسعاه. والآن وقد أنجز المشروع ووضع فندق la Cigale Tabarka على السكة، ظهر تحدّ جديد بعد أن حصلـت المجمـوعة القطـرية على «دار نوّار» بضاحية ڤمرت، تحدّ يتمثل في الإقدام على إنشاء قطب فندقي استثنائي في ضاحية تونس العاصمة.
للمولعين برياضة الغولف
إذا أردت أن تكتشف الفضاءات المحيطة بفندق La Cigale بطبرقة فما عليك إلا أن تبادر إلى زيارة ملعب الغولف قرب الفندق، ملعب يمتدّ على مساحة تزيد عن 100 هكتارا. يمتطي لاعبو الغولف سيّارات كهربائية صغيرة ويعبرون مسلكا محفوفا بالأشجار بحذاء مرتفعات خضراء تطلّ على مياه البحر الأبيض المتوسط. المنظر جميل، بل في منتهى الجمال والروعة. المسلك تتخلله فضاءات جديدة مهيأة لرياضة الغولف تختلف من حيث عدد المواقع بمعدل ستة للفضاء الواحد. تتخلل المسلك مواقع جـديدة ـ greens ـ على مساحة تقدر بـ 400 متر مربع تحميها حواجز ضخمة. يبدو الموقع في شكل بســـاط أخضر وتتخلله فضـاءات مـائية، ما يضفي عليه قدرا كبيرا من الجمال، وما يدفع لاعبي الغولف إلى الإقبال على هذه المواقع وممارسة هوايتهم بكل يسر واطمئنان. وتجري الأشغال حثيثة لتهيئة النادي وتأهيله كأفضل ما يكون التأهيل. يوجد على مقربة من النادي مركب رياضي ترتاده فرق كرة القدم في إطار تربصات مكثفة تجري في فضاءات خلابة. يشتمل المركب على أربعة ميادين لكرة القدم ويتوفر على مركز يحتوي على حجرات ملابس وقاعات لبناء الأجسام وتقوية البنية، وأخرى للتمسيد وأخرى لعقد المؤتمرات والندوات، بالإضافة إلى كثير من المرافق الأخرى.
عين دراهم، على مسافة قصيرة من طبرقة
مسافة قصيرة تفصل مدينة طبرقة وميناءها البحري وقصبتها عن مدينة عين دراهم. هنا وعلى مشارف الشاطىء الجميل يحلو التنزه وتنتعش النفوس. بوسعكم أن تُولّوا وجهتكم صوب ملّولة على بعد حوالي عشرة كلم من وسط مدينة طبرقة وعلى مقربة من الحدود الجزائرية... المشهد خلاّب بحق. واصلوا الرحلة حتى عين دراهم على الطرف الآخر. الطريق ملتوية بين أشجار الصنوبر: تخترق الغابات، تحاذي الهضاب... عين دراهم، المدينة الصغيرة الساحرة، تبهرك بطابعا المعماري المتميّز، تأسرك بصناعاتها التقليــدية، بمطاعمها الصغيرة، بفنادقها حيث المدافىء التي لا يخبو لها أوار، وقاعات الاستقبال المزدانة على النمط الألزاسي، وكؤوس صيادي الخنازير البرية التي تذكرك بمواكب الصيد ووفرة المصيـد... تغمــرك الطبيعة بفيض سحرها وروعتهــا من لحظة مغادرتك تونس العاصمة حتى ساعة وصولك... مشاهد خلابة في تونس ربما لا تخلد على بال الكثيرين.
- اكتب تعليق
- تعليق